لا تزال منظومة الإرهاب تعيش على وقع صدمة الانتصار السوري الكبير الذي أعاد تثبيت عناوين وحوامل المشهد السوري، على نحو قد يكون مقدمة لتحول جذري في المشهد الإقليمي والدولي في آن معاً.
ارتدادات الحدث السوري بدلالاته وأبعاده الاستراتيجية، لا تزال تضرب في كلّ مكان في داخل منظومة العدوان التي ذهبت بعيداً في اجترار إرهابها ولكن بأشكال وطرق مختلفة، بغية الحفاظ على الوضع الراهن على نحو يمكنها من مواصلة عبثها وخداعها وتشويهها للحقائق والوقائع.
منظومة الحرب في أصعب وأضعف حالاتها، لاسيما بعد سلسلة الهزائم والإخفاقات التي تلقتها خلال الفترة الماضية والتي كان أشدها مؤخراً (الانتخابات الرئاسية) التي فشلت في عرقلتها وإجهاضها، وهذا ما أدخلها في مرحلة جديدة من الهستيريا والهذيان إلى درجة جعلها تستشرس في إرهابها وجنونها وتصعيدها.
دمشق انتصرت، وما على دول الاستعمار والاحتلال والطغيان، إلا الاعتراف بهذا الواقع المتجذر بعيداً في عمق المشهد، ذلك إن مجرد الإنكار قد يأخذ بتلك الدول إلى مزيد من الهزائم والانكسارات، فكيف بخيار الهروب إلى الأمام الذي يعجل في انهيارهم كمنظومة تجتمع على التدمير والتخريب والاحتلال.
ضمن هذا السياق، يبدو المشهد اليوم، وبرغم هذا الهدوء المريب، وكأنه مفتوح على كل الاحتمالات، بما فيها الاحتمالات الكارثية التي قد تدفع بأطراف الإرهاب الى عمق الهاوية، وهذا ليس من باب التشاؤم، بل من باب الواقعية السياسية التي تفرض قراءة ما بين السطور بعمق وموضوعية مفرطة.
حدث وتعليق – فؤاد الوادي