أحمد جبريل

اسم له وقعه في قلوب غزاة الأرض وسارقي السلام والأمن في فلسطين.. لصوص المنازل والبيارات.. قتلة الأطفال والشباب.. منتهكي الحرمات.. مدنسي المقدسات..

اسم ترتعد له فرائص الصهاينة عند ممارستهم عنصريتهم في الداخل الفلسطيني.. يجافيهم النوم في انتظار ردك عليهم قولاً بل فعلاً وهم يوقنون أنك رجل الأفعال لا الأقوال، لعلمهم أنك مهندس الكثير من العمليات الفدائية النوعية في العمق المحتل..

الرجل الذي اتخذ المقاومة نهجاً وفكراً ومنهجاً مؤتلقاً.. كان يطلب الموت في ساح القتال وميادين النضال؛ التي لم تفتقده مذ شرّد وشعبه لأجل أن توهب الحياة الكريمة لهم، كان يرعب الصهاينة حين يقول بإصرار لابد من تحريرها من الماء إلى الماء.

هم يعرفون جيداً أنه جاد فيما يقول لأنها عقيدته التي لم يحد عنها يوماً.. خرج من المشفى وكان في عنايته الطبية في يوغسلافيا، إلى المطار وجهته بيروت عندما دنسها الصهاينة، مفضلاً بحسه المقاوم مقارعة الصهاينة وشارون، على الاستشفاء..

حاولوا كسره باستهداف ابنه البكر جهاد الذي كان في صفوف المقاتلين لأجل حرية فلسطين، لكنه لم ينحنِ وظل ممتشقاً صَلابَةَ موقفه، متسامياً على جرح فقد الابن ما أغاظ عدوه لأنه من لا ينهزم، هو يعلم تماماً أن لكل جرح إيلاماً.. إلا جرح الشهادة..

كان مؤمناً أن فلسطين قبلة الأحرار، وقضية أشراف العالم، والبوصلة التي لا ينابذ إبرتها عن وجهة فلسطين أيّ أمرٍ؛ مهما كان جللاً، فهي قضية العالم الحر.. الموحدة لنضال الشعوب.. في زمن انتفى فيه الاحتلال.. وتسلق الجلاء هامات الجبال..

كان يردد دوماً أن عدونا لا يفرق بيننا في قتاله معنا، لا يهمه من أي دين نحن ولا على أي أرض نحيا، ولأي حزب ننتمي.. فعلى ماذا نحن مختلفون.. لذا كانت مقولته الدائمة عدونا هو عدونا.. من أي مكان حضر.. وإلى أيٍّ ما ينتمي..

أحمد جبريل تعريفه ببساطة مقاتل على طريق فلسطين.. لا يهادن لم يتبدل، طود شامخ حتى الرمق الأخير.. وهو على فراشه الأخير لم تتهالك رافعة ذاكرته متابعاً معركة سيف القدس، مصدِّراً تحياته للمقاتلين، يشد أزرهم.. مطالباً بتركيع العدو.

في آخر لقاء معه في منزله قلعة المقاومة، سرد إضاءاتٍ من تاريخ مقاومة الشعب الفلسطيني، منذ احتلالها، مؤكداً أن قضية فلسطين لا تخص أهلها وحدهم لأن أعداء الأمة أرادوها مفتاحاً لتخريب بلادنا العربية وجوارها تلك حقيقة لا يمكن تجاهلها..

أفاض في تقييم أهمية المقاومة لأنها المستهدفة نهجاً وفكراً وعملاً.. حيث لا حدود لها إلا بتحرير الأرض.. السلاح والفكر مشعلان يحملهما المجاهدون القادة.. لأنهم الأمثولة العظمى لشعبه التي لن تنثني وسيأتيها النصر من الناقورة إلى أم الرشراش.. من البحر إلى النهر.. كفى أهل فلسطين أنك ابنهم البار.. في زمن العقوق..

نمْ قرير العين أبا جهاد إلى جوار جهاد الشهيد.. درب النضال نسلكه جميعاً بلا وجل.. أنت الشهيد الذي نجا من محاولات اغتيالهم ثلاث مرات لتتمكن منهم الهزيمة كل مرة.. لكنها الأقدار التي لا تعاند.. هي مشيئة الله.. لا راد لها..

ليس لنا إلا العهد والوعد بتكريس النضال لحرية فلسطين.. فهي قضية الإنسانية جمعاء.. طبت يوم مولدك مقاتلاً.. ويوم موتك مناضلاً.. ويوم تبعث حراً..

إضاءات – شهناز صبحي فاكوش

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة