سرعان ما تحضر الأسرة إلى الذهن عندما نذكر موضوع الوعي أياً كان فردياً أو مجتمعياً لأنها الحاضن الأول الذي يبني القيم والأخلاق ويبرز دورها الفعال في نقل ثقافة المجتمع من قيم ومعايير سائدة وأعراف وأنظمة، ينبغي أن يخضع لها الأبناء والآباء بحكم وجودهم في هذا المجتمع، والسؤال الذي يفرض نفسه: كيف تؤدي الأسرة هذا الدور التربوي الهام، وهي التي تتحمل مسؤولية كاملة عن أبنائها بخيرهم وشرهم؟ هنا تبرز أهمية الحوار الصريح والمكشوف وضرورة امتلاك الآباء مهارة فن التحدث مع الأبناء ومناقشتهم وأن يجادلوهم بالحسنى وأن يقرعوا الحجة بالحجة، مع أهمية الأخذ في الاعتبار اختلاف زمان الأبناء وظروفهم عن زمانهم والظروف التي تربوا فيها حتى يصبحوا أكثر إقناعاً لهؤلاء الأبناء .
تتعرض الأسرة السورية لأبشع أنواع الحصار الاقتصادي وضغوطات حياتية عديدة، تنعكس على أفراد الأسرة هماً ووجعاً وقلقاً قد تتسبب بمشاكل ومتاعب وخلافات، والأسرة التي تنشط فيها الاتصالات، أي يجد كل فرد فرصة للتعبير عن فكره ورأيه ويجد من يستمع إلى صعوباته، عادة ما تذوب هذه المشكلات وتجد العائلة الحلول المناسبة في الوقت المناسب .
على الأسرة السورية التسلح بالوعي والحكمة التي تنضج بالرأي والرأي الآخر والحوار بلغة هادئة تثلج الصدور وتنير العقول وبذلك تحصد آثاراً تربوية طيبة وتحقق نجاحاً تربوياً.
عين المجتمع – رويدة سليمان