شغل الحدث السوري العالم كله منذ عشر سنوات ونيف، ظنت أدوات العدوان أنها قد أكملت الإطباق على سورية، وفي كل مرحلة من عدوانهم يعدون أدواتهم بالمزيد، لكن جدران الصد السوري كانت الأمتن وألاكثر قوة، وها هي اليوم تلك الرؤوس الحامية، وألادوات التي لم تراجع فعلها طوعاً، إنما بفعل النصر السياسي والعسكري الذي أنجزته سورية، قيادة وجيشاً وشعباً، وبالتالي رسخ لدى أدوات العدوان ومشغليهم أن ما يسعون إليه لايمكن أن يتحقق، وفي أحسن الأحوال لنقل: إن البعض منهم راجع حساباته وعلى مضض، ووصل إلى النتيجة التي تقول: إن العرب دون سورية لاشيء، لاقيمة لهم، بل العالم سينكسر إذا هزمت سورية، فهي عمود السماء إلى ألارض، وألارض إلى السماوات.
من هنا ليس ما نقرؤه مفاجئاً لنا، بل كنا على يقين أنهم سيصلون إليه، إن عاجلاً أم آجلاً، ستكتب الصحف ووسائل الاعلام العالمية أن سورية قد انتصرت، والحج إليها بدأ، تكتب مجلة (مجلة فورين بوليسي)
(إن بعض الدول العربية بدأت تفك العزلة عن سورية، ويبدو أنّ عودة سورية إلى الجامعة العربية مسألة وقت فقط، فمعظم الدول العربية أصبحت تنظر إلى سورية على أنها حليفة لها ضد طموحات الدول غير العربية مثل تركيا. وأضاف أنه خلال الشهور الماضية، وطدت الإمارات ومصر علاقاتها مع سورية إلى حدّ كبير، فمع دعم روسيا للحكومة السورية وتراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة، اعتبرت الإمارات أنّ سورية ستكون عضواً مفيداً في تحالف مناهض لتركيا وجماعة الإخوان المسلمين، ونقلت عن جورجيو كافيرو، الرئيس التنفيذي لشركة غولف ستيت أناليتيكس، وهي شركة استشارية للمخاطر الجيوسياسية مقرّها واشنطن قوله:(لا أعتقد أنّ إدارة بايدن ستعاقب الحكومات العربية لقبول عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، لكني لا أعتقد أيضاً أنّ بايدن سيرفع العقوبات بموجب قانون قيصر، ولن يسمح بالاستثمار في سورية، علماً أنه نتيجة هذه العقوبات التي فرضتها أميركا على دمشق، ستكون إيران في وضع قوي لاستغلال الوضع في سورية وتعزيز نفوذها فيها أكثر، وهذا سبب رئيسي لعدم ارتياح بعض دول مجلس التعاون الخليجي لاستمرار إدارة بايدن في إبقاء عقوبات عهد ترامب على دمشق). واعتبرت أنّ واشنطن استسلمت بالفعل لحقيقة أنه لا توجد طرق قابلة للتطبيق للإطاحة بنظام الحُكم في سورية).
وبغض النظر عن الكثير من المصطلحات الملغومة فيما تقوله، والعمه السياسي الذي مازال عن قصد يمارس في الإعلام الغربي ، لكنهم مضطرون أن يقولوا ولو جزءاً من الحقيقة.
عليهم أن يعرفوا أن سورية تنتصر وتنجز نصرها كاملاً، لأنها ميزان الحق ، ومعادلة الشعب وإرادته التي لا تلين، وقائده الذي يعبر به إلى الغد بكل ثقة ونصر، نعم لأن مفاتيح العالم، من بوابات دمشق.
من نبض الحدث- ديب علي حسن