لو صدقتم لمرة واحدة في تاريخكم ..أو في تاريخ العلاقات بيننا وبينكم .. ربما كنا نبذل بعض الجهد لفهم ما يحتويه خطابكم المصنع لنا .. والفصل بين الكلمات، علّنا نجد في الكلام ما يوحي بالصدق والنيات الحسنة ..
المرحوم وليد المعلم قدر عمر الفراق بما يزيد عن مئتي عام .. فأشار إلى أنه منذ مئتي عام لم يكن للغرب الاستعماري ..موقف واحد ..لمرة واحدة يؤيد واحدة من القضايا العربية .. بل إن معظم القضايا العربية – إن لم يكن كلها – هي قضايا نشأت بفعل الكذب والنفاق والعدوان الذي مارسه هذا الغرب على أبناء الشعوب العربية وشعوب المشرق بشكل عام .. !!
ابدأ من القضية الفلسطينية .. ولا تنسَ سني وعقود الاستعمار .. وما خلفته بين هذه الشعوب والدول .. من قضية لواء اسكندرون .. إلى قضايا التقسيم والتقزيم والتخلف والعجز الاقتصادي والبنيوي ..
وتقولون: إنها قضية الدمقراطية ..!!
هنا بالذات يظهر حجم نفاقكم وكذبكم على العالم ..
ومع مخالب الذئب التي تمدونها يومياً .. بل كل ساعة .. لتتأكدوا من احتمالات أن يكون مات الجسد السوري .. تتلى علينا صفحات من آيات الكذب والنفاق .. لا لشيء .. إلا كي يستكين هذا الجسد المدمى .. فننثني عن الحياة .. ليبدأ الذئب بتشريح الجثة ..
هي سورية دولة عربية مشرقية مسالمة ..ومنذ فجر استقلالها سعت إلى الديمقراطية التي تصفون .. ونهجت بمنهجكم فأقامت برلماناً وانتخابات وأحزاباً وبرامج وبناء .. فمن القوى التي تآمرت على ذلك كله وأسقطته مراراً وتكراراً منذ انقلاب حسني الزعيم وحتى اليوم .. !!؟؟
هل من علاقة للمخابرات البريطانية أو الفرنسية مثلاً والأميركية بالتأكيد في هتك حياض تلك التجارب والمحاولات الجادة والجدية ..؟!
هذا ماضً مضى ونحن أولاد الحاضر .. نحن ننده من داخل الحصار الذي فرضتموه علينا بقوة الحديد والنار ومستخدمين أيدي قذرة ربما كفرت فصدقتكم .. أوأنها خانت فتلقفتموها لتوظيفها في الكيد والنكد ..
بيننا كثيرون يعرفون ويرفضون .. وبيننا كثيرون لا يعرفون .. وبيننا كثيرون يستحلون نفاقكم .. لكن ..
ليس بيننا من يصدقكم ..
بغض النظر عن تشتت المواقف .. ربما .. لا يستطيع مواطن صادق أن يصدقكم ..
فعلى من تتلون كذبكم ونفاقكم إذ في سورية حراك يؤكد – على الأقل – أن هذا الجسد السوري لم يمت ..!!
أما عملية تقويم هذا الحراك .. ومطابقته على ديمقراطيتكم .. فما في ذلك إلا ردة الفعل المنزعجة إذ الجسد السوري ما زال فيه حراك.
ولذلك تراكم .. تتسابقون على المقاطعة والممانعة .. وما من علاقة لكم بما يجري إلا بقدر ما يتيح لكم الاقتراب من حسم المعركة لصالحكم … وبما هو ليس لصالحنا بالتأكيد ..
معاً على الطريق -أسعدعبود:
as.abboud@gmail.com