الربط المكاني للخبز..!!

 

دائماً على المواطن أن يدفع ثمن التلاعب والتراخي والفساد وضعف المتابعة وسوء إدارة بعض الملفات من قبل الجهات المعنية، وها هو رغيف الخبز اليوم أصبح أحجية تكاد تكون مستحيلة الحل، وتوضع تحت عناوين براقة من مثل (الحرص على أن يحصل المواطن على حقه) و(تخفيف الازدحام) والحد من الهدر وما إلى ذلك.. وكل هذا يتم التحضير له بدراسات (خاصة) و(معمقة) وكأن الحديث هنا عن معضلة ذات أبعاد وتلافيف وتداخلات يصعب حلها.
وبينما المعنيون يتحدثون بهذه الصيغ ويعدون المواطنين بآليات جديدة تحت اسم (الربط المكاني) والتوسع باستخدام البطاقة الإلكترونية، نجد أن مظاهر تسرب الخبز مستمرة من مختلف المخابز والأفران العامة والخاصة وعلى مرأى المواطنين، وهذه الكميات المسربة تباع على أبواب الأفران بأسعار السوق (السوداء) لتحقق ريعاً (اقتصادياً) هائلاً لكل الحلقات الداخلة في عمليات تسهيل التسريب والبيع..
الجميع يعلم بذلك والجميع يرى ويشاهد وربما يشتري من هؤلاء الباعة وبالأسعار التي يطلبونها، ألا يسمى هذا هدراً للمال العام وللدعم وضياعاً للفرص على الكثير من المواطنين الذي قيل أنهم اشتكوا من عدم تمكنهم من الحصول على (مخصصاتهم) من الأفران، ألا يكون من باب أولى قبل أن تتحدث الجهات المعنية عن دراسة آليات جديدة لتوزيع الخبز، أن تذهب باتجاه حل هذه المشكلة التي يكاد يعلم الصغير قبل الكبير أنها تدار ولجيوب من تذهب حصيلتها..!! وهي بالنهاية واحدة من أهم المشكلات التي تسبب الازدحام (المفتعل) على الأفران وتزيد من ساعات انتظار المواطنين وتهيئ لحدوث حالات التدافع والاشكالات اليومية التي تحدث على الأفران يومياً..
إن التغافل عن المشكلة الأساسية من شأنه تعميقها وإعطائها الشرعية بالاستمرار والنماء، في حين أن متاعب المواطنين المتضررين من مثل هذه الحالات في ازدياد مستمر، وغالباً ما تأتي الحلول التي تتحدث عنها الجهات المعنية لتزيد من الصعوبات على المواطن تحت عنوان التخفيف عنه.
والسؤال هنا ألم يبقَ سوى رغيف الخبز لتنشغل فيه الجهات المعنية وتدرس وتتابع وتتعمق وغير ذلك من المصطلحات التي أغرقت في التعبير عن حجم العمل الذي يحضر لتأمين التوزيع العادل والمستمر للمواطنين، وتخفيف مظاهر الفوضى والازدحام وغير ذلك..
وماذا لو أن كل تلك الدراسات والجهود المعمقة لم تفضِ إلى الكثير من الانفراجات بالاتجاهات المعلن عنها، وزادت من المشكلة أكثر، كما حصل مع بعض التجارب السابقة..؟
إن الحلول العادلة تحتاج إلى لحظ كل المشكلات المتعلقة بالحالة التي يراد معالجتها، لا أن ينظر إليها على أنها منفصلة عن باقي المشكلات، أو التغافل عنها، كما يحدث بقصة بيع الخبز على الأرصفة وبالشوارع وعلى أبواب الأفران دون أن نرى أي جهود حقيقية للحد من هذه الظاهرة.
إن التخفيف عن المواطنين ضروري ومهم وخاصة في ظل الظروف الحالية الضاغطة، لكن يجب أن لا يكون هو مكسر العصا في كل مشكلة وتأتي الحلول بعيدة عن محاكاة الواقع.

حديث الناس – محمود ديبو

آخر الأخبار
عبد الكافي كيال : صعوبات تعرقل إخماد حرائق جبل التركمان... واستنفار شامل دمشق تؤكد التزامها بإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية.. حضور سوري لافت في لاهاي دمشق تنفي ما تداولته وسائل إعلام حول "تهديدات دبلوماسية" بحق لبنان من جديد .. محافظة دمشق تفعل لجان السكن البديل.. خطوات جديدة لتطبيق المرسوم 66 وتعويض أصحاب الحقوق رئيس مجلس مدينة كسب للثورة : البلدة  آمنة والمعبر لم يغلق إلا ساعة واحدة . إخماد حريقين في مشتى الحلو التهما  خمسة دونمات ونص من الأراضي الزراعية وزير الطوارئ :  نكسب الأرض تدريجياً في معركة إخماد الحرائق.. والغابات لم تُحسم بعد وفد من اتحاد الغرف التجارية وبورصات السلع التركي يلتقي الرئيس "الشرع" في دمشق الخضراء التي فتحت ذراعيها للسوريين.. إدلب خيار المهجرين الأول للعودة الآمنة باراك: لا تقدم في مفاوضات الحكومة السورية مع "قسد" و واشنطن تدعم دمجها سلمياً من  ألم النزوح إلى مسار التفوق العلمي..  عبد الرحمن عثمان خطّ اسمه في جامعات طب ألمانيا علما سوريا جيليك: نزع السلاح لا يقتصر على العراق.. يجب إنهاء وجود قسد  في سوريا رفع كفاءة الكوادر وتطوير الأداء الدعوي بالقنيطرة بين الصياغة والصرافة .. ازدواجية عمل محظورة وتلويح بالعقوبات نزهة الروح في ظلال الذاكرة.. السيران الدمشقي بنكهة الشاي على الحطب "تربية طرطوس": كامل الجاهزية لاستقبال امتحانات الشهادة الثانوية الغابات تحترق... والشعب يتّحد.. التفاف شعبي واسع لمواجهة حرائق الساحل وزير الطوارئ ومحافظ اللاذقية يستقبلان فرق مؤازرة من الحسكة والرقة ودير الزور سوريا تسعى لاستثمار اللحظة الراهنة وبناء شراكات استراتيجية تعكس تطلعات الشعب الاكتتاب على ١٢١ مقسماً جديداً في حسياء الصناعية