بعد أن أتى الصقيع على موسم المشمش والقمح والبطاطا ..فلاحو القصير والرستن يطالبون بالدعم والتعويض

الثورة أون لاين- تحقيق – سلوى إسماعيل الديب:

بما أن استقرار الأوضاع الاقتصادية مرتبط ارتباطا مباشرا بالزراعة، نجد أن الصقيع هذا العام قد هدد بعض المواسم وعانى معظم الفلاحين في منطقة الرستن والقصير والقرى المجاورة في حمص من تلف بعض أصناف المشمش والبطاطا والقمح والكمون، وانعكس سلباً على مواسم العام القادم إلى جانب غيرها من المشكلات التي يواجهونها كقلة الوقود ونقص بعض الأسمدة.

الثورة استطلعت آراء بعض الفلاحين في الرستن والقصير وربلة، للإطلاع على معاناتهم وحجم التلف في محاصيلهم والإجراءات التي قامت بها الجهات المعنية بالأمر.
تلف نصف الموسم:
المزارع حسين المرعي من الرستن قال: أنا فلاح لدي حقل إكثار بذار تعاقدت مع مؤسسة إكثار البذار عن طريق منظمة الفاو، وحصلت على بذار ممتاز بإشراف مهندسين مختصين في المؤسسة ضمن مواصفات وشروط ممتازة ، وكان من المفترض أن يعطي 800 كيلو الطن للدونم الواحد فلم تعطي 350 كيلو ويعود السبب للصقيع، وقد قمت بزراعة طن بطاطا مستورد عن طريق الدولة ضمن مواصفات جيدة جداً، ووفرت للأرض كافة الشروط المثالية من سماد وغيره ، وكان يفترض أن يعطي طن البطاطا بين 4 و5 طن لكن للأسف وبسبب الصقيع لم يعط سوى 2طن ونصف ..
 ننتظر الدعم والتعويض:
ويتابع المزارع قائلاً: نحن المزارعون ننتظر الدعم من مديرية الزراعة وصندوق دعم الكوارث وتعويضنا ولو جزء من خسائرنا وحتى الآن لم نلق استجابة من الصندوق، ونتمنى دعمنا والنظر بوضعنا وتزويدنا بالأسمدة والمازوت بالسعر المدعوم ،مشيرا إلى أن إنتاج المنطقة الشمالية أصبح جيدا بعد تحريرها من الإرهاب وتوجهها للزراعة وتستطيع تغطية احتياجات السوق.

نقص اليوريا آثر على المواسم..
أما المزارع خالد فرزات من الريف الشمالي الرستن فأشار لتأثير الصقيع أيضا على مدينة الرستن، وقد تراوحت نسبة تلف المحصول لديه بين 40% حتى 50% من محصول البطاطا ومن الأشجار المثمرة، وإلى شتلات البطاطا التي ساوت الأرض، وقال: افتقرنا لمادة اليوريا التي كانت من الممكن مساعدتنا في تعويض خسارتنا، لكن السماد قليل والمازوت شبه مفقودة حيث وزع مرة واحدة، والحالة لدينا كارثية ومواسمنا ضعيفة، فالبصل إنتاجه معدوم، والبطاطا لم نحصل على تكلفة زراعتها، ونحن كفلاحين نعتمد على الزراعة في تأمين معيشتنا وليس لدينا وسيلة رزق أخرى.

عدم الدعم يهدد المواسم القادمة..
ويتابع: ونحن ننتظر دعم الجهات المعنية لأن الفلاح الذي لم يقترض اليوم لتأمين احتياجاته فهو عاجز في الموسم القادم عن تحضير الأرض بالسماد الطبيعي وحراثتها حيث تصل كلفة حراثة الدونم الواحد 12 ألف ليرة سورية، وسيؤثر على الموسم في العام القادم إذا لم يتم تلافي الأمر من قبل الجهات المعنية وتعويض الفلاحين.
نصف محصول القمح..
رئيس الجمعية الفلاحية في الرستن باسم الطويل قال:جاء الصقيع وضرب كافة المواسم في المنطقة من كمون ويانسون وبطاطا وقمح، فقد تركنا طالبطاطا خضراء مساء لنجدها في صباح اليوم الثاني وقد أحرقت حرقاً بسبب الصقيع، حتى شجر الزيتون تأثر وكافة الأشجار، فحصلنا على نصف محصول القمح الذي تعودنا الحصول عليه، ففي العام الماضي حصلت على 800 كغ، بينما في هذا العام حصلت على 375 كغ، ولم نتلق أي دعم لمواجهة الأمر، برغم أن صندوق الكوارث يخصم علينا نسبة معينة عند بيع محصول القمح ، وحتى الآن لم نحصل على أي تعويض.

القمح غير مشمول بالتعويض:
وأشار رئيس الرابطة الفلاحية في الرستن سليمان العز الدين عن نسبة تلف البطاطا التي وصلت لـ40% ، لذلك لم يتحمل صندوق الكوارث المسؤولية، فالصندوق يتحمل النفقات فقط إذا تجاوزت نسبة الضرر 50%، والقمح غير معني بالكوارث الطبيعية برغم أن الصقيع والحريق كوارث طبيعية لم يعوض علينا شيء، فشمل ضرر الصقيع على كافة المواسم ..

تسهيلات لتسويق المواسم..
وتابع: قدمت لنا مديرية الزراعة كافة التسهيلات من مستلزمات الزراعة من المحروقات للآليات التي تقوم بالزراعة والحصاد ونقل المحصول، لكن كميات السماد كانت غير كافية وقليلة من اليوريا، وأفضل دونم أرض قمح طرح 400كغ بينما كان يعطي وسطياً بين 700و800 كغ سابقا وبهذا انخفضت نسبة الإنتاج لتقريب 50%.
وتمنى رئيس الرابطة النظر بمحددات صندوق الكوارث فيكون التعويض بحسب نسبة الإصابة وتلف الأرزاق وليس فقط عند تجاوز ضرره 50%، فنحن لم نتقدم بطلبات لصندوق الكوارث لعلمنا بأن حجم الأضرار أقل من 50% حيث لا يشملها التعويض.

تلف المشمش في القصير..

تحدث رئيس دائرة الزراعة في القصير محمد السوقي عن الأمر وقال: أصيب موسم المشمش بموجتي صقيع ضربت صنفين من المشمش فبلغت نسبة تلف الصنف الباكوري30% أو الطلياني من الموجه الأولى، أما الموجة الثانية من الصقيع فقد ضربت الصنف الذهبي بنسبة 35%، حيث بقيت الأصناف الأخرى بخير.
وأضاف: أصاب الصقيع فقط أعلى الشجرة ولم يتأذ القسم السفلي من الشجرة ولم تشمل كافة البساتين، فالبساتين القريبة على نهر العاصي أي المنخفض لم تتأذ كباقي المناطق، ويوجد بساتين بعيدة عن الوادي أصابتها رياح فقط فلم تتأثر بالصقيع، وانعكاس الأمر على الفلاح متعلق بالفلاح فالذي كان كامل حقله باكوري أو ذهبي كانت خسارته كبيرة أما من نوع بالأصناف كانت خسارته أقل.
أسباب أخرى لانخفاض المواسم.
ولا تنحصر أسباب ارتفاع أسعار المشمش للصقيع فقط، وحسب قول رئيس دائرة الزراعة كانت بسبب اختلاف وتبدل درجات الحرارة بين الليل والنهار بفترة الإزهار مما خفض نسبة العقد، ويقوم الفلاحون حالياً بزراعة أصناف مقاومة للعوامل الجوية، ومع طرح الأصناف الأخرى من المشمش ثمارها بدأ ينخفض سعرها في الأسواق من 2500 ليرة سورية للكيلو ليصبح 1500 ليرة سورية.
وأكد بأنهم قاموا بجولة بعد موجة الصقيع لتقدير الأضرار الناتجة فمن تجاوزت خسارته 50% سيقوم صندوق الكوارث بتعويضه ، كما فعل في إحدى السنوات السابقة.
تقدير الأضرار في ربلة..
وتحدث رئيس رابطة الفلاحين في ربلة نعيم ديوب عن ذات الموضوع وأشار إلى تلف نوعين من المشمش المبكر والمشموشي في ربلة والحصول على نصف الإنتاج بسبب الصقيع، وكذلك الأمر في قرية المصرية والخالدية والقرى المجاورة، وأضاف: قمنا بدورنا كرابطة فلاحيه بإبلاغ مديرية الزراعة حيث قامت بالكشف وبتقدير الأضرار.
وتناول رئيس جمعية ربلة عازار سمعان الوضع قائلاً تفاوتت الخسائر بين 30% و70% مع وجود بساتين وصلت نسبة التلف لـ 100% حيث لا تجد فيها أي ثمار وقد جاءت لجنة تقدير الأضرار أكثر من مرة دون أن يحصل المتضررون على أي تعويض.

الضرر في الشوافات 90%..
وأكد بأن أحد المتضررين حيث قدم الإثباتات للجنة ، ولديه 200 شجرة ليس عليها أي ثمار وبستان شقيقه نفس الأمر وبلغ الضرر في منطقة الشوافات كاملة 90%، وأكد بأن موسم البطاطا كذلك تلف في المنطقة ..

محروقات:الوضع مستقر..
رد مدير فرع محروقات حمص نعمان الجوراني عن سبب نقص المحروقات وأشار إلى فترة لم يكن فيها المازوت متوفرا لأنه كان يقدم للأفران والمشافي فقط، وحسب قوله :المشكلة كانت في فترة سابقة والوضع الآن مستقر، ونحن اليوم نقدم المازوت للفلاحين في المنطقة الشمالية وبسعر مدعوم.

زراعة حمص ترد: نسبة الضرر 50%..
أشار رئيس دائرة صندوق الجفاف أمين الحموي بأن الصندوق يتولى التعويض على الأضرار الحاصلة على الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وفي حال حدوث كوارث طبيعية لا يمكن تجنبها في وسائل المزرعة على أن تتجاوز نسبة الضرر 50% من الإنتاج المتوقع و5% من المساحة الكلية للمحصول المزروع.
وقامت مديرية الزراعة بتقديم تعويضات للفلاحين بداية العام الحالي بقيمة 115 مليون ليرة سورية تعود لـ 471 مزارعا موزعين في (10) قرى وذلك عن الأضرار الحاصلة على الأشجار المثمرة من التفاح والكرمة العرائشية.

 دراسة طلبات الأضرار..
حول الأضرار الحاصلة نتيجة الصقيع الربيعي في المحافظة بتاريخ 28/3/2021 أوضح الحموي: تعرضت منطقة المركز الشرقي والقصير والمخرم إلى موجة صقيع أثرت على الإنتاج الزراعي وأدت إلى أضرار متفاوتة الشدة وذلك حسب تحمل النباتات والموقع الجغرافي وشدة الصقيع، وقد قامت اللجان الفنية المختصة والمشكلة من قبل السيد المحافظ باستلام الطلبات من الأخوة الفلاحين وتم إجراء الكشوف الحسية لتحديد نسبة الضرر الحاصلة، ويتم الآن دراسة هذه الطلبات في دائرة صندوق الجفاف لإعداد قوائم اسمية للمزارعين المتضررين وتقدير التعويضات المالية المقترحة، وفيما يخص موضوع الحرائق لا يمكن التعويض عليها كونها غير واردة في التعليمات التنفيذية للصندوق.

b-2.jpgb-3.jpgb-4.jpgb-6.jpg

b-8.jpgb-8.jpg

 

 

آخر الأخبار
قرار لدعم صناعة الإسمنت الأسود وتحفيز الاستثمار مبادرة مجتمعية لإنارة شوارع درعا المحامي تمو لـ"الثورة": رفع العقوبات نقطة تحول اقتصادية   عميد كلية الحقوق "لـ"الثورة": العدالة الانتقالية لا يمكن تجاوزها دون محو الآلام ومحاسبة المجرمين روبيو يؤكد وقوف الولايات المتحدة إلى جانب سوريا.. الشيباني: وضعنا بنية تحتية لبناء علاقات استراتيجية... ربط آبار بعد تأهيلها بالشبكة الرئيسية في حماة القمح المستورد أول المستفيدين.. عثمان لـ"الثورة": تراجع الطن 10دولارات بعد رفع العقوبات الخزانة الأميركية: بدأنا خطوات رفع العقوبات عن سوريا من تصريح إلى أمل.. السوريون وحق الحياة المسروق طلاب المدينة الجامعية بحلب يشكون ضيق الغرف ورئيس الجامعة: ندرس عدة خيارات القرار السياسي تأخير بترحيل القمامة من بعض شوارع دمشق... والمحافظة: نعمل بكامل الإمكانيات المتاحة وزير الأشغال العامة: رفع العقوبات يسهم في استقطاب استثمارات عربية ودولية الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة.. والاحتلال يضاعف مجازره في غزة عضات الكلاب تتزايد في درعا.. والطعوم  غائبة مشاركون في  مؤتمر العدالة الانتقالية لـ"الثورة": حاجة ملحة للسلم الأهلي وتحتاج للوقت والتشاركية "صحافيون من أجل حقوق الإنسان " في مؤسسة الوحدة استجرار الكهرباء غير المشروع تدفع ثمنه " مياه " درعا وفود سياحية أوروبية تزور آثار بصرى الشام Relief Web : "هيومن رايتس ووتش": رفع العقوبات سيعزز الحقوق والتعافي في سوريا