الثورة أون لاين – خلود حكمت شحادة:
في رحاب جامعة دمشق تفرد الوزارات المعنية احتياجاتها للبحث العلمي وأهدافها ومشاريعها والصعوبات التي تواجهها ومنها وزارة الثقافة حيث قدمت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح عرضاً استهلته بالحديث عن الفكر التشاركي الذي تجلى في هذه الورشة مؤكدة على ضرورة إعادة توجيه البحث العلمي لخدمة المجتمع.
وتابعت مشوح أن الخطة الاستراتيجية المستقبلية من شأنها أن تحقق ولو جزءاً من الأهداف، وبالنسبة لرؤيا الوزارة فهي تعتمد على تعميم المعرفة وتنمية الذائقة الفردية والمجتمعية القادرة على تنمية المهارات والقدرات لتعزيز الهوية وقيم المواطنة والانتماء.
وتابعت مشوح: بالنسبة لرسالتنا فهي تحويل مفهوم الثقافة من معطى ذهني إلى فعل ثقافي يومي بالخروج من بوتقة الجهد الحكومي الصرف نحو العمل التشاركي المجتمعي بكل مكوناته الرسمية والأهلية والفردية والأهداف التي نسعى لتحقيقها حيث تم تحديدها في خطتنا الاستراتيجية التي أُطلقت في النصف الثاني من عام 2020 هي احتضان الإبداع وتقديم الدعم والرعاية للمثقفين والمبدعين بوسائل عدة، وأضافت أن مواجهة الفكر المتطرف أحد أهم الأهداف باعتباره سبباً من أسباب الإرهاب وضرورة تطوير المنظومة الفكرية اللازمة لذلك.
وحول التراث الثقافي بشقيه المادي واللامادي أكدت وزيرة الثقافة على ضرورة حمايته وصونه وجعل الثقافة إحدى روافد الاقتصاد الوطني وهذا يتحقق بالتشاركية مع القطاع الخاص والأهلي والمؤسسات المعنية إضافة إلى التطوير المؤسساتي والتشريعي.
وتابعت سردها لكيفية تحقيق الأهداف وفق خطة تحتوي على عدد من البرامج الإطارية تنضوي تحت كل برنامج مجموعة من المشاريع والمبادرات وفي كل مشروع أو مبادرة وركزت الوزارة وفق أولويات على حماية وصون التراث الثقافي المادي والترويج له ويقصد به الواقعة التاريخية والمتاحف ومقتنياتها الأثرية والأبنية التاريخية والفن التشكيلي.
وكذلك التراث اللامادي لايقل أهمية عن سابقه وتكون حمايته برصده وتسجيله وإصدار الأطر التشريعية الكفيلة بحمايته وتطويره وضمان استدامته وأوضحت مشوح في معرض كلامها مايعنيه التراث اللامادي بأنه جملة من المعتقدات والعادات والتقاليد والموروث الثقافي التاريخي والتراثي وكل ما يتعلق بالمنتج التراثي من حكايا وأساطير وأشعار شفهية وممارسات.
وكان للطفل وثقافته جانب مهم في خطة وزارة الثقافة كونه النواة لكل مجتمع حيث أكدت مشوح على تكوين ثقافة الطفل لترسيخ القيم الأخلاقية وتعزيز ثقافة الانتماء والمواطنة وهذا يتطلب التشاركية مع مختلف الجهات خاصة وزارات الثقافة والتربية والشؤون الاجتماعية والعمل ووزارات العدل والأوقاف والإعلام وفروع الجامعات خاصة أقسام التربية والفلسفة وعلم الاجتماع لما لهم من دور في تنشيط هذا المحور والإفادة منه.
وتطرقت وزيرة الثقافة إلى مشروع الحكومة الإلكترونية الذي من شأنه تطوير المؤسسات وتأمين البنى التحتية واحتضان الإبداع فهناك مشاريع توثيقية رقمية وهذا يوضح أهمية التشاركية مع الجامعة لوضع البرمجيات المناسبة والتصميمات المناسبة لرقمنة التراث وتوثيقه بشكل خاص وتطوير متحف الفن التشكيلي السوري الرقمي.
وفي نهاية العرض الذي قدمته وزيرة الثقافة عبر الشاشة طرحت العديد من العناوين التي من الممكن أن تكون اطروحات بحثية يُستفاد منها خاصة مايتعلق بالهوية والثقافة الجماهيرية ودور الشباب في تنمية المفاهيم المجتمعية لتكون تلك الأبحاث داعماً أساسياً لتطوير الإبداع.
ولتحفيز الإنتاج البحثي طرحت إمكانية نشر الأبحاث المتميزة في الهيئة العامة السورية للكتاب لدعم الصناعة الثقافية بكافة مجالاتها النقدية والأدبية والفنية في المسرح والسينما والموسيقا وكتابة السيناريو لينتقل بذلك الإبداع الفني والأدبي إلى مراحل متقدمة ونحقق الغايات والأهداف التي عملنا لأجلها.