الثورة أون ﻻين – آنا عزيز الخضر:
ما بين التسلية والرفاهية وعوالم مبهجة، وما بين الأفكار الغنية والقيم الاجتماعية والأخﻻقية الراقية، تم مسرحة نص (ثعلوب يتوب) تأليف ( أحمد سﻻمة) إخراج (سعيد عطايا) بشكل جديد، ليدخل إلى قلب الطفل-المتلقي الفرح والسعادة وذلك في حديقة تشرين في المسرح الروماني المفتوح وكانت الدعوة مجاناً للجميع، حيث اعتمد العرض على قصة، استخدمت أنسنة الحيوان، ليكون قريياً من عالم الطفل، وليتكمن بنفس الوقت من إقناعه بالكثير من القضايا، ما كان ليقبلها لو أتت بشكل إمﻻئي، لكنها تسللت إلى روحه بشكل حواري مسلٍّ وجميل، فيه الصراع بين الخير والشر، وحضور قيم الوفاء والمحبة، التعاون وحب العمل، وحث الفرد على التفكير الإيجابي والتبصر..كل ذلك عمل عليه العرض المسرحي من خﻻل قصته المسلية بنفس الوقت، وقد أراد الثعلب نسج الحيل والمؤمرات، ليخلق العدواة والفتن بين الأصدقاء والإخوة، إﻻ أنه تواجد من يملك الحكمة، فيحاول سد الثغرة بعقل حكيم وإصﻻح كل ذلك، وقد صنع هذه العوالم أسلوب استعراضي غنائي وحواري، تغير من موقع إلى آخر، للفت نظر الطفل عند كل قيمة وفكرة، أراد العمل الوقوف عندها لتنبهه بطريقة ترفيهة، مشيرة إلى مواقع الجمال بين سطورها بشكل غير مباشر ليحقق العرض أهدافاً جمالية وتربوية وهذا ما يسعى إليه مسرح الطفل دوماً دون أن ننسى الأسلوب الفني القادر على تحقيق ذلك.. هذا ما أكده مخرج العرض الفنان سعيد عطايا قائلاً:
يوزاي الإسلوب الفني في أهميته الفكرة المطروحة، إن لم نقل يسبقها، أنه بالأسلوب الجميل المدروس، الذي يمتلك ميزاته الخاصة، نستطيع تحقيق أهداف العرض المسرحي، الذي يتجه إلى الطفل، إنه الرافعة الأهم له، فمن الضرورة بمكان أن يكون ترفيها بامتياز، وأن تحضر مؤثرات ﻻ بد منها.. بدءاً من الموسيقا والأغاني والإضاءة المبهرة، والأزياء المزركشة الملفتة، وكل معطى فني، يحقق الجذب للطفل، حتى يتمكن من استيعاب كل ما طرح من أفكار وقيم ومفاهيم، إنها تحقق سﻻسة وصولها وتقبلها وقد حاولنا تحقيق هذه الشروط، وقد ساعد المسرح الروماني في حديقة تشرين وكل هذه العناصر أيضاً، وﻻ بد هنا من تقديم الشكر لوزارة الثقافة مديرية المسارح والموسيقا التي دعمت العرض وقدمته مجاناً للأطفال، وكانت الدعوة مفتوحة للجميع.