الثورة أون لاين – حمص – رفاه الدروبي:
رغم أن الحديث عن الراحلين يترك في الحلق غصة وفي المآقي دمعة لكن يجعلنا نقف لنضع إشارات استفهام كثيرة حين يحلو الكلام عن سبعة راحلين أقام لهم اتحاد الكتاب بحمص حفلاً تأبينياً مساء أمس الثلاثاء.. إنهم الشاعر شاكر مطلق والأدباء محمد بري العواني ومحمد راتب الحلاق وعبد الإله النبهان والدكتور غازي طليمات ومحمد الفهد والدكتور علي الجراش.. خطوا بأقلامهم كتباً وحكايا لا أحلى ولا أجمل مخلفين وراءهم إرثاً ثقافياً سيبقى شعلة تضيء تاركين أماكنهم فارغة على طاولة الأدب العربي في قاعة سامي الدروبي بالمركز الثقافي.
بدأ رئيس اتحاد الكتاب بالقطر الدكتور محمد حوارني كلمته عن خسارة الساحة الأدبية والمعرفية لأحد رجالها من المثقفين والكتاب المبدعين في المشهد الثقافي والحقل المعرفي والخسارة شملت مجموعة من الرجال الأفذاذ في المشهد الأدبي عموماً وعلى مستوى الاتحاد خصوصاً.. منوهاً بأن وداع ثلة من الباحثين والأدباء والمترجمين والشعراء خلال مدة زمنية قصيرة في وقت كان الوطن بأمس الحاجة لأمثالهم وكل منهم يتحلى بسماته الخاصة وميزاته الفريدة وشمائله الرائعة وأدبه الرفيع فشكلوا مدرسة في العلم والأخلاق والأدب الإنساني.
رئيس اتحاد الكتاب لفرع حمص أميمة ابراهيم تحدثت بأن اتحاد الكتاب يضم أرواحاً ماتزال رغم الغياب تنشر عبق مودتها فتعزف الكمنجات لحن الحياة البهي ويفيض الشعر بعطره ونقائه وترقص الحروف في رياض الكلام لافتة إلى وجع الغياب وألمه وباتت الدروب خاوية تشتاق فرسان الكلام وقد أعطوا وما بخلوا وأرواح مازالت تحوم في فضاءاتنا.
وأردف عبد النبي التلاوي قائلاً عن الشاعر شاكر مطلق بأن حمص ودعت أوتاد خيمة إبداعها وتدا تلو آخر واصفاً حمص بامرأة ثكلى فقدت في مجال الأدب والشعر مالا تفقده دولة في أعوام وخاصة شاكر مطلق طبيب العيون وشاعر الأسطورة حيث كنا نجتمع على مائدة الشعر والمحبة لتضمنا عيادته وليس على موائد الموت والرثاء.
أما المخرج والأديب تمام العواني فقد قال: إن الكاتب محمد بري العواني قد علمه بضرورة التواضع في حضرة المثقفين الحقيقيين وروى له عن زهدهم وانغماسهم المتواصل في فنهم مبيناً بأنَّه صديق المسرح ويحمل في نفسه أحلاما كثيرة باعتباره يمتلك مجموعة من المشاريع الفنية وحاز على جائزة أفضل ممثل بوزارة الثقافة والأجناس الأدبية وأبى مغادرة واسطة العقد فكان عاشقاً لها ومتعلقاً بها واعتبر نفسه حاملاً أمانة في عنقه لاستمرارية نادي دوحة الميماس.. مشيراً خلال حديثه عن حبه للمسرح وضرورة عدم هجرانه لأنه حضارة وثقافة وتنوير وقدم حلولاً إخراجية وفكرية ومدى خوفه من الإدلاء برأيه بالنقد لبعض الأعمال المسرحية خشية هجرانه ومن الجيل الشاب وتعليمهم التعلق به لرفده بدم جديد وحضه على القراءة والكتابة.
بينما الدكتور عبد الرحمن البيطار تحدث عن اللغوي غازي طليمات بأنَّه كان أستاذاً في المدارس والجامعات والأدب ويعتبر الكاتب والشاعر والباحث والناقد والمحقق عاش ردحاً من الزمن مع اللغة العربية وحضارة الأمة مخلفاً وراءه إرثاً طلابياً وكتباً واستمر عطاؤه حتى سنوات الشيخوخة رغم معاناته من صعوبات في السمع والبصر والحركة.