في الوقت الذي بدت فيه أروقة روما خالية من كل شيء، إلا من الخداع والأكاذيب والوهم، جلست الولايات المتحدة وهي ترتدي جلباب داعش الارهابي، تتسول ماء وجهها وهيبتها المفقودة، لتؤكد لمن حضر وصفق وذرف دموع التماسيح أنها لا تزال ذلك البطل الخارق الذي يصنع المعجزات والخوارق!؟، فيما بدا تنظيم داعش الإرهابي (بطل) الحفل أكثر حفاوة من ذي قبل، كيف لا ، وهو كان ولا يزال الرافعة والمطية لواشنطن وتحالفها المزعوم من أجل إبقاء الفوضى ونشر الإرهاب والخراب ومواصلة الاحتلال ونهب خيرات وثروات الشعوب.
تحت تلك الأضواء السياسية الباهتة جداًَ رغم سطوعها الشديد، حاول التحالف المزعوم وقد ارتدى بدوره ثوب الإنسانية المهترئة والمثقوبة، اجترار فصول النفاق والدجل والكذب ذاتها، مُوقعاً نفسه في ذات الحفرة التي لطالما حاول يائساً الخروج منها، ولاسيما أن استعراض العضلات الأميركي في ميدان المقاومة قد ظهرت تداعياته الكارثية سريعاً على الوجود الأميركي في المنطقة، وهو الامر الذي يؤشر لمرحلة جديدة من الكباش بقواعد اشتباك كانت دمشق وحلفائها فيما مضى قد رسموها وثبتوها بعيداً في عمق المشهد.
تبدو الولايات المتحدة اليوم في أشد الحاجة إلى خلط الأوراق والعبث بحوامل وعناوين المشهد، بغية خلق مساحات جديدة للمناورة والابتزاز، وخاصة بعيد الانتصارات المتتالية التي لا يزال يحققها محور المقاومة، وما يقابل ذلك من هزائم متدحرجة لمنظومة الإرهاب على كل الجبهات السياسة والميدانية.
المشهد في ظل الإرهاب والتصعيد الذي تقوم به قوى الشر والطغيان والاحتلال، يبدو مفتوحاً على كل الاحتمالات والخيارات الكارثية على الجميع، ما لم تسارع الولايات المتحدة إلى قراءة التحولات التي طرأت ولاتزال على المشهد الإقليمي والدولي بشكل موضوعي وواقعي، ولا سيما أن تلك التحولات قد سحبت من تحتها بساط الهيمنة والتفرد والأحادية القطبية.
نبض الحدث – فؤاد الوادي