هل بلعت موسكو طعم واشنطن؟

انتهت مؤقتاً معركة مجلس الأمن حول إدخال المساعدات الإنسانية الأممية إلى سورية باتفاق أميركي وروسي، يقضي بالإبقاء على معبر باب الهوى غير الشرعي فقط أمام هذه المساعدات على الرغم من سيطرة التنظيمات الإرهابية الدولية والنظام التركي عليه وتحكمهم بحركة وسير القوافل الداخلة والخارجة منه. الرفض السوري للقرار لم يأخذ في الاعتبار الاتفاق الروسي الأميركي على تبنيه واستند على الجوانب السلبية لهذه الآلية التي تخالف شرعة الأمم المتحدة وتشكل انتهاكاً لسيادة ووحدة الأراضي السورية ولا تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها وتحقق مكاسب متعددة للنظام التركي الداعم لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي والكيانات المرتبطة فيه بإدلب.
من الواضح أن الولايات المتحدة اتبعت سلوكاً خبيثاً ضللت فيه روسيا عبر تطبيقها لقاعدة اطلب الكثير لتحصل على القليل، حيث رفعت إدارة بايدن سقف مطالبها الى فتح ثلاثة معابر لتوافق في نهاية المطاف على إبقاء معبر باب الهوى وهو سقف الطموح الذي كانت تبتغيه.
لا شك أن حسابات موسكو في سورية تختلف كليا عن حسابات واشطن، فالأولى تسعى الى ترسيخ الاستقرار في البلاد أما الثانية فتعمل لتجميد الوضع الحالي بما يحمل مخاطر كبيرة على وحدة الأراضي السورية ولذلك سعى الوفد الروسي في مجلس الأمن للوصول إلى قواسم مشتركة تفتح الباب أمام النقاش الأميركي الروسي حول سورية في المرحلة القادمة ويفهم الإصرار الروسي على إعادة تجديد القرار بعد ستة أشهر على أنه اختبار للرئيس الأميركي جون بايدن الذي ربط أي نقاش مستقبلي بين البلدين حول سورية بموافقة روسيا على تجديد آلية ادخال المساعدات الإنسانية عبر المعابر غير الشرعية.
لم يكن النظام التركي بعيداً عن صلب النقاش الأميركي حول تجديد الآلية المسيسة للمساعدات الإنسانية، وكان همه الوحيد معبر باب الهوى لما يوفره من ميزات تكتيكية ولوجستية تضمن له الاستفادة والتأثير على الكيانات الإرهابية في محافظة إدلب، وهذا الأمر سيؤثر سلباً على الجهود السورية والروسية لتطهير المحافظة من الإرهاب وبالتالي إطالة أمد حالة عدم الاستقرار في تلك المنطقة وافساح المزيد من الوقت أمامه لفرض المزيد من الإجراءات التتريكية على السكان في تلك المنطقة.
لن يمر وقت طويل حتى تتكشف خفايا ولواحق القرار الأخير لمجلس الأمن، فالبلع الروسي للطعم الأميركي لن يكون دون ثمن إلا إذا تراجعت واشنطن عن مواقفها وهنا ستفتح المعركة من جديد بعد ستة أشهر وهو ما تستبعده الدوائر الأميركية والغربية التي تتحدث عن حوار استراتيجي أميركي يتخطى الوضع في سورية الى عموم أزمات المنطقة وتبلور قناعة لدى الجانب الأميركي باستحالة تجاهل روسيا في منطقة الشرق الأوسط وشرق آسيا.
إن المناقشات التي سبقت اصدار القرار خلال الأيام الماضية وفي جلسة إصداره كشفت أن الجانب الأميركي كان يركز على الاحتفاظ بالآلية المنتهية الصلاحية ولم يكن لديه أدنى شك بعدم موافقة الجانب الروسي على فتح معابر غير شرعية جديدة، ويتبين ذلك من تعمد عدم تشاور ما يسمى حاملو القلم الإنساني (إيرلندا والنرويج) مع الوفد السوري بشأن المشروع خلافاً لمسؤولياتهما وهذا يعكس ارتهانهما للهيمنة الأميركية وعدم اكتراثهما بالشأن الإنساني الذي خلفته الحرب الإرهابية والإجراءات الاقتصادية الغربية القسرية على الشعب السوري.
تفرض التشابكات الروسية الأميركية في سورية على البلدين فتح قنوات للحوار والكرة الآن باتت في ملعب واشنطن بعد أن مهدت موسكو الطريق له بقبولها تجديد الآلية القديمة للمساعدات الإنسانية لمدة ستة أشهر إضافية التي سيكون تجديدها مرهون بكيفية فهم وتفسير إدارة بايدن للموقف الروسي الذي لم يستجب لرغبة الحكومة السورية برفض هذه الآلية المسيسة.

معاً على الطريق- احمد ضوا

آخر الأخبار
بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة