نبحث دائماً في رياضتنا عن التطوير والارتقاء بالمستوى الفني وتوسيع قاعدة الألعاب على اختلاف تواجدها في ألعاب الكرات والألعاب الفردية وألعاب القوة، وخاصة بعد أن أصبحت كل هذه الألعاب تشمل الجنسين الذكور والإناث مانرى في بعض اتحاداتنا لايمكن تفسيره ولا يمكن معرفة أسبابه، ولابد أن يكون ضمن دائرة (الشيء العجيب) وسنختصر كلامنا مع هذه العجالة على بعض الألعاب، ونخص بها ألعاب الكرات فلو تناولنا كرة اليد فسنجد أنها أصبحت في وادٍ وكرة اليد في الدول الأخرى في وادٍ آخر أي إننا تراجعنا وغيرنا يتقدم، فهل يعقل أن يكون لدينا في دوري الرجال ستة فرق في كل المحافظات ثم ينسحب في النهائي ثلاثة فرق ويفرح من فاز باللقب؟ فكيف نبني رياضة في هذه اللعبة وعدد ممارسيها لا يتجاوز 150منتسباً، وإذا انتقلنا للآنسات أو السيدات في كرة اليد فسنجد أنه لدينا ستة فرق تلعب، وهذه الفرق اعتذر منها ثلاثة بسبب امتحانات الشهادة الثانوية فما كان من اتحاد اللعبة إلا أن أشهر عصاه في وجه المتخلفين وأعلن عن عقوبتهم أي إنه قضى على ثلاثة فرق بالتمام والكمال في هذه اللعبة ليبقى لدينا فقط ثلاثة فرق تمارس كرة اليد أنثوياً، فأي تخطيط هذا وبدل أن نستقطب العنصر الأنثوي لرياضتنا فهذا أمر مهم جداً نجد الاتحاد يصرف من كانوا منتسبين ولا يحاول إدخال اللعبة في أندية مراكز المدن الكبرى، وحين ننظر إلى الواقع نجد أن هذه الرياضة أفضل من يمارسها أنثوياً فرق الأرياف.
وننتقل إلى كرة الطائرة وهي ليست أفضل حالاً من اليد من حيث عدد الأندية الممارسة للعبة ذكور وأناث ومن حيث تواجدها في أرياف المحافظات وقلة قليلة من أندية المدن الكبرى تعتمدها وخاصة أن هاتين الرياضتين كانتا في كل محافظات سورية دون استثناء والٱن بدأت تتقلص رويداً رويداً، وفي كرة القدم الأنثوية حدث ولا حرج إذ عدد الممارسين للعبة في الأندية يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة بقليل وهي أيضاً مألوفة عند فرق الأرياف وغير مرغوبة في الأندية الكبرى، فكيف يكون لدينا منتخبات؟ وكيف يمكن لنا منافسة الجيران؟ وكيف لنا أن نشارك في بطولات آسيوية مقررة إذا كان عدد اللاعبات لايتجاوز مئة لاعبة؟ هي ألعاب لابد من التوقف أمامها ومعالجة أسباب التوقف، ومعالجة أسباب الخلل فيها إذ ليس من المقبول الطيران بجناح مقصوص ورجل مكسورة ويد مبتورة، وهذا هو الواقع عرضنا شيئاً منه فقط، ووضعناه أمام المعنيين عسى أن يكون بينهم من تلقى الرسالة وبدأ بالتوجه إلى الإصلاح.
ما بين السطور – عبير يوسف علي