لم يتأخر الترقب لينضح إناء الإدارة الأمريكية الحالية بما فيه من غلو إرهابي وأباطيل كاذبة لشرعنة تدخلها السافر في شؤون الدول، والتي لم تعد مبهمة ولم يعد يخفيها أركان إدارة جو بايدن ويجاهرون بها على الملأ الدولي ضاربين بالمواثيق الأممية عرض الحائط، وذلك بعد أشهر فقط من تسلم بايدن دفة البلطجة الأمريكية، رغم أن التوجه والخطوط العريضة لسياسات البيت الأبيض لم يكن ضبابياً، وإن شابهه بعض اللبس للكثيرين ممن انساقوا وراء زيف الادعاءات الديمقراطية واحترام سيادة الدول التي روج لها بايدن سابقاً، وظنوا أن القادم إلى البيت الأبيض برضا صهيوني سيغير من آلية العربدة المعتمدة نهجاً وطريقة لتوسيع رقعة التسلط والتجبر المعهودة التي وسمت حقبة كل من سبقوه من حكام أمريكيين.
ففي قراءة معمقة لمشهد التعاطي الأمريكي الحالي مع ملفات جرى تسخينها على نار أطماعها ومصالحها وبما يتوافق مع الميول الصهيونية، نجد أن بايدن الذي حاول المخاتلة والإيهام باتباعه نهجاً مخالفاً لسياسة ترامب الفجة بالتطاول على القانون الدولي والتدخل في شؤون دول منطقتنا، يعمد في هذه المرحلة إلى إضافة مزيد من زيوت التسعير الإرهابي في الجزيرة السورية عبر
أداة إرهابه “قسد”، إضافة إلى المواربة والاحتيال فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتحشيد الأوروبي ضد الصين “القوة الاقتصادية المتعاظمة التي تثير بتطورها وثقل موقعها العالمي مخاوف أركان الاستبداد الأمريكي خشية من تضعضع هيمنتهم وتسلطهم على اقتصادات الدول”، كاشفاً بذلك وجه أمريكا الحقيقي المتوحش بلا طلاء خداع.
على اتساع الخريطة الدولية ترمي واشنطن بعيدان ثقابها لتفتعل أزمات تؤجج نيران حرائق إرهابية، وتفرض عقوبات جائرة، وتتيح لنفسها تدخلاً سافراً في شؤون الدول الداخلية طالما أن هذه الدول ترفض الوصاية الأمريكية وتأبى الانصياع للإملاءات التي تنتقص من استقلالية قراراتها وشؤونها السيادية، إذ لا ينحصر غلو أمريكا الإجرامي في دول منطقتنا فحسب وإن كانت هي الأهم في أجندات أطماعها ومصالح ربيبة إرهابها “إسرائيل”، بل تتعداه إلى دول أخرى كفنزويلا ونيكارغوا وغيرهما من الدول التي تمعن إدارة بايدن بفرض عقوبات جائرة مسيسة عليها كونها تقف بحزم ضد المخططات الأمريكية.
لا تؤتمن الإدارة الأمريكية وإن ادّعت كذباً أن لا أطماع لها في الأراضي السورية وأن تلطت تحت قش مساعي التوصل لحلول على مقاس أجنداتها التخريبية في منطقتنا وذلك لتشرعن عربدتها في إحكام طوق الحصار على الشعب السوري وتتباكى على حال المدنيين في إدلب وتزعم بكل فجور أنها تريد ايصال مساعدات إنسانية لهم، فالغاية مكشوفة لا يغطيها غربال إنسانيتها المفقودة وتتمثل بمد شريانين تمويل وإسناد بذخائر وأسلحة للتنظيمات الإرهابية.
دجل إدارة بايدن تدحضه البينات وتعري الفظائع الأمريكية الوقائع على الأرض، فبأي مسلات تضليل تحاول واشنطن رتق ثقوب الانتهاكات الأمريكية الواسعة وعلى أي أوتار خداع تعزف أسطوانة المساعدات الإنسانية المشروخة لتبرير السيطرة على المعابر في الشمال السوري؟!.
كفى أمريكا تزييفاً للحقائق وذراً لرماد التعمية في عيون المنظمات الدولية المرتهنة، وعليها أن تحزم حقائب إرهابها وترحل من المنطقة غير ذلك لن يجديها نفعاً فإرادة الشعوب بمقاومة المحتلين والغزاة والتمسك بصون وحدة الأرض واستقلالية القرارات الوطنية مقتل أوهامها الاحتلالية.
حدث وتعليق – لميس عودة