الملحق الثقافي:يوسف حيدر:
أحياناً، وعندما يبدأ عقل الإنسان بالعمل، قد لا يفرّق بين الخيال والوهم، فالخيال هو الطاقة الخلاّقة المبدعة، التي تصوّر للإنسان واقعاً جديداً، مبنيّاً على رغباتٍ لأنه لا يتمكّن من تشييدها في الواقع، يبتكرها خياله بجماليةٍ تهبُ النفس بعض التوازن النفسيّ والعصبيّ.
أما الوهم، فهو الطاقة السلبيّة التي تسيطر على العقل، فتكبّله وتسوّره وتجعل صاحبه حبيس الأفكار المزعجة، كالخوف والتوتّر والقلق، وهنا تصبح النفس أكثر اضطراباً، وأقلّ اتّزاناً.. تصبح متقلّبة ومرتبكة.
نعم، الوهم هو الفشل، هو الجمود والاضطراب.. هو قيدُ النفس الحرّة، والخوف الذي يسيطر على العقل، فيجعله منكمشاً وأقل فاعليّة، وعاجزاً عن الابتكار.
إذاً، لو استطاع الإنسان السيطرة على عقله وتوجيه الخيال الخلاّق فيه، لامتلك الكثير من القدرات التي قد تدهشه شخصيّاً، فالخيال أحد أهم الوسائل المحفّزة للإبداع، والإنسان المبدع في تخيّله، قادرٌ على خلقِ عوالم مبدعة وإسقاطها كنصٍّ إبداعيّ «قصيدة أو قصة أو رواية»، أو حتى مجالاتِ أخرى، قد تكون علميّة أو فنّية أو فكريّة..
حبذا لو تخلّصنا من الوهم ومارسنا الخيال، حيث الطاقة المُلهمة والإبداع المنقطع النظير، حيث النبع الذي يفيض بعطاءاتٍ، ينهلُ منها كلّ فنان وأديب ومبدع، ما يفسح الفضاء أمامه بلا حدود، وتتّسع مداركه، وبالتالي يتحوّل هذا الفضاء بالنسبة إليه، إلى فضاءٍ أكثر ألقاً وجمالاً وضياءً..
التاريخ: الثلاثاء6-7-2021
رقم العدد :1053