من يستلهم عنترة ؟

يرتبط اسم عنترة في الذاكرة الشعبية بالكثير من القصص والقضايا القيمية والأخلاقية التي يتغنى بها الجميع، ولاسيما أن ما قدمه عنترة عبر سيرته الشعبية التي دخلت كل مكتبة، وكل منزل، ولا نظن أن أحداً من جيلنا لم يقرأها، ولاسيما أنها كانت من كلاسيكيات السير الشعبية التي يجب أن تكون حاضرة في كل بيت، وعند كل سهرة صيفية، في البساتين والمقاهي، الرواة جاهزون لسردها، كل واحد منهم يقدم ويؤخر ويضيف، الحرمان الذي تعرض له والشهامة التي يظهرها كقيمة أخلاقية عز نظيرها.

عبلة التي كانت محور هذا التحول والتجلي، ونقطة الجذب التي يعمل عنترة على الوصول إليها، والظهور أمام العم المتعنت بمظهر البطل حامي الحمى، سيرة عنترة اليوم نحتاجها بقوة، نريدها استلهاماً، ولو بالنزر اليسير منها ، افتقدنا البطولات الفردية القيمية عند الكثيرين، ولا بد من العمل على استعادتها بشتى الطرق والوسائل، وقد يسأل أحد ما: ولماذا عنترة وليس غيره؟.

في مرويات المخيال الشعبي كما رددها الآباء والأجداد، أن عنترة حين غدا بطلاً لايشق له غبار، ونال رضى القوم، بل تسيد القبيلة، غدا سيد المجلس، يقص ويروي وينشد، ومن الطبيعي أن يسأله أحد الحضور: كيف أتيت هذه الشجاعة كلها، فكم من ضخم البنية ليس له من الشجاعة شيء، يجيب عنترة _ وعلى ذمة الرواة – ( كنت في المعارك أعمد إلى الجبان أضربه بسيفي هذا ضربة يطير لها قلب الشجاع ).

وربما يقابل هذا المثل الشعبي (الحكي للجيران، اسمعي يا كنة) ونحن في هذا المر الكالح الذي تكالبت فيه ثعالب الأرض علينا، تعود قصة بطولة عنترة، ولكن بصيغة أخرى مختلفة تماماً، كم من ضربة وجهت لنا نحن الفقراء، نالت منا، أخذت مما لدينا، كل يوم وليلة ضمائر تنام، لا تصحو، والمرمى نحو صدور الفقراء والمعوزين، وكأن المتنبي كان يعنينا حين قال ( تكسرت النصال على النصال).

ضربات الألم الممض لم تطر قلوب حيتان الجشع والمال، خوفاً منها ، لا ، بل ربما يقولون: هل من مزيد، وجهوا المزيد من الضربات فإذا أفلت القوم كانوا .

نحتاج حكومة تضرب بيد عنترة، لا ترحم فاسداً، تعرف كيف تدير الأولويات وتمتص الكثير مما يعانيه المجتمع، بغض النظر عن أسبابه، لن نختلف على الكثير الكثير، لكن الشماعات كثرت، استطالت حتى غدت غابات خشبية يابسة انتقل الكثير منها إلى تصريحات يهرف بها البعض، وكأنه لا يعرف أن الوعي الشعبي قد قطع وعيه بأشواط، يعمل ويأمل ويثق بالغد، لكنه في مرمى تأجيل الأولويات والذهاب إلى ما يمكن أن يكون الآن، وربما في الدول التي تعيش ترفها لايمكن أن ينجز، فكيف بنا، لنكن واقعيين، أي مشروع مهما عظم لا يهم من يبحث عن لقمة الخبز، الواقعية تعني أن نضرب على وتر الحياة ونمضي بتنفيذ مشاريع الغد، الزرع الآن للقمح والخضرة والغذاء وبناء الوعي، ننتظر أن تطير قلوب الحيتان خوفاً، لا طرباً بما سيجنونه.

معاً على الطريق – ديب علي حسن

آخر الأخبار
في سباق مع الزمن و وسط تحديات الرياح والتضاريس.. جهود لإخماد الحرائق   سوريا تقترب من رقمنة الشحن الطرقي    "موزاييك للإغاثة والتنمية الإنسانية" حاضرة في الاستجابة لمتضرري الحرائق   "الثورة" من قلب الميدان تتابع عمل فرق الدفاع المدني  الحرائق تتواصل في مواقع عديدة     استجابة لحرائق اللاذقية.. منظمة "IASO" تطلق حملة "نَفَس حقكم  بالحياة" السفير البلجيكي ببيروت في غرفة صناعة دمشق لتعزيز العلاقات الاقتصادية  ربط طلاب الكليات الهندسية في حلب بسوق العمل  متابعة المشاريع التي تُعنى بتحسين الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في حلب  وفد المنظمة العالمية للتحكيم الدولي في غرفة صناعة دمشق  الرئيس الشرع يصدر مرسوماً بتعديل بعض مواد قانون الاستثمار الشرع يشيد بجهود فريق تصميم الهوية البصرية الجديدة لسوريا مرسوم رئاسي بإحداث الصندوق السيادي لتنفيذ مشاريع تنموية وإنتاجية مباشرة والاستثمار الأمثل للموارد مرسوم رئاسي بإحداث صندوق التنمية للمساهمة في إعادة الإعمار مكافحة الفساد ليست خيارآ  بل أمراً حتمياً  توقيفات طالت شخصيات بارزة والمحاسبة مستمرة   "مهمشون" ومكافآت "شكلية"   ممرضون لـ"الثورة: الوقت حان للاستماع إلى نبضنا ليخفق قلب المهنة  من إدلب إلى دمشق..  "أبجد".. نحو مجتمع متضامن أساسه التعليم  تعزيز الجاهزية الرقمية في المدارس الحقلية الزراعية بحلب  BBC: طالبو اللجوء السوريون في بريطانيا.. بين القلق وانتظار قرارات لندن  وفرة في الغاز وندرة في المال..  مدير عمليات التوزيع: رخصة الغاز ليست مشروعاً تجارياً  قمة أممية للذكاء الاصطناعي.. توجيهه لخدمة أهداف التنمية المستدامة