اليوم يكتب السوريون نصراً جديداً، هذا النصر اعتادوا على صنعه في كل زمان ومكان، والتاريخ كللهم بتيجان من الغار، فعلى أسوار وطنهم تهاوت جحافل الإرهاب، وتحطمت مشاريع الأعداء، لتبقى سورية هي أيقونة النصر الثابتة في كل الأزمان، وقوى الغرب الاستعماري لابد أن تنصاع لمنطق سيادة الدولة السورية، فمن رحم صمود شعبها العظيم، تبنى الكثير من التحالفات الدولية والإقليمية، لترسم ملامح نظام عالمي جديد، ينهي نظام البلطجة والهيمنة الغربية.
السوريون.. قدرهم الدائم هو مواجهة التحديات والتغلب عليها مهما اشتدت وكبرت الملمات، واليوم يتوجون انتصاراتهم في صناديق الاقتراع، ويختارون الرئيس الذي يحمي الوطن، ويحقق آمالهم وتطلعاتهم، ويعزز وحدتهم الوطنية.. يختارونه وفق مقاييسهم الديمقراطية الحقة التي استولدوها من تجاربهم الحضارية عبر التاريخ، فهم من علموا أبجدياتها للآخرين، وأثبتوا بأن الديمقراطية لا تصنع تاريخ الشعوب، وإنما الشعوب هي من تصنع ديمقراطيتها، وتختار مستقبلها، أما معايير الديمقراطية الأميركية والغربية فهي مرفوضة بالعرف السوري، لأنها قائمة على القتل والإرهاب وسلب الحريات، ولا تنتج سوى الخونة والعملاء، ولا تورث إلا الذل والهوان.
عزيمة السوريين وإرادتهم الصلبة، تعبد اليوم طريق الأمل والفرح للعبور إلى الغد الأفضل، والمستقبل الأكثر إشراقاً، فهم سيختارون بملء إرادتهم وحريتهم من يمثلهم لقيادة بلدهم نحو هذا المستقبل، سيدافعون بورقتهم الانتخابية عن وطنهم، ويتصدون للإرهاب وداعميه، ويحاربون الإرهابيين وأفكارهم التكفيرية الظلامية، وينبذون العملاء والخونة أصحاب المشاريع الانفصالية، وينسفون مخططات ومشاريع رعاة الإرهاب، وسيدحضون افتراءات وأكاذيب الإعلام الغربي المضلل، وسيلقنون دول التآمر والعدوان معنى الحرية والديمقراطية الحقيقية، سيصوتون للأمن والأمان، وللمحبة والتسامح والتعايش، وسينتصرون لوطنهم لأنه الأسمى والأغلى، وبهمتهم العالية سيضعون حجر الأساس لمرحلة إعادة البناء والإعمار، ويواكبون بخطواتهم الواثقة انتصارات جيشهم الباسل لتطهير بلدهم من فلول الإرهاب، وطرد الغزاة ومرتزقتهم، لتعود سورية إلى سابق عهدها واحة في الأمن والأمان.
سورية بكل أطيافها وتلاوينها ستكون الرابح الوحيد في الانتخابات، وإنجاز الاستحقاق الرئاسي سيكون المسمار الأخير في نعش مخططات الأعداء والمتآمرين والخونة الأذلاء، فكل صوت ينزل إلى صناديق الاقتراع اليوم سيكون رصاصة في صدر الإرهاب وداعميه، وسيكون أيضاً صفعة مدوية في وجه كل من تآمر على وطنه، واستجدى العدوان عليه، والعالم لا بد أنه سيدرك بأن سر قوة سورية ومنعتها يكمن في عظمة شعبها الأبي، فهو صانع حضارات، وصاحب تاريخ عريق في العزة والإباء والشموخ.
البقعة الساخنة- ناصر منذر