يوم لن ينساه أحد من السوريين أبداً، ليس لأنه يوم انتخاب وكفى، لا، بل لأنه رسالة عشرة آلاف عام من الحضارة والرقي والثقافة والمقاومة والقدرة على تجاوز المحن والمصاعب مهما كانت شديدة البأس، ولأنه الجوهر الحقيقي لكل سوري أصيل، وهم الأغلبية الساحقة من الشعب، يدل على ذلك هذا الثراء في ألاداء الوطني والوعي الذي يتمتع به الشعب على الرغم من كل طغيان الضخ الإعلامي ومحاولات استلاب العقل وتدجينه، وأخذه إلى غير طريقه وقيمه وأهدافه.
مشاريع الاستلاب هذه أخفقت حرباً وإشاعات، وبكل ما استخدموه من وسائل فتك، مع ذلك كان السوري أكثر وعياً وقدرة على تفكيك الألغام والحفاظ على قراره وسيادته، وبناء وطنه ومد يد العون والعطاء لكل الاشقاء، وظلت القضية المركزية قضية الأرض العربية المحتلة، واستعادة الحقوق .
هذا السرد يجب أن يبقى دائم الحضور حتى لاينسى أحد ما، عظمة مأ انجزه السوريون قيادة وشعباً في هذه المرحلة العصيبة، وتوجناه أمس بيوم، بل هو حصيلة ونتيجة طبيعية لكل ما كان من إنجازات على أرض الواقع، الصوت السوري والحضور الشعبي الهائل والرائع، رآه العالم كله وسمعه، وتابعه.
والرسائل واضحة جلية: نتمسك بوطننا، بكل ذرة تراب فيه، وقرارنا السيادي ليس موضع مساومة، وقائدنا ربان السفينة التي لا تهاب لجج البحار والمحيطات، يبحر بها نحو الغد، يحرسه شعب آمن بقيادته، وقدرته على تفكيك الألغام، صحيح أننا كثيراً ما أرهقنا وطننا بالتفاصيل التي يجب ألا تكون، ولهذا أسبابه الكثيرة، بدءاً منا جميعاً، لا أحد خارج مسؤولياتها، ولاسيما من هم في مواقع القرار التنفيذي، ولم يرتقوا أبداً إلى حيث يجب، بل إن بعضهم تمترس وراء المصطلحات الجاهزة، واتخذ من الحرب الإرهابية حجة دائمة الحضور في مسوغات فشله (الحرب، ليس وقته، وغير ذلك).
ولكن حين يتعلق الامر بمصالحه، يكون الوقت، ويسرد ملاحم من بطولاته على الورق، هذه البثور التي استطالت، ليست من لحمنا ولا من جلدنا، وسرطان يجب أن يجتث بالجراحة التي تطهر الوطن، وتصقل النفوس، انتخبنا بصوتنا المدوي أمس من يداوي بالحكمة والجراحة وبلسمة الجراح.
انتخبنا وطناً، تلاحماً وطنياً هائلاً، وعياً شعبياً متقدماً حقيقة على وعي الكثيرين في الجهات التنفيذية والحكومية، أمس جب ّ ما قبله، وهو علامة النصر التي ستبقى مرفوعة، نصر على الإرهاب والتضليل الإعلامي، ونصر للحمة الوطنية التي تزداد رسوخاً، صوتنا أمس: أيها القائد نحن معك، نعرف أن الدرب طويلة طويلة، وكلنا مسؤولون عن كل خطوة فيها، ونتوق لأن يكون الوعي الذي عبّر عنه الشعب السوري، منارة يهتدي إليها، وبها من فرط بها أو تغافل عنها، ميدان العمل من كل قلب إلى كل قلب، ولا عذر لأحد بعد اليوم، لهذا كان الصوت السوري مدوياً، وسيبقى مع قائده لايخشى في الحق لومة لائم.
معاً على الطريق – بقلم أمين التحرير ديب علي حسن