الثورة أون لاين – ديب علي حسن:
لا أدري لماذا يصر الكثيرون على أن يكونوا خارج الحياة والفعل والقدرة على متابعة ما يجري في العالم… ببساطة شديدة يظن هؤلاء أن العالم على شاكلتهم تماما فإذا كانوا لايقرؤون ولا يتابعون يعتقدون أن العالم كله كذلك ..
واذا كان بعضهم يمسك يتكلس عند نقطة ما لا يتقدم عليها يعتقد ايضا ان الجميع ثابت عندها..
أمس من باب المصادفة تابعت تقريرا عن معرص للكتاب في حلب يقيمه فرع اتحاد الكتاب العرب ..ونسبة الحسم مرتفعة جدا ..بل الكتاب مجاني والمنشورات مهمة جدا ..
يجري المراسل لقاءات سريعة مع … ينبري للقول إن العالم توجه للكتاب الإلكتروني ووو يستفيض بما ليس له وجود..
هل صدق الكذبة التي اخترعناها نحن أن الكتاب الورقي قد انتهى ..هل انتهى في اميركا وأوروبا والصين واليابان …هل يتابع أرقام الإصدارات الورقية
..ببساطة مثلا هل سمع أن رئيسا أميركيا أصدر مذكراته بكتاب الكتروني …أو مسؤول غربي فعل ذلك؟
جهلنا يجعلنا نظن أن العالم كله مثلنا ..الصحافة في العالم لم تتوقف ..النشر لم يتوقف..معارض الكتاب التي تقام في العالم كله ..ومنه الدول العربية والإقبال على اقتناء الكتاب الورقي على الرغم من ارتفاع ثمنه…ماذا نقول عنها؟
نعم ..هناك كتاب الكتروني وهو ضرورة وحجز مكانة ما …لكنه لايمكن أن يحل محل الكتاب العادي ..هناك صحافة إلكترونية أيضا لكنها تتكامل مع الورقية قد يقل عدد نسخها لكنه باق …حتى في اليمن الشقيق التي تتعرض لتدمير ممنهج مازالت صحافتها الورقية تصدر ..
ولا أدري من الذي جعل فكرة أن الصحافة الورقية برسالتها الإعلامية هي وجميع وسائل الإعلام الأخرى يجب أن تكون رابحة ماديا …معقول هذا… إعلام وثقافة وزرع طويل الأمد يجب أن يكون حصاده وعيا وتنويرا ومن ثم نريد الليلة حصاده مالا ..
دون أدنى شك اننا نجانب الحقيقة في ذلك …الكتاب في سورية ليس بخير والاهتمام به في أدنى الدرجات..
اذا كان نريد بناء الإنسان المعافى فلا بد من التنوير لابد من الثقافة والتربية من خلال الوسائل المتاحة كلها …لا أن نظن أن العالم قد تجمد عند النقطة التي تجمدنا عندها نحن ..
الامر ليس مستحيلا وما يهدر من مال في الكثير من … يدل على أن الأمر ليس توفير نفقات ولكنه جمود يجب تجاوزه في صناعة النشر من الكتاب إلى الصحف.. فهل يعقل أن موطن الحرف الأول لا تصدر فيه صحيفة منذ عام ونيف.
حان وقت الإجابة ممن يهمه الأمر: لماذا ومتى؟…لا تكونوا منبتين عن العالم نحن نرى وغيرنا يرى ويتابع ويرصد ويحلل لم يعد الأمر أن يقول هذا وذاك ويصبح ما يقوله حقيقة …شكرا لكل من يعمل بالحرف والكتابة …شكرا لكل طالب سوري مازال يقرأ ويستعيد ألق الثقافة في الجامعات التي تحولت إلى مؤسسات لمنح شهادات ورقية…ما تابعناه على شاشة السورية من لقاءات مع طلابنا يدل على أن المسؤولين هم المقصرون ..وان شبابنا بخير مازال متوثبا متحفزا …القراءة ..الكتاب ايا كان نوعه طريقنا نحو الغد الافضل.