“مو طالع” باتت الجملة الأكثر ترديداً على لسان كثيرين من سائقي وسائل النقل وتحديداً السرافيس خلال الأسبوع الحالي، بعد صدور قرار رفع سعر ليتر المازوت ليصبح خمسمئة ليرة لكافة القطاعات العامة والخاصة، حيث مزاجية السائقين في الوصول لنهاية خطوط النقل وتحكمهم في الذهاب والعودة لمختلف المناطق وخاصة المناطق البعيدة والقرى.
ووحده مشهد الازدحام الواضح جداً للعيان بسبب خروج كثير من السرافيس من الخدمة بحجج ارتفاع المازوت يعكس الكثير من ازدياد وتعقد مشكلة النقل التي هي في الأساس مشكلة قائمة من دون حلول مقبولة لمعالجتها أو حتى للحد منها ولو بأبسط الحلول التي قد تخفف بعضاً من أعباء الهم اليومي في النقل والوصول لأماكن العمل أو الجامعات والمدارس، أوغير ذلك .
فطلاب الجامعات في مختلف المحافظات والمناطق كانوا الضحية الأكبر لهذه المشكلة، ومعاناتهم للوصول لجامعاتهم وأداء امتحاناتهم المقررة خلال الفترة الحالية، لدرجة أن كثيرين منهم ممن ليست لديهم القدرة المادية لدفع أجور التاكسي المرتفعة يذهبون سيراً على الأقدام، حتى مع ارتفاع درجات الحرارة اليومية وعلى حساب وقتهم وصحتهم ، ضماناً لعدم ضياع فرصة التقدم للامتحان المقرر.
إذ إن خروج أعداد من السرافيس من خطوطها وعدم الالتزام بالعودة، لم يزيدا مشكلة النقل ازدحاماً فقط، بل أعباء ولهاثاً من المواطن للحصول على مكان في وسيلة نقل جلوساً أو وقوفاً ، أو حتى محشوراً بين أعداد كبيرة من المواطنين لاسيما في باصات النقل الداخلي، في مشهد يفوق التصور لما قد يسبب ذلك من خطورة على المواطن ووسيلة النقل معاً .
إضافة لذلك إن المشكلة عكست أعباء مادية أكثر نتيجة جشع واستغلال كثيرين من سائقي وسائل النقل ومزاجيتهم وتحكمهم في فرض أجور نقل عالية جداً لاتتناسب مع مسافات خطوط النقل، في ضوء حاجة المواطن للوصول لمقصده وإنجاز أعماله، أو العودة لمناطق السكن ولاسيما قاطني الأرياف والقرى البعيدة ممن تنقطع حركة السير عن مناطقهم في وقت مبكرعن باقي المناطق .
ومع تفاقم المشكلة ليس في فترات الذروة فقط بل في جميع الأوقات، وما تفرضه من أعباء يومية أكثر، هي الأسئلة المتداولة عن دور الجهات المعنية ومتابعتها لهذا الأمر، وللمتابعين فقط ، أين الحلول لضبط المشكلة وعدم تشعبها أكثر ؟.
حديث الناس – مريم إبراهيم