للمرة ٢٥ تقطع قوات الاحتلال التركي مياه الشرب عن أكثر من مليون إنسان في مدينة الحسكة والمناطق المحيطة بها، عبر إيقاف الضخ من محطة علوك، مرتكبة جريمة جديدة ضد الإنسانية جمعاء.
يأتي ذلك في لحظة مناخية -مرعبة – ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من ٤٠ درجة وعواصف غبارية، وفِي عز موسم حصاد وتسويق القمح -المروي- إذ لم يثمر القمح غير المروي -البعل- في الحسكة هذه السنة بسبب الجفاف وعدم تساقط الأمطار.
ولقد خصص مجلس الوزراء جلسته – أمس- لموضوع الكهرباء والماء في سورية بشكل عام وفِي الحسكة بشكل خاص، مؤكداً أهمية الإسراع في إنجاز ٤محطات تحلية للمياه في الحسكة وحفر المزيد من الآبار، كإجراء إسعافي، ريثما تنجح الجهود في إعادة ضخ المياه من محطة علوك، وما من شك أن القضية وطنية من الدرجة الأولى، ويجب أن تستثنى من كل العوائق والأمراض البيروقراطية، وأن يتم الإقبال على هذا الحل الإسعافي بحماسة وطنية، قبل أية حسابات أخرى، وبغطاء قانوني مماثل لما كان سائداً في سورية في السبعينيات والثمانينات عبر ما كان يعرف بلجان الإنجاز، المستثناة من كل المحددات القانونية وهمها الوحيد الذي تحاسب عليه -الإنجاز- في الوقت المحدد، وتوفير صرح جديد إنتاجي أو خدمي، الوطن بحاجة ماسة إليه.
ولعل الحسكة، سوف تستفيد على هذا الصعيد من إعلان حالة الطوارئ المناخية، التي دعا إليها وزير الزراعة مؤخراً، إبان اجتماعه بممثلي المنظمات الدولية في سورية، طالباً الدعم والمساندة لمواجهة تأثير التبدلات المناخية العالمية على سورية، وقد تبدت بأبشع صورها في العام الحالي الجاف، إذ لم يحصد الفلاحون قمحاً أو شعيراً في مناطق الاستقرار الثانية والثالثة والرابعة التي تعتمد في الري على الأمطار ولَم ينبت الكلأ في البادية ليوفر العلف الطبيعي للثروة الحيوانية التي قضت الحرب الجائرة على سورية على نصفها تقريباً (تراجع قطيع الأغنام حسب أرقام ملتقى تطوير القطاع الزراعي في قصر المؤتمرات في شهر شباط الماضي من ١٥مليون رأس إلى ٧ ملايين رأس).
الحسكة أولاً على صعيدي الكهرباء والماء دعماً لصمود أهلنا هناك، ريثما يتم إنجاز التحرير الكامل لكل شبر من أرض الخير والعطاء الثر قبل الحرب العدوانية، الحسكة التي كانت سلة غذاء سورية ومورد نفطها وغازها الطبيعي.
أروقة محلية – ميشيل خياط