الثورة أون لاين:
أمر صعب أن نوجز الحديث عن تجربة شعرية في بضع صفحات وأن نحيط بأسرار قصائد تبسط ظلها على مدى ما يزيد عن مئة صفحة, ولكن من باب الإنصاف للشاعر وجب أن نجعل للقارئ عتبة يعرف من خلالها لأي الشعراء سيقرأ, وما الذي يمكن أن يجده بين طيات ماجادت به قريحة الذات المبدعة… بهذه العبارات بدأت الشاعرة الجزائرية سميحة شفرور مقدمتها للمجموعة الشعرية (لن تغيبي) الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب للشاعر عبد السلام بركات زريق .
تضمنت المجموعة عدداً من القصائد المتنوعة نذكر منها : التوأمان – هي الأيام – كان حلماً – صفقة خاسرة – أكان يهواني – أمنية سادية – بريق السراب – لقاء الأربعين .
لاشك أن (لن تغيبي) خطاب شعري منوّع وموقّع باقتدار, يحملنا إلى عالم شعري مميز على مدار مئة واثنتي عشرة صفحة جمع خلالها الشاعر بين القصائد العمودية وقصائد التفعيلة وهذا يوحي بأن الشاعر مازال متمسكاً بالعمود الشعري في شكله, الذي يتجلى في نظام البيت ذي الشطرين والموسيقى الثابتة الرتيبة المنتظمة, لكنه على الرغم من ذلك حاول الخروج من هذه الرتابة وكتب قصيدة التفعيلة ذات الجمل الشعرية متفاوتة الطول دون أدنى عناء, فأبدع في الشكلين دون أو يراوده تكلف أو ضعف حيث بدت قدرته جليّة في التحكم في زمام الموسيقى واللغة على حد سواء.
ومن قصيدة شراع الحب نقرأ:
لم يزل في الكأس فضل ياملك.. قل بحق الله من لي أرسلك؟
نرجسي العين مياس الخطى.. وبأهدابي سلاماً أنزلك
صرخة اللهفة تجتاح دمي.. والذي أشعلني ما أخجلك
فمنِ ال أدناك شاطي لهفتي.. ولصحراء اغترابي أوصلك؟
ومن قصيدة (عتق ورق) نقتطف :
أصِيخي فالهوى عتق ورق..ولاتتكبري فالوعد حق
(تدين كما تدان) فجاملينا..عسى يوماً لدينٍ نستحق!
ومن يظلم بمقدرة ربُتما..يلاقي في المظالم مايشقُ
سأمضي أتبعيني ألف عين..دمي عن نظرة الرائي يدق.
عمار النعمة