ثمة تصاعد واضح في عمليات استهداف القواعد اللاشرعية للمحتل الأميركي في منطقة الجزيرة، ولاسيما في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، وهذا رد طبيعي مشروع على جرائم المحتل وذراعه الإرهابية “قسد”، ويشير في الوقت ذاته إلى تنامي المقاومة الشعبية في تلك المنطقة انطلاقاً من حق الدفاع عن الأرض والتمسك بالحقوق، وهذا يرتب على المحتل الأميركي والتركي أيضاً، مراجعة حساباتهما وتقديراتهما الخاطئة، فهما قوتا احتلال وعدوان، ودحرهما أمر محتوم لا يحتاج لأي نقاش.
ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة هو انعكاس واضح لحالة الرفض الشعبي لجرائم المحتل الأميركي وعملائه، ونلاحظ كيف يتسع نطاق الاحتجاجات الشعبية في منطقة الجزيرة يوماً بعد آخر، ويشمل مناطق واسعة من أرياف دير الزور والحسكة والرقة، وكيف أن المواجهات بين أهالي تلك المنطقة وقوات المحتل الأميركي ومرتزقته من ميليشيا “قسد” العميلة باتت تأخذ طابعاً تصاعدياً خلال الفترة الماضية، وكل ذلك رسائل واضحة للمحتلين والغزاة بأن ساعة طردهم قد حان موعدها، وسبق لأهلنا في الجزيرة أن أعلنوا أكثر من مرة أن كل أشكال العدوان والحصار التي تمارسها الولايات المتحدة لن تثنيهم عن خيارهم المقاوم، والتمسك بثوابتهم الوطنية المتمثلة بالسيادة السورية الكاملة على تراب الوطن.
من المهم الإشارة إلى أن عمليات المقاومة الشعبية تنم عن حالة وعي وإدراك لدى عموم السوريين بأن وجود المحتل الأميركي، وإلى جانبه المحتل التركي ومرتزقتهما الإرهابيون أيضاً، سبب رئيسي لمعاناتهم الاقتصادية والمعيشية، لاسيما أن منطقة الجزيرة تشكل الخزان الأساسي لثروات السوريين، وإمعان الاحتلال في سرقة النفط والمحاصيل الزراعية، وإحراق قسم كبير منها، له التأثير الأكبر في ازدياد معاناتهم، ومن هنا فإن السوريين على قناعة تامة، بأن طرد الاحتلال وزواله، هما السبيل الأنجع لاسترداد ثرواتهم، والتصدي للعقوبات الغربية الجائرة، وهذا لا يكون إلا بالمقاومة الشعبية، التي أثمرت في مراحل تاريخية سابقة عن طرد المحتلين والغزاة من عثمانيين وفرنسيين.
مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة مشروعة، وكفلتها كل القوانين والشرائع الدولية، ويمليها حق الدفاع عن الأرض والسيادة، والمحتلان الأميركي والتركي تجاوزا مسألة احتلال الأرض والقتل والتشريد، إلى الإمعان بأساليب اللصوصية والنهب، وهذا يزيد السوريين إصراراً على التمسك بخيارهم المقاوم، وهم يمتلكون الإرادة الصلبة للدفاع عن وطنهم، وعندما يفرض عليهم خيار المواجهة، سيكونون هم المنتصرين دوماً، وتجارب تاريخهم النضالي الطويل خير مثال.
البقعة الساخنة- ناصر منذر