أنضجت حرارة حزيران المشمش والكرز والبطيخ وغيرها من الفواكه الصيفية، ولكن منذ سنوات يتكرر المشهد ذاته في موسم هذه الفواكه وهو ارتفاع أسعارها بعيداً عن قدرة دخل المواطن على تناولها، وخير مثال وشاهد على ما نقول هو فاكهة المشمش حيث بلغ متوسط سعرها الثلاثة آلاف ليرة، أي أن معظم الناس لن تستطيع أكلها أو عمل مربيات.
والسبب أن أغلب تجار سوق الهال بات لهم الكثير من المشاغل في الريف، أي في مناطق الإنتاج لشراء المحصول مباشرة من الأرض، وتنفيذ عمليات التوضيب والتغليف والفرز وغيرها في هذه المشاغل، ثم نقل هذه الفاكهة وغيرها من الفواكه الصيفية إلى محال وأسواق البيع أو التصدير، وقيام أصحاب معامل المربيات بشراء معظم ما يرد من محصول المشمش من أسواق الهال وبسعر مرتفع، وهذا ما يمنع أغلب العائلات من مجرد التفكير أو التلفظ بكلمة مربى أمام الأولاد، طبعاً أصحاب المعامل سوف يتحكمون بأسعارها مستقبلاً، أي نوع آخر من أنواع الاحتكار.
المربيات والتي كانت من المواد الغذائية الأساسية على موائد المواطنين انقطعت أو تكاد، وما زاد الطين بله هو الارتفاع الكبير بمادة السكر وعدم قدرة المؤسسات التدخل الإيجابي على تأمينها بشكل متواتر.
إن أغلب العائلات استغنت عن هذا النوع من الغذاء، وأصبح بالنسبة لها نوع من الكماليات، كما هو حال اللحمة والأجبان والألبان والزيتون وغيرها الكثير بسبب أسعارها التي أصبحت لا تطاق وفوق قدرة معظم المواطنين.
إذاً يوماً بعد يوم يتناقص عدد الأطباق الغذائية على موائدنا ويقل التنوع الغذائي لدينا، فهل نقول أننا دخلنا مرحلة الخطر وهو سوء التغذية.
الموضوع لم يعد فقدان مادة غذائية هنا وفقدان دواء هناك، بل الأمر أصبح حرجاً وبحاجة إلى تحرك سريع لا ينفع معه الاجتماعات والتنظير والمسكنات والمصفوفات
لأن هذا كله مضيعة للوقت وزمن مهدور، وليس هناك إلا مخرج وحيد لما آلت إليه الأمور وهو ضخ الأموال بين أيدي المواطنين وزيادة الرواتب للموظفين وغير ذلك فكأننا نحرث في البحر.
عين المجتمع – ياسر حمزة