الثورة أون لاين – غصون سليمان:
رغم استنزاف ظروف الحرب العدوانية الكثير من مقدرات المجتمع السوري ومكاسبه ومنجزاته والتي فاقت حدود القدرة على العد والإحصاء في كل مجال من مجالات الحياة ،حيث بلغت فيها مراحل التنمية والبناء ذروتها وربما أكثر في أغلب القطاعات، الصناعية والزراعية والخدمية والثقافية والتربوية، قبل حدوث فورة العريان وسلوك الفكر الإرهابي المشوه بكل بشاعة الوجود والمظهر.
فقد كانت سياسة التجهيل ونشر معتقدات التخلف الفكري واضحة وجلية في كل شيء لزعزعة اركان الدولة ومقدرات الشعب وتغييب فعل التنوير العقلي والمعرفي من خلال استهدافهم للمدارس ورياض الأطفال والمعاهد التربوية والمهنية والجامعات وغيرها ، ماجعل قطاع التربية والتعليم كما باقي القطاعات المختلفة ، يستنفر كل قواه ويتحدى ألوان الظروف من خلال صمود أبناء المجتمع على مدى أكثر من عشر سنوات ، والقيام بمبادرات أهلية إلى جانب ماتقدمه الحكومة والدولة بمؤسساتها الرسمية المعنية .
وعلى سبيل المثال لاالحصر كان مشروع “نماذج مستدامة” لبيئات تعلم محسنة والذي يهدف الى تعزيز دور المشاركة المجتمعية في تطوير أنشطة تقدم خدمات تنمية الطفولة المبكرة بشكل تكميلي وداعم للرياض التقليدية وقد تم تنفيذ المشروع الذي تبنته مؤسسة الآغا خان وبتمويل من اليونسيف في الفترة مابين ١٤ كانون الثاني عام ٢٠٢٠- و٣٠ حزيران ٢٠٢١ ، لدعم خدمات تنمية الطفولة المبكرة بإشراف لجان التنمية المحلية في كل الوزارات والمؤسسات المعنية في الدولة.. والذي حمل اسم مشروع “سمايل”إذ تمت مراجعة نتائج المشروع بورشة عمل في السابع من الشهر الحالي بفندق الداماروز دعت اليها الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان بالتعاون مع مؤسسة الآغا خان “سورية ” بهدف تحديد قصص النجاح والتحديات والمقترحات بغية تبادل الخبرات وضمان استدامة ونجاح المشاريع المنفذة .
وفيما يخص مشروع نشاط الطفولة المجتمعي نشير لما أوضحته ممثل مكتب التنمية بمحافظة دمشق المهندسة أريج ماشي من ان المشروع يضم ١٤ لجنة تنمية محلية متوزعة على الحيز الجغرافي لمدينة دمشق،مهمة هذه اللجان هي إدارة العملية التنموية بالأحياء التي تشكلت فيها ،أي أنهم أصبحوا ممثلين عن الحي الذي هم فيه.
وبينت ماشي أن اللجنة تصدر بقرار عن السيد المحافظ وبالتالي تدعم المحافظة اللجنة بكل ماتحتاجه من موافقات إدارية وتجهيزات لوجستية كي تتمكن من القيام بعملها بعد اختيار الأحياء الفقيرة والأشد فقرا لتعزيز الجانب التنموي فيها.. والحديث هنا ليس عن الجانب الخدمي وإنما الجانب التنموي للأحياء.
ولفتت المهندسة ماشي إلى أنه حين بدأت الشراكة مع الآغا خان تم ترشيح العمل أولا قبل نشاط الطفولة المجتمعي ،نشاط مراكز الأسرة ، مع اختيار أربع لجان تنموية تدير النشاط في الحي المعني،وتعمل محافظة دمشق ما أمكن على دعمهم وتذليل الصعوبات التي بإمكانهم العمل عليها حسب الاستطاعة المطلوبة ، منوهة إلى ترشيح لجنة التنمية المحلية بحي الشاغور كبداية لمشروع النشاط الطفولي المجتمعي والذي يعد من أنشط اللجان من حيث قدرته على إدارة هذا المشروع ،بعدما لوحظ فيه عدم وجود مساحة آمنة للأطفال في الحي ،نظرا لعدم وجود حدائق وفسحات كافية للعب الأطفال في دمشق القديمة.. لذا كانت الانطلاقة من هذه الزاوية بتأمين مساحة آمنة يتفاعل فيها الطفل من خلال اللعب ،والتفاعل مع الوسائل التعليمية واكتساب المهارات ماقبل القراءة والكتابة لتهيئة الطفل لمرحلة المدرسة.
وذكرت ممثل محافظة دمشق بأن المشروع يحمل رؤية مشتركة للمحافظة مع الشركاء،وأن مرحلة التنفيذ شملت معظم المحافظات السورية ،وليس مدينة دمشق فقط ،وفقا لعدد الأطفال وحاجة المنطقة لخدمات الطفولة ،وذلك بالتنسيق مع مديريات الشؤون والمجتمع المحلي. مشيرة أن لجنة التنمية المحلية بمحافظة دمشق هي من يرشح الميسرين والمدربين الذين سيقومون بإشرافها وإدارتها مباشرة بهذا الإجراء .
وبغية تنفيذ هذه الأنشطة مع الأطفال،فقد خضع كل من الميسرين والمتطوعين إلى تدريب نموذجي وتعاون مع شبكة الآغا خان ،واجراء التقييم المناسب لمعرفة من بإمكانه ويستطيع الاستمرار والمتابعة بكفاءة بهذا المجال.