الثورة أون لاين – أيمن الحرفي:
ابناؤنا يعيشون بيننا، يقفون بجانبنا، يراقبوننا . يحاولون أن يقولوا شيئا، ينتظرون ردود أفعالنا . ينتظرون أن نفهمهم و نستجيب لهم .
أطفالنا هم الثروة الأغلى و الأبقى لنا و لا يخفى علينا ما فعلته والدة أديسون مخترع المصباح الكهربائي عندما اعتبره أستاذه فاشلا و لا يستحق مقعد الدراسة و تم فصله من المدرسة لكن أمه تولت تعليمه بالصبر و التدريب و التجريب فسقت بذور العبقرية لديه و أيقظت الهمة و النشاط عنده حتى غدا العبقري الأول بين أقرانه… قال عنها أديسون ( والدتي هي من صنعتني لقد كانت واثقة بي حينها شعرت بأن لحياتي هدفا و أنني شخص لا يمكنني خذلانه ) .. من خلال ذلك نرى أن الثقة بالنفس يمكن أن نزرعها بالمهارة و المرونة و النشاط لتكون بذورا تؤتي أكلها إن أحسنا صنعا مع طفلنا وابنائنا..
و الطفل قد يرسل إيعازات للأب و الأم طلبا لأشياء و أمور يريدها و لكنهما لا يريان من طفلهما إلا جمال عينيه و شعره و نعومة وجهه، و لكن مما لا يكتشفه الآباء هو ذلك الذكاء و الحساسية الذي إذا استثمرناه لحصلنا على نتائج إيجابية وليس أدل على ذلك من تلك الابتسامة المشرقة الصادرة عنه عند فهمنا له وأبسط مثال عندما نريد رفعه عن الأرض يتم ذلك بهدوء و تمهل دون مفاجأة و تسرع .
و الأسرة هي المجتمع الأول في حياة الطفل منها يتلقى معارفه الأولى و العادات و التقاليد و أساليب الحياة و هذه الأسرة عليها توفير حاجاته النفسية و الجسمية و الاجتماعية و الطفل بحاجة للأمن و الاستقرار النفسي و الأسرة هي المنوط بها توفير ذلك من ضرورة اطمئنانه إلى مصدر غذائه و حماية والديه من الأخطار والمخاوف من خلال الجو الأسري الحميم و العلاقات الطيبة التي تسود الأسرة حيث يكبر الطفل و تزداد حاجاته فيبدع و ينتج بفضل التقدير والتشجيع و المكافأة بعد كل إنجاز ونجاح في أعمالهم و دروسهم و يفرحون عندما ننصت إليهم، و نسمع لهم، ونشاركهم أفراحهم ،حتى لو بدت صغيرة في أعيننا لكنها كبيرة في فكرهم و عقلهم فقدرات الطفل تنمو و تتغذى بالتشجيع و تضمر و تموت بالإهمال و التقريع والاستهزاء . و الطفل بطبعه اجتماعي يحتاج إلى الانتماء يحتاج إلى مجموعة ينضوي تحت لوائها و الأسرة هي التي تحقق له ذلك من خلال الأب و الأم و الأخوة ليشعر بالراحة و السعادة .
و بفطرته الإنسانية الأولى يحتاج الطفل إلى الحرية في حركته و كلامه و يغضب عندما نحد منها أو نقيدها و علينا مساعدته للوصول إليها و امتلاكها بشرط ألا تكون حرية مطلقة .
كل هذه الحاجات التي ذكرناها من الحب و الأمان و الاستقرار النفسي والتقدير ،كلها مرتبطة بالتوجيه و ضبط السلوك و احترام القواعد و النظام و ترسيخ مبادئ التعاون و أداء الواجبات. و أخيرا نقول :إذا أردنا أن نحقق السلام الحقيقي في العالم، فعلينا أن نبدأ بتعليم الأطفال و إن أهم مرحلة في حياة الإنسان لا تتمثل في مرحلة الدراسات الجامعية، بل تتمثل في أولى مراحل الحياة التي تمتد من الولادة إلى سن السادسة فالأطفال هم أهم مورد في الحياة والعادات التي نكسبها للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة التي تحدد ما إذا كان الأطفال سيعيشون حياة الفقر أو الثراء، أو الإنتاجية أو الخمول، أو الخير أو الشر، بل نعلمهم العادات الجيدة منذ صغرهم لنضمن لهم مستقبلاً آمناً و صدق من قال : (أن نزرع بذور القوة في أطفالنا أسهل من أن نداوي رجالاً محطمين.)