أسوأ الأوبئة في التاريخ ..!!

الثورة أون لاين:

مواجهة المشاكل والأزمات تتوالي على العالم وليست جديدة على تاريخ البشرية خلال تواجدها علي الأرض، فقد اضطر الإنسان خلال الأزمات الصحية السابقة كالطاعون الأسود بالعصور الوسطى والإنفلونزا الإسبانية بالقرن الماضي لتحمل ظروفا مشابهة وربما أسوأ بكثير من ظروف أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد خاصة مع غياب التقدم العلمي والتكنولوجي الذي نتمتع به في يومنا الحاضر. وفي الفترة الحالية، يؤكد المؤرخون أساساً على أربعة أوبئة شكلت منعطفاً بتاريخ البشر وغيرت حياتهم حيث واجه الجميع أثناءها ويلات غير مسبوقة أسفرت عن سقوط أعداد هائلة من الضحايا.

*الطاعون الأسود

522.jpgيصنف الطاعون الأسود كأسوأ وباء من حيث عدد الوفيات بتاريخ البشرية. فبعد ظهوره بآسيا، في الصين حسب العديد من المصادر، خلال القرن الرابع عشر، انتقل هذا الوباء نحو منطقة القرم عام 1347 قبل أن يحل ببقية أرجاء أوروبا وشمال إفريقيا ويتسبب خلال بضع سنوات في وفاة ما بين ثلث وثلثي الأوروبيين (ما بين 75 و200 مليون شخص). وعاود الظهور بين الفينة والأخرى طيلة القرون التالية بالمدن الأوروبية حاصداً في طريقه مزيداً من الأرواح. ووفق المؤرخين المعاصرين، تعد نسبة الوفيات بسبب كورونا متواضعة جداً مقارنة بما تسبب به الطاعون الأسود. واعتمدت بعض المدن كميلانو الإيطالية على بعض قواعد التباعد الاجتماعي فحققت جانباً من النجاح في مجابهة المرض حيث كانت نسبة الوفيات بها منخفضة مقارنة بسائر المدن. كما عمدت مدينة دوبروفنيك (Dubrovnik)، بكرواتيا حالياً، لفرض شكل مبكر من أشكال الحجر الصحي فأجبرت الوافدين الجدد على المكوث لنحو 40 يوماً بإحدى الجزر القريبة تزامناً مع ظهور موجة وباء بها عام 1377.

*طاعون جستنيان

533.jpgوقبل 1500 عام تزامناً مع فترة صعود الإمبراطورية البيزنطية بقيادة الإمبراطور جستنيان الأول، عصف وباء الطاعون الدبلي، الذي سببته بكتيريا يرسينيا الطاعونية التي كانت بدورها وراء الطاعون الأسود، بالقسطنطينية. إلى ذلك، أنهى الوباء بشكل مؤقت حرب البيزنطيين والساسانيين كما أصيب به الإمبراطور جستنيان الأول وشفي وحمل هذا الوباء اسمه لارتباطه بفترة حكمه. ومع تزايد عدد الوفيات بالقسطنطينية، لجأ الأهالي لدفن ذويهم بشكل سريع وحمل كثيرون أساور نقشت عليها أسماؤهم أملاً في التعرف عليهم في حال وفاتهم بأماكن بعيدة عن منازلهم. أيضاً، تحدّث مؤرخو تلك الفترة عن انتشار الجثث بشوارع القسطنطينية كما أكدوا على وفاة ما لا يقل عن 5 آلاف شخص يومياً أثناء ذروة المرض. وطيلة سنوات الوباء، أسفر طاعون جستنيان عن وفاة ما يزيد عن 25 مليون شخص.

*كوكوليزتلي

وقبل 500 عام، عرفت المكسيك انقلاباً اجتماعياً وثقافياً تزامن مع قدوم الإسبان الذين رافقتهم أمراض عديدة دخيلة افتقر السكان الأصليون لمناعة ضدها كالجدري والحصبة. إضافة لذلك، سجّل القرن 16 ظهور وباء غريب قتل كثيرين ولقبه السكان الأصليون بكوكوليزتلي ، تحدّث الراهب الإسباني برناندينو دي ساهايغون (Bernardino de Sahagún) عن 3 موجات لهذا الوباء. ومع بلوغه إسبانيا الجديدة عام 1545 أصيب الأخير بالمرض وشفي منه. وعام 1574 قدّم دي ساهايغون وصفاً دقيقاً للموجة الثانية فتحدث عن أعداد هائلة من الموتى يومياً وأكد وفاة أوروبيين وأفارقة به. وبشكل مشابه نوعاً ما للأزمة الغذائية التي سببتها جائحة كورونا، تراجعت كمية الغذاء بمناطق إسبانيا الجديدة بسبب ارتفاع عدد الوفيات وغياب اليد العاملة بالأراضي الفلاحية، ما أسفر عن تفشي المجاعة ووفاة كثيرين جوعاً. وبسبب موجات كوكوليزتلي تحدث المؤرخون عن وفاة عشرات الملايين بإسبانيا الجديدة.

*الإنفلونزا الإسبانية

544.jpgوبالقرن الماضي، واجه العالم ما بين عامي 1918 و1920 جائحة الإنفلونزا الإسبانية التي تجاوز عدد ضحاياها ضحايا الحرب العالمية الأولى بأضعاف، حيث حصد هذا المرض أرواح نحو 50 مليون شخص بينما قدّر عدد الإصابات بحوالي 500 مليون إصابة. وبسبب سياسة حجب المعلومات والتعتيم الإعلامي المنتشرة بأوروبا في زمن الحرب العالمية الأولى، ارتبط اسم هذه الجائحة بإسبانيا التي كانت دولة محايدة وقدمت أرقاماً هائلة عن حجم ضحاياها. وتماماً كما يحصل اليوم مع أزمة كورونا، عرفت المدن والمناطق التي فشلت في فرض سياسة الإغلاق والتباعد الاجتماعي بشكل مبكر أعداداً هائلة من الإصابات. وقد شهدت فيلادلفيا الأميركية أواخر أيلول/سبتمبر 1918 استعراضاً محلياً تزاحم خلاله 200 ألف شخص، أسفر خلال الأيام القليلة التالية عن ارتفاع مهول في أعداد الإصابات والوفيات بها لتشهد بذلك الولايات المتحدة خلال تشرين الأول/أكتوبر 1918 أسوأ شهر بتاريخها توفي خلاله 200 ألف أميركي بسبب الإنفلونزا الإسبانية. وببقية دول العالم، لعب التعتيم الإعلامي وحركة تنقل الجنود بالحرب العالمية الأولى الدور الأهم في نشر العدوى بين مختلف الدول. 17.

*جائحة الإيدز (1981)

555.jpgأودى الإيدز بحياة نحو 35 مليونا منذ اكتشافه، ومسببه فيروس متطور انتقل من الشمبانزي إلى البشر في غرب أفريقيا خلال عشرينات القرن الماضي. ويعيش حاليا نحو 64% من إجمالي 40 مليون مريضا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

 566.jpg

آخر الأخبار
تعزيز الإصلاحات المالية.. خطوة نحو مواجهة أزمة السيولة تحديات تواجه انطلاقة التجارة الإلكترونية في سوريا تعزيز الشراكة التربوية مع بعثة الاتحاد الأوروبي لتطوير التعليم حرائق اللاذقية تلتهم عشرات آلاف الدونمات.. و"SAMS" تطلق استجابة طارئة بالتعاون مع شركائها تصحيح المسار خطوة البداية.. ذوو الإعاقة تحت مجهر سوق العمل الخاص "برداً وسلاماً".. من حمص لدعم الدفاع المدني والمتضررين من الحرائق تأهيل بئرين لمياه الشرب في المتاعية وإزالة 13 تعدياً باليادودة "سكر مسكنة".. بين أنقاض الحرب وشبهات الاستثمار "أهل الخير".. تنير شوارع خان أرنبة في القنيطرة  "امتحانات اللاذقية" تنهي تنتيج أولى المواد الامتحانية للتعليم الأساسي أكرم الأحمد: المغتربون ثروة سوريا المهاجر ومفتاح نهضتها جيل التكنولوجيا.. من يربّي أبناءنا اليوم؟ تحديات تواجه انطلاقة التجارة الإلكترونية في سوريا مع ازدياد حرائق الغابات عالمياً.. تطوير جهاز كشف بحجم ثمرة الصنوبر محافظ درعا يبحث مع غرفة تجارة الرمثا الأردنية تعزيز التعاون الاقتصادي  إيران تقول إنها ستستأنف المحادثات مع الولايات المتحدة بضمانات بحضور الشرع.. توقيع اتفاقية بين "المنافذ البرية والبحرية" و"موانئ دبي العالمية" وسط بحر من الفوضى والفساد.. أزمة المهاجرين إلى أوروبا تتفاقم  الثورة الاقتصادية السورية على وشك البدء  البكالوريا في سوريا.. شهادة عبور أم عبء نفسي وماديّ!؟