الثورة اون لاين – هناء الدويري:
(أجساد الجرحى ودماء الشهداء ليست بالمجان، لها ثمن..ثمنها الصمود ومن ثم الانتصار…الكلّ يريد أن يعيش..وفي مقدمتهم المقاتلون الشهداء الجرحى الذين لم يذهبوا لمواجهة الموت حبّأ بالموت بل حبّأ بالحياة…حبّأ بالشعب…حبّأ بالوطن ).
هذا ماقاله السيّد الرئيس بشار الأسد أمام أعضاء مجلس الشعب في ١٢ -٨ – ٢٠٢٠ وهذا ماعملت رئاسة الجمهورية العربية السورية على تجسيده دائما، ومنطلقا من حبّ الحياة أطلقت رئاسة الجمهورية العربية السورية عام 2014 برنامج “جريح الوطن قادر ومتمكن” بالتعاون مع مؤسسات حكومية ومؤسسات مدنية بهدف توفير الرعاية اللائقة والتأهيل المُناسب لتأمين حياة كريمة للجرحى، ويستهدف البرنامج كافّة الجرحى الذين أُصيبوا أثناء أدائهم لواجبهم من الجيش السوري والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي وقوّات الدفاع الشعبي، وتشمل برامج إعادة التأهيل شريحة واسعة من الإصابات متضمنة فقدان السمع والبصر والتشوهات، وفقدان الأطراف والشلل، بينما توفّر برامج الرعاية المنزلية الدعم الاجتماعي والنفسي والتأهيل الفيزيائي لاستعادة القدرة على الحركة وتعزيز الاعتماد على الذات من خلال منحة المشروع الاقتصادية ، كما يعمل البرنامج على توفير التدريب الأكاديمي والمهني وفرص المشاركة في النشاطات الرياضية والثقافية، وذلك ضمن إطار أوسع لإعادة دمج الجرحى والمُصابين في الحياة اليومية، ومتابعة من السيّد الرئيس بشار الأسد لشؤون الجرحى ترأس الاجتماع الربعي الخاص للجنة المشتركة لبرنامج جريح الوطن عام 2018 وقال خلال الاجتماع: أهم ما يجب أن يحققه برنامج جريح الوطن هو ردم أي فجوة يمكن أن تكون موجودة في القوانين الخاصة بالتعامل مع الجريح وتجاوز أي عقبات قد تعيق سير العمل أو إيصال كامل الحقوق للجرحى دون استثناء من هنا جاءت جملة المراسيم والقوانين والتشريعات تصبّ في مصلحة الجرحى
هدفها الجرحى وتلبية احتياجاتهم وطموحاتهم وممارسة دورهم الفعّال في الحياة ومنها :
تسديد جميع قروض جرحى العمليات الحربية الذين أصيبوا قبل تاريخ ٣١/١٢/٢٠٢٠ وكانوا قد اقترضوا من أي المصارف العامة قبل ذلك التاريخ بما لايزيد عن خمسة ملايين ليرة للجريح
وأكثر من ثلاثة آلاف جريح سُددت قروضهم بتوجيه من السيد الرئيس.
وبلغ عدد الجرحى المُقترضين الذين تم تسديد قروضهم من المصارف العامة (الزراعي، الصناعي، التجاري، التسليف، التوفير) حوالي 3036 جريحاً من مختلف نسب العجز الناتجة عن العمليات_الحربية والتي تتراوح بين 40% وما فوق، في حين بلغ عدد القروض المُسددة 3496 قرضاً وتخطت قيمة القروض المدفوعة مليار ونصف المليار ليرة سورية تم تسديدها
كما دخَل أكثر من191 جريحا من جرحى العمليات الحربية في مشروع جريح الوطن بفضل قانون تعدد الإصابة، القانون (26)، الذي أصدره القائد العام للجيش والقوات المسلحة الفريق بشار الأسد
ويقوم القانون 26 على أساس احتساب نسبة من جميع الإصابات التي يتعرض لها العسكري في العمليات الحربية حيث يصبح هؤلاء ضمن شريحة العجز الكلي التي يقدِّم لها مشروع جريح الوطن مصفوفة واسعة من الخدمات والدعم والرعاية الطبية والتعليمية والاقتصادية.
ويحمل القانون 26 جانباً واسعاً من العدالة التقييمية بين الجرحى الذين يعانون من إصابات متعددة، كما يرفع من مستوى الرعاية والدعم المقدم لهم
(بطاقة جريح الوطن) جاءت مكرمة من السيد الرئيس بشار الأسد لجرحى الجيش العربي السوري وقوى الأمن الداخلي والقوات الرديفة بموجب المرسوم التشريعي رقم ١٤ للعام ٢٠١٩ ويستفيد حامل هذه البطاقة من ميزات وخدمات عديدة أبرزها تخفيض أجور النقل بنسبة 50%، وميزات خاصة بطلاب الجامعات من حيث المفاضلة والسكن، وتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية مجاناً في المؤسسات الصحية العامة، إضافة إلى إعفاء الجريح حامل البطاقة من جميع الرسوم والضرائب المترتبة على تأسيس المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر التي مُنح قرض من أجلها
المرسوم التشريعي رقم 11 للعام 2020 القاضي بتحديد المنح المجانية السنوية التي تخصصها كل الجامعات والمؤسسات التعليمية الخاصة لـ ذوي_الشهداء و الجرحى و المفقودين من العسكريين في الجيش والقوات المسلحة و قوى الأمن الداخلي الذين استشهدوا أو جرحوا أو فقدوا بسبب الحرب أو العمليات الحربية أو على أيدي عصابات إرهابية أو عناصر معادية بنسبة لا تقل عن 2% من عدد الطلاب المسجلين في كل كلية أو معهد ساهم في إقبال كبير من الجرحى لإكمال تحصيلهم العلمي وقد نجح في الثانوية العامة لهذا العام ٥٦ جريحا والعام الماضي ٤٠ جريحا العديد منهم في الجامعات باختصاصات مختلفة، وجامعة المنارة في اللاذقية قدّمت خلال الأعوام الثلاثة الماضية أكثر من ١٢٠ منحة دراسية استفاد منها أكثر من ٧٠ طالبا من ذوي الشهداء، وما يزيد عن ٤٠ طالبا من الجرحى وذويهم، ومنحة السيد الرئيس تتضمن الرسوم والأقساط الدراسية وأجور النقل والسكن الجامعي أو بدلا عنه، ولا يطالب الطالب الممنوح خلال تلك المدة بأي قسط دراسي أو رسم حتى لو رسب في المقررات..
يقدم مشروع جريح الوطن الدعم اللازم للجرحى الراغبين باستكمال تحصيلهم العلمي في مرحلة الدراسة الإعدادية، الثانوية والجامعية ويعمل معهم لتحقيق النجاح والتفوق وربط ذلك بفرص العمل والإنتاج المتوافقة مع شهاداتهم، ليكون بذلك الشريك والداعم والحاضن لطموحاتهم عبر تأمين أجواء الدراسة ومستلزماتها و توفير المناهج الدراسية لكافة المراحل مجاناً وتعزيز قدرات الجرحى العلمية والدراسية ومتابعة إنجازهم الدراسي بشكل دوري خلال العام وصولاً لمرحلة الامتحانات و تخصيص أساتذة لكافة المواد بحيث يحصل الجريح على الدروس في المنزل أو في معهد مؤمن و تأمين القرطاسية والمطبوعات ودفع تكاليف رسوم التسجيل الدراسي وبدل المواصلات وتأمين خدمة الانترنت وحاسوب شخصي. وأيضاً جميع التكاليف المتعلقة بمشروع التخرج للجامعيين والمستلزمات الخاصة بطلاب الدراسات العليا.
أقر المؤتمر العام لنقابة المحامين قبول طلبات الراغبين بالانتساب لنقابة المحامين ممن كانوا قد أصيبوا إصابات جسدية أدت إلى تسريحهم من الخدمة الإلزامية والاحتياطية، كما أعفى القرار جرحى ومصابي الحرب من شرط العمر للقبول ضمن نقابة المحامين حيث كان ينص قانون تنظيم مهنة المحاماة على عدم قبول مَن يتجاوز سن الخمسين عاماً من الدخول إلى قيد المحامين المتمرنين، لكن هذا الشرط المتعلق بالعُمر أصبح الآن لا يشمل جرحى العمليات الحربية.
ولعِب مشروع جريح الوطن دوراً كبيراً في الدفع بهذه الخطوة لتصبح قراراً ينعكس أثره على كل الجرحى الذين كانوا يحلمون بدراسة الحقوق ومزاولة مهنة المحاماة.
القرار يعفي جرحى الحرب أيضاً من كافة رسوم التسجيل في نقابة المحامين.
استمرارا في الإشراف المباشر من قبل مؤسسة الرئاسة على ملف الجرحى السيدة أسماء الأسد شاركت في ورشة عمل في ١٦ آيار ٢٠٢٠ ضمت مجموعة من الفرق الطبية والإدارية والنفسية والإعلامية القائمة على برنامج جريح الوطن في مراجعة شاملة لعمل البرنامج في أكثر من مجال وأهمها تطوير آليات التقييم لأي إجراءات يتم القيام بها استنادا إلى الجريح نفسه، والحرص على تفعيل أساليب مشاركته المباشرة ليس في التقييم فقط، بل في مختلف مفاصل البرنامج التنفيذية.. وسبل دعم الجرحى سواء ماديا أو عبر المشاريع الاستثمارية وخصوصا في الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سورية، حيث أكدت السيدة أسماء الأسد أنه تم دعم وتقديم منح إنتاجية للجرحى لإنشاء مشاريع منتجة من صندوق الشهداء والجرحى بقيمة مليار و٤٥١ مليون ليرة ل ١٨١٨ جريحا من الجيش والشرطة والقوات الرديفة في كلّ المحافظات السورية حتى تاريخ ١٦ آيار ٢٠٢٠ ويتم دعم المشاريع الصغيرة وشراء المنتجات وتسويقها.
كما بادر صندوق الشهداء والجرحى لتقديم منحة طارئة لكلّ الجرحى
تقول السيدة أسماء الأسد (جرحى الوطن وليس جرحى الحرب، ضحوا بأجسادهم لأجل الوطن وليس لأجل الحرب.. وهم أمانة، والأمانة كبيرة وصعبة وبالتالي كل أبناء الوطن مسؤولون تجاهها..)
ضمن المنظومة الصحية المتكاملة للجرحى تم إحداث وتطوير أربعة مراكز للأطراف الاصطناعية في دمشق وحماة واللاذقية وطرطوس تلبّي حاجات الجرحى من تركيب وتبديل وصيانة وتدريب على الأطراف الاصطناعية
كما تتم ورشات تدريب وتأهيل في كافة الاختصاصات اللازمة للجرحى، منها ماتم مؤخرا تدريب فاقدي البصر للتعامل مع تطبيقات أجهزة الهاتف الناطق والحواسيب الناطقة بهدف تبسيط تعاملاتهم اليومية وتواصلهم مع المحيط وإنجاز أعمالهم واستكمال تحصيلهم العلمي وإيجاد فرص عمل..
الالتزام طويل المدى مع الجرحى والتواصل المباشر وغير المباشر مستمر للوقوف عند احتياجاتهم ومواكبة نجاحاتهم ونتاجاتهم وتطوير أدواتهم وملكاتهم ليكونوا قادرين ومتمكنين بحسب هدف برنامج جريح الوطن.
ومالا يمكن إغفاله أهمية صفحة التواصل الاجتماعي التي أطلقها برنامج جريح الوطن والتي أصبحت من أهم الأدوات والمصادر في تقديم المعلومات الدقيقة وصلة وصل مهمة بين الجرحى والبرنامج ومن خلالها تمّ التعريف والعرض لقصص النجاح والإبداع والإنتاج عند الجرحى في مجالات مختلفة فهم جنود الوطن في كلّ الميادين ونفخر بعطاءاتهم.