الثورة أون لاين – هناء الدويري:
طفل اليوم هو إنسان المستقبل العامل المثقّف الفاعل، وليكون الوطن عامراً بأبنائه لابدّ من الاستثمار في الإنسان والعقول وليس أجدى من أن نبدأ بالطفل ليكون أنجح مشروع وطني استثماري به نبدأ ومعه لاننتهي…
برؤية متفتحة على آفاق المستقبل ننظر معا إلى منشورات ومطبوعات الطفل من كتب ومجلات وموسوعات ومخطوطات لنرى مدى توافقها مع قيم المجتمع والثقافة وإنجازاتها وخططها وطموحاتها لبناء إنسان المستقبل ومستقبل الإنسان… وحول هذا الموضوع التقت صحيفة الثورةمدير مديرية منشورات الطفل في الهيئة العامة السورية للكتاب ورئيس تحرير مجلة أسامه الكاتب والشاعر قحطان بيرقدار ليقول:
مديرية منشورات الطفل هي من المديريات المهمة في الهيئة العامة للكتاب، يصدر عنها عدة إصدارات شهريا، هي إصدارات دورية، ومنها مجلة أسامة العريقة المعروفة، ومجلة شامة وهي مجلة موجهة للأطفال ولكن في مرحلة عمرية أصغر، أي مرحلة ماقبل المدرسة، كذلك يصدر عن المديرية سلاسل قصصية شهرية منها على سبيل المثال سلسلة مكتبة الطفولة وهي موجهة إلى اليافعين، وسلسلة بعنوان أطفالنا، وهذه السلسلة لها عدة فروع منها أطفالنا قصة، و أطفالنا إبداعات، و أطفالنا علوم، ولدينا سلسلة أيضا خاصة بالأطفال المبدعين سواء في الكتابة الأدبية أو في الرسم اسمها سلسلة أطفال مبدعون، وهي عبارة عن قصة يكتبها طفل ويرسمها طفل آخر وتصدر شهرياً، ولدينا أيضاً سلسلة موجهة إلى اليافعين بعنوان: أعلام ومبدعون هذه السلسلة تتناول الأعلام الكبار من كل مجالات الفن والأدب والثقافة والفكر في سورية، تحاول أن تضع الجيل الجديد في صورة هؤلاء المبدعين وتعرفهم على إنجازاتهم لتنمية ثقافتهم ومداركهم في هذا المجال، وليعرفوا رجال أمتهم الكبار وعلماءها ومبدعيها…
أيضاً مديرية منشورات الطفل في الهيئة العامة السورية للكتاب تطبع أو تصدر بشكل متواتر كتب عامة للأطفال سواء في القصة أو في الشعر أو المسرح أو حتى في الدراسات الخاصة بأدب الأطفال وثقافة الطفل وتربيته عموماً فهي تستقبل المخطوطات من الكتاب والمؤلفين، وتطبعها وتصدرها فلدينا كل سنة عدد جيد من المخطوطات أو الكتب التي تصدرها مديرية منشورات الطفل…
إنجازات مديرية منشورات الطفل كثيرة وتحاول أن تخرج من مقرها دائماً للقاء الأطفال في المدارس وفي نوادي الأطفال وفي المراكز الثقافية بهدف تعريفهم بالمنشورات التي تصدرها المديرية واكتشاف المواهب لديهم لتبنيها ضمن منشورات المديرية، فهناك عدة أنشطة تقوم بها مجلة أسامة بشكل دوري وكذلك مجلة سامة والمديرية بشكل عام هي عبارة عن أنشطة تفاعلية للأطفال في أي مكان يتواجد فيه الأطفال ومن مختلف الأعمار تذهب إليهم أو يأتون إلينا من جهات مختلفة أو من المدارس أو من النوادي فنستقبلهم ونعرفهم بمنشوراتنا ونهديهم باقة من هذه المنشورات.
وتتوافق منشورات الطفل بكل تأكيد مع قيم المجتمع والثقافة، بخبرتي التي تتعدى السنوات الخمس وأنا متواجد في المديرية وعلى اطلاع على المنشورات التي تصدر عن المديرية أجدها منشورات نوعية، سواء من حيث المضمون أو الشكل والرسوم والألوان والإخراج الفني عموماً، فالمضمون يراعي أن يكون متوافقاً مع قيم مجتمعنا وثقافتنا وأن تكون فيها قيم تربوية تطرحها هذه المنشورات تهم طفل اليوم، ونحاول الابتعاد عن كل ما يسيء إلى طفل اليوم وعن كل فكرة يمكن أن يفهمها بشكل مغلوط فتؤثر سلبا في حياته، وإنما نحاول أن نطرح له هذه المنشورات الموجهة الهادفة القيمة وفي الوقت نفسه الممتعة والمثيرة والتي تشد انتباه الطفل وتجذبه إلى قراءتها، إضافة إلى ذلك المنشورات تعتني باللغة العربية اعتناء كبيراً… ونحاول أن نضبط بشكل دقيق كل ما ينشر في هذه المنشورات والمطبوعات ونعمل على تمكين اللغة العربية من خلالها ونختار للأطفال لغة سهلة يفهمها الطفل وبنفس الوقت يتعلم منها وينمي لغته وثقافته اللغوية وثقافته بشكل عام لأننا نطرح في منشورات الطفل مواضيع متنوعة ثقافة وعلوم وفنون وأدب….
هاجسنا الأساسي في منشوراتنا وخططنا المستقبلية بناء الطفل، وقمنا بمبادرات كثيرة خاصة وأننا مررنا بسنوات عشر كانت أزمة إنسان، فعلينا أن نعيد بناء الإنسان ويكون ذلك بأن نبدأ ببناء الطفل وشخصيته وتنمية ثقافته ومعارفه ومواهبه وغرس القيم الصالحة في داخله وجعله كائنا فاعلا في الحياة ليكون الإنسان الذي يبني الوطن، وهذا الأمر يستلزم تضافر الجهود كافة مع مديرية منشورات الطفل وأن يكون الإهتمام والعناية بالطفل مشروعا وطنيا بشكل عام تتبناه الدولة بكافة مؤسساتها
ومايدعو للتفاؤل أننا في سورية لم نتوقف يوماً رغم سنوات الحرب عن الاستمرار في إصدار المطبوعات والمنشورات وإقامة معارض الكتب بمافيها القسم الخاص بالأطفال
