عندما يخالف فعل المرء قوله، فأقل ما يمكن وصفه بالمنافق، في ضوء ذلك ثمة حدثان كانا حاضرين وبقوة على مسرح الاهتمام الدولي، وتم العمل عليهما من قبل أعداء سورية عبر حملة سياسية ودبلوماسية، وأخرى إعلامية، حملتان كانتا مكتنزتين بالتضليل، بهدف الوصول إلى أهداف تستهدف في مجملها وأسها سيادة الدولة السورية.
الحدث الأول اجتماع ” أستانا ١٦” الذي عقد في نور سلطان عاصمة كازخستان على مدى يومين(٧-٨) الحالي، والبيان الختامي الذي تمخض عنه، وهنا بيت القصيد حيث أكد أن الدول الضامنة، وهي روسيا وإيران والنظام التركي تجدد التزامها القوي بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، ومواصلة العمل المشترك لمكافحة الإرهاب في سورية حتى القضاء عليه بشكل نهائي، وهنا لانشكك بقول وفعل كل من الحليف الروسي والإيراني، فالأيام أثبتت وقوفهما إلى جانب الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب، والعمل على الحفاظ على وحدة وسيادة سورية، وإنما المقصود النظام التركي، الذي يدعي حرصه على سيادة سورية ومحاربة الإرهاب، وهو أكبر الساعين لضرب وحدتها، وينتهك في كل يوم سيادتها، وهو أكبر الداعمين للإرهاب والتنظيمات الإرهابية فيها.
ينافق النظام التركي على المنابر السياسية ويدعي ضرورة سلامة وحدة سورية وسيادتها، وهو بالفعل على أرض الواقع يحتل أراض منها، ويعمل بكل جهده لسرقة خيراتها، ويرتكب يومياً أبشع الجرائم بحق السوريين، بدءاً من تدمير منازلهم وتهجيرهم من قراهم، وليس انتهاء باستخدام المياه أداة إرهابية لتعطيش الملايين في الحسكة.إضافة إلى سياسة التتريك الممنهجة التي يتبعها في المناطق التي يحتلها بريفي إدلب وحلب، بهدف سلخ تلك المناطق عن محيطها وانتمائها السوري، وسلبها كما فعل أجداده في لواء اسكندرون السوري، ليعلن رئيس ذاك النظام رجب أردوغان قبل أيام “موجدون في ليبيا وأذربيجان وسورية وشرقي المتوسط وسنواصل هذا الوجود”.
ينافق النظام التركي ويزعم أنه سيحارب الإرهاب حتى القضاء عليه بشكل نهائي، وهو في حقيقة الأمر والفعل يتخندق معه في نفس الجبهة بمواجهة الجيش العربي السوري، ويمده بأسباب البقاء، ويمنحه غطاءً في إدلب وشمال شرق سورية، لتكون” النصرة” وباقي التنظيمات الإرهابية أداة طيعة بيده وخادماً لتنفيذ مخططاته الاستعمارية بالمنطقة من سورية إلى ليبيا وأذربيجان واليمن وصولاً إلى أفغانستان.
الحدث الثاني الذي يكشف نفاق القول وإجرام الفعل، ما شهدته الساحة السياسية مؤخراً من سعار وتضليل قادة أميركا وبعض الدول الأوروبية للضغط من أجل فتح ما يسمى “المعابر الإنسانية” لإدخال المساعدات إلى مرتزقتهم الإرهابيين، تحت ذريعة مساعدات للشعب السوري.
لقد استخدمت تلك الدول المعادية لسورية كماً هائلاً من التضليل، الأمر الذي أكده مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ عقب التصويت على قرار تمديد العمل بآلية إدخال المساعدات عبر “باب الهوى” بقوله إن توصيف البعض آلية إدخال المساعدات بالشريان المنقذ للحياة تضليل، حيث ركز أعداء سورية جهودهم فقط على تمديد “آلية إدخال المساعدات” التي تخدم أجنداتهم، دون المبالاة بمعاناة الشعب السوري ومواصلتهم انتهاك سيادة سورية ومحاصرة شعبها.
ينافق الغرب بإظهار حرصه على الشعب السوري، وفي حقيقة الأمر هو حرص على إرهابييه، لأنه (ذاك الغرب المنافق) هو من يحاصر الشعب السوري في لقمة عيشه وحبة الدواء، وهو من يسرق قمحه ونفطه، وهو من يساند الإرهاب والانفصاليين لتدمير الدولة السورية.
حدث وتعليق- منذر عيد
Moon.eid79@gmail.com