الثورة أون لاين – حلب – حسن العجيلي:
يعيد الدكتور فايز الداية فن خيال الظل إلى أصوله العربية المسجلة في كتب التاريخ وفي النصوص القديمة لبعض العروض منذ الحقبة الأيوبية في الشام ومصر ، وذلك في العمل المسرحي – عرض خيال الظل ” كنز الأصدقاء ” في موسمه الثاني والذي سيقدم إلى جمهور الأطفال والأسرة في أيام عيد الأضحى المبارك بعد أن كان قد عرض في الموسم الأول بحلب عام 2019 وفي المسرح القومي بدمشق في تموز 2019 على خشبة مسرح أبي خليل القباني .
وفي حديثه ” للثورة ” قال الدكتور داية : إن العمل المسرحي خيال الظل ” كنز الأصدقاء ” يخوض في رؤى إعادة الإعمار وإسهام الجميع فيه وفي إدراك أبعاد وتقنيات التواصل الإيجابية والسلبية والإيمان بقدرات الأجيال الجديدة ودورهم المستقبلي الذي ينبغي أن نرعاه جينياً ، كما أن العمل تجاوز ما كان من سمات وأحوال لحقت بخيال الظل في الحقبة العثمانية سواء بالتسميات لشخصياته أو للارتجال الذي عم لسنوات طويلة حتى أواسط القرن العشرين مع ارتباط ما كان يقدّم بالسطحية والخروج أحياناً عن القيم .
ويضيف الدكتور داية : بأن شخصيات خيال الظل الحديثة تنتظم بأسمائها العربية وقد سُجّلت في إدارة حقوق الملكية بدمشق ، حيث تدور أحداث العمل المسرحي في حياتنا المعاصرة بمواقف سلوكية وأبعاد نفسية وقيم فكرية سواء فيما يقدم للأطفال والأسرة أو ما يقدم للكبار ” أبو اللوز – لوزة – مصباح – مسعود – أم مسعود – وشخصيات نمطية في الوقائع الاجتماعية المعاصرة ” ، كما أن العمل يهدف للخروج من محدودية صندوق خيال الظل وشاشته الصغيرة إلى أفق شاشة أو أكثر وباتساع يستفيد من المساحة الواسعة لخشبة المسارح ، وهنا تتفتح إمكانيات عديدة للتقنيات ومعايشة عالم الصورة المعاصر الذي تغنيه حالة التواصل بين الممثلين خلف الشاشة وعلى الخشبة والجمهور ، كما أن مزج العروض الحديثة بين الحوار والموسيقا والأغنية المعبّرة درامياً عن الحالة في مشاهد خيال الظل ، وتعد هذه الجوانب تجلياً للمسرح الاحتفالي والتفاعلي الذي يوظف الرصيد الكبير لدى الجمهور من التلقي الموسيقي والغنائي في تتابعات الدراما وملامح الشخصيات .
ويرى الدكتور داية أن هذا الحضور الجديد والمركّب يدرك أبعاد الملعب المعاصر للفنون والذي يظل بحاجة إلى التميّز واختراق الحاجز بين البشر وما يعلو من شاشات الصور ” من تلك العملاقة في الساحات وعلى الجدران إلى الأخرى المحمولة في اليد والتي سلبت صفة الذكاء لتحملها هي ويكاد يفقدها من يقع هو في قبضتها الآلية وهي تتحول فجأة إلى قطع صماء لا روح ولا حياة فيها ” .
ويؤكد الدكتور داية بأن هذا النشاط الفني المسرحي يندرج ضمن توجهات وزارة الثقافة للعناية بالتراث الفني السوري وإبراز الجوانب الأصيلة فيه ، والسعي لتطويره ليكون جزءاً حيوياً من رؤيتنا الثقافية وعنصراً يرسخ الانتماء الوطني والقومي ، وكذلك يستجيب هذا النشاط المسرحي لخيال الظل لنداء منظمة الثقافة العالمية ” اليونسكو ” الذي طالب بالاهتمام بهذا الجانب في سورية لأنه يمثل جزءاً من التراث العالمي وقد اطلقت وزارة الثقافة عدداً من الفعاليات في هذا الإطار ولا تزال مجموعات الدراسة والعمل تتابع نشاطها.
تصوير – خالد صابوني
