الثورة أون لاين – رشا سلوم:
من يظن أن الرؤساء الأميركيين أو الإدارات التي تتعاقب على البيت الأبيض سوف تغير من نهج العدوان لهو مخطىء لأنه لم يقرأ فلسفة نشأة الولايات المتحدة الأميركية التي قامت على العدوان والاستبداد ..
كتاب اميركا المستبدة الولايات المتحدة وسياسة السيطرة على العالم …تأليف ميشيل بينيون موردن ..ترجمه إلى اللغة العربية الاستاذ الدكتور حامد فرزات وصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، يقدم هذا الكتاب قراءة تحليلية عميقة في فلسفة السياسة الخارجية الأميركية التي بدورها تقوم على ما تأسست عليه اميركا من أعمال عدوانية رسخت نزعة العدوان وجعلتها استراتيجية لايمكن التخلي عنها ابدا .
في المقدمة التي كتبها بيير سلنجر يخلص إلى القول :اننا لم نر في هذا الكتاب إعلانا للحرب على الأمريكيين وقد يكون المؤلف على حق حين يؤكد بأنه صرخة إنذار تدعو الشعوب إلى الصحوة لما يجري حولها والى الوعي والى التمسك بحرياتها وجذورها وأصولها لأنها مهددة بالاندثار أو انها انقطعت عن عمقها وعاشت عمر السطحية .
ولكنه اي المؤلف يدعو الأمريكيين قبل كل شيء لمراجعة الذات واحترام الآخرين من خلال احترام حرية الشعوب الأخرى وحقوقها واستقلالها التي يصعب التغلب عليها وهو دعوة لمثاقفة أو عولمة حقيقية اي بمعنى بناء الجسور بين الثقافات عن طريق عملية التبادل والاستفادة التي كانت دائما هي أداة الشعوب لإغناء التجربة الإنسانية بدءا من حضارة أوغاريت وبلاد ما بين النهرين والفراعنة واليونان والعرب ..وليس هدم الجسور بين الثقافات وإبدالها بمفهوم أحادي للعالم مصيره بالطبع الاندثار لان اي لقاح ثقافي لايتم الا بالوجود الفكري المتنوع.
يرى المؤلف في الحديث عن جذور هذا الاستبداد انه جاء من الآباء المؤسسين للولايات المتحدة كما يطلق عليهم ..فهؤلاء يرون انهم مكلفون برسالة الهيئة من السماء لإنقاذ البشرية (عرق ذو رسالة سماوية حول ذلك كتب جان بيرنجيه يقول انه جاء زمن الكبرياء بعد سنوات كان الأساس فيها العمل على البقاء لقد تبين للامريكيين تكاثرهم ونموهم وازدهارهم وتوصلوا عن طيب خاطر إلى القناعة بأن ذلك هو الدليل على حماية الله لهم لانه كان راضيا عن فضيلتهم.
لقد فرض هذا الشعور نفسه بأن الأمة الأمريكية تجسد حقيقة سياسية واجتماعية في كل مكان وتظن لحد الان انها ليست خطا لان الله يؤيدها ولذلك تعد كل موقف لا يؤيدها غير شرعي ..وهكذا كان يتم العمل على طرد كل من يخالف أمريكا وجعله خارجا عن القيم طرد المذنب من المجموعة في الازمان الأولى للتأسيس ووجب على كل من لا يريد بناء صهيون جديدة الرحيل ولم يكن يسمح بأي معارضة..من هنا أيضا قامت فكرة النوادي الذي نراه اليوم في تحالفات حديثة مثل ..الحلف الاطلسي ومجموعة الدول السبع ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة .
هذه جذور الاستبداد الأميركية التي نشأت عليها الولايات المتحدة وصارت جزءا حتى من الأدب الأميركي ..
الم يكتب والت وايتمان قائلا : وانت يا أمريكا..أبناؤك كبار ولكنك انت اكبر من كل شيء ..تمسكين النصر بيسارك والعدل بيمينك …انت مبدأ الوحدة وتمسكين بكل شيء …انت وانت تساوين العالم
(اقتباسات ..
اميركا تعتقد أنها مكلفة برسالة سماوية..
سياستها تقوم على الإقصاء وعقاب كل من يخالفها ..
امريكا امة القطيعة مع الماضي ..
الأمريكيون يظنون انهم هم شعب الله المختار وعليهم بناء صهيون الجديدة).