الثورة اون لاين – محمود إبراهيم:
أمراض متنوعة في منحى تصاعدي هدير آلات يصم الآذان… روائح مقززة تنفر منها النفس البشرية و تشمئز …!!
هذا ما أنتجته محطة معالجة مياه الصرف الصحي في الضاحية العمالية التابعة لبلدية حصين البحر التي قدر لها نتيجة اللامبالاة والتسويف أن تكون مصدر الداء لا مانعه.
*انتشار للأمراض..
الثورة تلقت شكوى من أهالي الضاحية العمالية يشكون فيها معاناتهم اليومية وما آلت أليه أمورهم منذ بدأ تشغيل المحطة..
ساعات قليلة من تلقي الشكوى كانت “الثورة” في الموقع المذكور وما أن علم الأهالي بما نقوم به من عمل والجهة التي نعمل لديها حتى انهالت الشكاوى من كل حدب وصوب معتبرين أننا الجهة المنقذة من إهمال ولامبالاة الجهات المعنية بحياة و صحة أطفالهم.
المواطن وسيم خميس تمحورت شكواه على الأمراض التي انتشرت مؤخرا والتي كان أحد ضحاياها ابنه الصغير الذي أصبح يعاني من مشاكل تنفسية نتيجة الروائح النافذة والتي اضطرته بعدها لتلقي جلسات الرذاذ في المشفى.
إحدى الأمهات شكت من إصابة ابنها الصغير بداء اللاشمانيا الجلدي نتيجة تعرضه للسعة بعوضة (ذبابة الرمل)، مؤكدة أن حالات اللاشمانيا في تزايد بين جيرانها والمنطقة التي تقطن فيها.
في حين أكدت كثيرات من الأمهات الحاضرات إصابة الكثير من الأطفال الصغار بالتهاب الأمعاء والذي أصبح أمرا شائعاً في الآونة الأخيرة.
الشكاوى والمعاناة تأكدت لدينا وتأكد مقدار صدقها الكبير بعد مراجعة مستوصف مساكن معمل الأسمنت الأقرب للمنطقة والتي أكدت الممرضات فيه “للثورة” فعلاً تزايد حالات الإصابة باللاشمانيا والربو والتهاب الأمعاء عند الأطفال.
موقف ولكن !
مدير شركة الصرف الصحي في محافظة طرطوس المهندس منصور منصور صرح لنا أن محطة معالجة مياه الصرف الصحي في الضاحية العمالية مازالت حتى الآن في عهدة فرع المؤسسة العامة للإسكان في محافظة طرطوس.
موضحاً أن سبب تأخير استلامها من قبل الشركة يعود إلى رفضنا القاطع استلام المحطة بوضعها الحالي معتبرا أن وجود هكذا محطة وسط الأبنية السكنية يتطلب حكماً أن تغطى أحواضها بأي طريقة كانت لا أن تترك مكشوفة كما هي في وضعها الحالي، إضافة إلى أن الضجيج الصادر عن هدير المولدات يحتاج إلى كواتم للتخفيف من حدتها وهذا الأمر لم يتحقق حتى الآن.
ولهذه الأسباب أكد منصور أننا لن نقوم باستلام المحطة ما لم تتم معالجة هذه القضايا الأساسية.
تأجيل ووعود
مدير فرع المؤسسة العامة للإسكان في طرطوس معمر أحمد اكتفى بالقول خلال اتصال هاتفي إن موضوع المحطة تتم معالجته مع المؤسسات والجهات المعنية متوقعاً أن تتم معالجة كافة الإشكاليات خلال مدة تتراوح بين ثلاثة أو أربعة أشهر.
تناقض بالتصريحات
عضو المكتب التنفيذي في محافظة طرطوس المهندس جابر حسن
أوضح في معرض رده على تصريح مدير شركة الصرف الصحي الذي أدلاه لصحيفة الثورة بأن محطة المعالجة الموضوعة في الضاحية العمالية لا يجب أن توضع في الاستثمار ما لم تكن جاهزة والإدارة في الشركة هي المعنية أولا وأخيرا بالموضوع وبالمتابعة ولا يمكن أبدا أن تتنصل من المسؤولية.
معتبرا في الوقت ذاته أن موقف شركة الصرف الصحي متمثلة بالامتناع عن استلام المحطة هو موقف محق ولكن بالمقابل هذا لا يشرعن أبدا عدم تحملها المسؤولية، ولذلك على الإدارة إلزام المتعهد بإصلاح العيوب خلال فترة محددة وإذا لم يتحقق ذلك عليها هي أن تقوم بذلك.
في النهاية ما هو الذنب الذي اقترفه المواطن كي تتعرض حياته وحياة أبنائه للخطر لمجاورته مشروعاً صحياً كتب عليه الفشل منذ اللحظة الأولى لولادته هل لأنه ضحية حظه المشؤوم أم إنه ضحية مؤسسات لا تعي أهمية حياة الإنسان.