الثورة أون لاين- هراير جوانيان:
تجري اليوم الثلاثاء مباراتان في المجموعة الرابعة ضمن المرحلة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات من كأس الأمم الأوروبية الـ 16 لكرة القدم (يورو 2020) المقامة في 11 مدينة أروبية في 11 دولة مختلفة، حيث تلتقي إنكلترا مع تشيكيا في مباراة قمة الساعة العاشرة ليلاً في ملعب (ويمبلي) بلندن بقيادة الحكم البرتغالي أرتور سواريز دياز ، وفي نفس التوقيت تلعب كرواتيا مع اسكتلندا في ملعب (هامبدن بارك) في غلاسكو بقيادة الحكم الأرجنتيني فرناندو راباليني.
ويصرّ مدرب منتخب إنكلترا غاريث ساوثغيت أن بلاده بإمكانها أن تتجاوز مشاكلها الناتجة عن كونها تشكيلة شابة تفتقر للخبرة، وحجز بطاقتها إلى دور الـ 16، عندما يتواجه منتخبه مع منتخب تشيكيا متصدر المجموعة ، فيما يبقى باب التأهل مشرعاً على مصراعيه، عندما تلاقي كرواتيا منافستها اسكتلندا.
وتحتل إنكلترا المركز الثاني في المجموعة برصيد 4 نقاط متساوية مع تشيكيا، وبإمكانها أن تضمن الصدارة، في حال فوزها في مباراتها الأخيرة في دور المجموعات.وتحتل كرواتيا المركز الثالث بنقطة يتيمة، بالتساوي مع اسكتلندا الرابعة.
وتشير الحسابات إلى أن إنكلترا تحتاج على الأقل للخروج بتعادل للتأهل أو أن تنتظر عدم فوز اسكتلندا، مع احتمالية أن ينهي أبطال العالم 1966 هذا الدور في المركز الثالث في حال خسارتهم أمام تشيكيا، وفوز اسكتلندا على كرواتيا بفارق من الأهداف يسمح لها بالتفوق.
وفي حال التعادل، ستتصدر تشيكيا المجموعة بفارق الأهداف عن إنكلترا التي تضمن الوصافة.
في المقابل، يمكن أن تحجز تشيكيا مقعدها إلى دور الـ 16 في صدارة المجموعة في حال تفادت الخسارة أمام إنكلترا، وفي سيناريو معاكس يمكن أن تحتل المركز الثاني، في حال فازت اسكتلندا على وصيفة بطلة مونديال 2018.
أما أرجحية أن يتراجع المنتخب التشيكي إلى المركز الثالث فتكمن في حال خسارته أمام الإنكليز، وفوز كرواتيا على اسكتلندا بعدد وافر من الأهداف ما يرجح أفضليتها للصعود للمركز الثاني.
ويأمل رجال المدرب ساوثغيت وضع كل هذه الحسابات خلفهم، والبحث عن الفوز أمام تشيكيا من أجل تناسي خيبة التعادل السلبي أمام اسكتلندا ، بعد الفوز في مستهل مبارياتهم على كرواتيا 1-0.
ومع معدل أعمار يبلغ 25 عاماً و31 يوماً، خاضت إنكلترا لقاء اسكتلندا مع أصغر تشكيلة في تاريخ مشاركاتها في بطولة كبرى.
تشكيلة تضمّ ثنائي تشيلسي لاعب الوسط مايسون ماونت والمدافع ريس جيمس المتوج بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم المنصرم، أمام مواطنه مانشستر سيتي ونجمه الصاعد فيل فودين، وتألق فيها ديكلاين رايس (وستهام) وكالفين فيليبس (ليدز) في الدوري الممتاز.
لكن كل هذه الإنجازات لا تقارن باللعب على المستوى الدولي في بطولة قارية وارتداء قميص إنكلترا، وهو أمر قلة من اللاعبين الإنكليز عاشوه سابقاً.
ويعيش المنتخب الانكليزي تحت وطأة ثقل هاجس مواجهة فرنسا أو ألمانيا أو البرتغال في دور الـ 16، وهذا ما أشار إليه ساوثغيت قائلاً: إنها مجموعة لا تتمتع بالخبرة، أعتقد انها ثالث منتخب مع أقل مشاركات في البطولة.
وأضاف: أمام اسكتلندا كانت تشكيلة شابة، لذا فهي تجربة مختلفة للكثير منهم مما سبق لهم أن اختبروها… نريد أن نكون أفضل وهذا ما سنعمل عليه قبل أن نواجه منتخب تشيكيا.
وأمام احتمالية إدخال تعديلات على تشكيلته، يقف ساوثغيت أمام معضلة قائده ومهاجمه هاري كين الذي تنهال عليه الانتقادات بسبب تواضع مستواه منذ بداية العرس الكروي القاري.
وظل مهاجم توتنهام صامتاً عن التهديف في مباراتيه الأوليين، ما استدعى مدرب إنكلترا لإخراجه مرتين قبل صافرة النهاية، بينما اعتبر البعض أن من يقف داخل منطقة الجزاء هو (شبح) كين وليس المهاجم الذي أرعب حراس المرمى.
ورغم الحالة السلبية التي يمرّ بها كين، يؤكد ساوثغيت أنه ما زال يثق بمهاجمه وسيلعب اساسياً أمام تشيكيا، وقال رداً على سؤال أحد الصحفيين بهذا الشأن : بامكانك أن تكون متأكداً، وأضاف: هو أساسي، ليس فقط للأهداف التي يسجلها، بل في بناء اللعب وكل شيء آخر.وأردف: سبق له أن مرّ بذلك مئات المرات، في إشارة إلى أنه في حال قرّر إبقاءه على مقاعد البدلاء فأن ذلك يعود للحفاظ عليه في بطولة قاسية وطويلة.
وعانى فودين وماونت للتأقلم مع كين، بينما أظهر رحيم سترلينغ (مانشستر سيتي) موهبته الكروية في لمحات فنية أمام كرواتيا، قبل أن يقف خلف الأضواء أمام اسكتلندا.
وبإمكان ساوثغيت أن يدفع بوجوه جديدة على غرار جناح بروسيا دورتموند الألماني جايدون سانشو، أو صانع ألعاب أستون فيلا جاك غريليش أو مهاجم مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد من أجل مد يد العون لكين في الهجوم.ورداً على سؤال حول مشاركة سانشو، قال المدرب الإنكليزي: لدينا بعض الخيارات المتفجرة والعديد منهم شبان ويعيشون تجربة خوض بطولة كبرى للمرة الأولى.وتابع : نحن واقعيون كطاقم تدريبي بشأن توقعاتنا منهم كأفراد، وختم قائلاً : جايدون هو في هذا المزيج. تدرب جيداً في الأيام القليلة وبالطبع لدينا تلك الخيارات والقرارات التي يتعين عليها اتخاذها.
من ناحية أخرى، تواجه كرواتيا مضيفتها اسكتلندا مدركة أهمية الفوز لإنهاء دور المجموعات على الأقل كثالث أفضل منتخب، علماً أنها بإمكانها تجاوز تشيكيا للمركز الثاني بفارق الأهداف.
ويواجه رجال المدرب زلاتكو داليتش خطر الخروج المبكر من (يورو 2020) بعد حملة ناجحة في مونديال روسيا 2018 أوصلتهم إلى النهائي (خسروا أمام فرنسا 2-4).وعبّر داليتش عن الواقع المرير لمنتخبه بعد خسارته أمام انكلترا 0-1 وتعادله مع تشيكيا 1-1، قائلاً : نحتاج إلى الطاقة، نحن نعاني.
وتبدلت معالم كرواتيا كثيراً عما كانت عليه في روسيا، حين أزعجت الأرجنتين وإنكلترا، فقدمت صورة باهتة في البطولة القارية من دون إيفان راكيتيش وماريو ماندزوكيتش المعتزلين دولياً، وتراجع مستوى لوكا مودريتش وإيفان بيريشيتش.
أما اسكتلندا التي خسرت أمام تشيكيا 0-2 وتعادلت مع انكلترا سلباً، فيقع على عاتقها واجب الفوز لاحتلال المركز الثالث على الأقل، أو تجاوز إنكلترا للمركز الثاني بفارق الأهداف.