الثورة أون لاين – لميس عودة:
تضبط سورية إيقاع المرحلة الحالية بشقيها السياسي والميداني بعد إنجاز استحقاقها التاريخي بنجاح، وبمشاركة جماهيرية واسعة عكست التفافاً شعبياً كبيراً ونوعياً حول السيد الرئيس بشار الأسد، وإيماناً مطلقاً بصوابية ونجاعة استراتيجيته الحكيمة والرشيدة لإيصال سورية إلى بر الأمان والانتصار والتعافي، ما صفع بقوة المتآمرين والمعتدين على حد سواء، واللاهثين وراء منع استكمال فعاليات العملية الانتخابية الرئاسية عبر رفع منسوب التشكيك العدائي، ففشلت خططهم وباءت مخططاتهم العدوانية بالفشل الذريع.
عشر سنوات من الحرب الإرهابية لم تترك فيها قوى العدوان وسيلة أو أسلوباً قذراً إلا ومارست طقوسه الإرهابية على الأرض السورية، وبحق الشعب السوري، فقائمة انتهاكاتهم تطول، وسجل إجرامهم يطفح بالإجرام والتعديات، وطرقهم الملتوية التي سلكوها للتأليب والتجييش وتعويم الافتراءات والأباطيل على سطح المشهد الأممي تنوعت وتعددت مسالكها الالتفافية على القانون الدولي وهدفها جميعها كان ولا يزال محاولة استصدار قرارات مسيسة لشرعنة إرهابهم الاقتصادي والعسكري بحق السوريين.
بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي الانتخابي ستخوض الدولة السورية غمار مراحل مهمة وستخطو خطوات جبارة ورائدة في كل الميادين لتعزز انتصاراتها وتوسع دائرة إنجازاتها وتقطع أشواطاً جديدة للوصول إلى التعافي التام.
ففي هذه المرحلة المهمة والمفصلية من التاريخ السوري ترسم الدولة السورية بأقلام الثقة والتصميم والإرادة الصلبة آفاق الحاضر، وتستشرف المستقبل برؤى صائبة واستراتيجية ناجعة لقيادة الدولة السورية، قادت في السابق خطوات السوريين إلى إحراز النصر وتحرير القسم الأكبر من الجغرافيا السورية من نير الإرهاب ومشغليه، وتقودهم اليوم لملء سلال صمودهم وثباتهم بقطاف انتصارات واعدة ومرتقبة عبر تكثيف العمل البناء، ومواجهة التحديات ورص الصفوف والعمل على تحصين وترسيخ ما تم إنجازه في الميدان والسياسة، وذلك انطلاقاً من قاعدة ثوابتها الوطنية ومبادئها القومية التي لم تتغير ولم تتبدل في أصعب الظروف، وأشد المؤامرات حلكة وضبابية.
تفرض الدولة السورية اليوم بكل ثقة واقتدار أبجديتها الوطنية على طاولة التحديات لتجاوز الحصار الجائر من قوى العدوان والتصدي للمؤامرات، فالسوريون على مر سنوات الحرب الإرهابية صمدوا وقدموا أقدس التضحيات ليبقى وطنهم شامخاً عزيزاً، وتمسكوا باستقلالية قراراتهم الوطنية ورفضوا الإملاءات الخارجية وتحدوا الصعاب فجاءت غلال صمودهم وافرة بالانتصارات.
الخريطة السياسية والعسكرية الميدانية للمرحلة القادمة وآفاق النهوض وسبل التعافي سيحدد بنودها وأطرها ويرسم إحداثياتها ربان السفينة السورية إلى بر الأمان السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم المنتظر الذي من خلاله سيستلهم السوريون الطرق المثلى لصياغة ملامح الحاضر والتأسيس للمستقبل المشرق الذي سيصنعونه بأيديهم انطلاقاً من شعار الأمل بالعمل.