الثورة أون لاين- غصون سليمان :
ما قيمة العمل إن لم يكن متقنا ومدروسا ومنسقا بقياس الزمن ،وما قيمة البرامج و المشاريع والخطط السنوية طويلة أو قصيرة الأجل إن لم يحكمها مرحلة تنفيذ محددة ، ما الفائدة من وضع حجر الأساس إن لم نؤسس على ذلك خطوات متلاحقة وأهداف عامة نستثمرها في وقتها المناسب ،فكل يوم تأخير في المتابعة والإنجاز هو بمثابة كارثة اقتصادية واجتماعية لاسيما في هذه الظروف القاسية التي خلفتها سنوات الحرب العجاف ببشاعة العدوان ووحشية الإجرام .
في أكثر من كلمة وخطاب للسيد الرئيس بشار الأسد كان سيادته يركز ويؤكد على أن حجم مايجب علينا تنفيذه كبير ،وأعباؤه ثقيلة ،وتكاليفه باهظة خاصة أننا نحرص على إنجازه في إطار استقلالنا الوطني وتدعيم جبهتنا الداخلية وسعينا لتحسين الواقع المعاشي،وتوفير شروط العدالة الاجتماعية التي تشكل أساس استقرارنا الاجتماعي والسياسي ،فقد اشار سيادته في كلمة له بافتتاح مؤتمر المغتربين في التاسع من تشرين الأول عام ٢٠٠٤ على أن عملية الإصلاح هذه لاتتم دون صعوبات وعقبات ،منها ماهو ذاتي يرتبط بالذهنية الموجودة والتي تحكم أداءنا وسلوكنا الاجتماعي وصعوبة التكيف مع الوقائع الجديدة ،وافتقاد الخبرات المؤهلة واللازمة للتطوير في بعض المجالات واستيعاب حركة التطورات العالمية واتجاهاتها ومنعكساتها على أوضاعنا الداخلية ،بالإضافة إلى افتقاد المنهجية وضعف الشعور بالمسؤولية التي تظهر لدى بعض الأفراد والمؤسسات والشعور بقيم العمل والإنتاج ،الأمر الذي يجعل خطط الإصلاح معرضة للكثير من الارتباك.وذكر سيادته أنه إذا أردنا أن ننجز التطوير أو شيئا منه يجب علينا بالحد الأدنى أن نعرف ماذا نمتلك من عوامل أو عناصر ضرورية لهذا التطوير من حيث ماهيته ومتطلباته.
فإذا كان هناك شخص يريد أن ينجز مشروعا،فأول شيء يحدده من أين يأتي التمويل،وهل تتوفر مواد للبناء،وماذا عن تأهيل الكوادر؟وعندما يتأكد من أن كل هذه العناصر جاهزة لهذا المشروع يستطيع أن يضع جدولا زمنيا كي ينطلق من معطيات ورؤى واضحة .
أما أن يضع المرء جدولا زمنيا من دون تأمين العناصر فهو مضيعة للوقت ،لذلك لابد من مناقشة هذه العناصر التي نمتلكها إذا ما أردنا أن نتحدث عن التطوير..
إن رؤية السيد الرئيس بشار الأسد في تشريحه للمفردات والمصطلحات والواقع المعاش في جميع خطبه وكلماته عميقة وشاملة بكل تجلياتها ،يشخص دائما المرض والأوضاع ويحدد آليات العلاج ما أمكن دون تهويل أو إخفاء للحقائق ،لقد فند على مدى سنوات من رئاسته للبلاد كل المعوقات وبدٌد المخاوف لطالما لدينا الإرادة والتصميم على تجاوزها،وعلى إنجاز مانحن ماضون فيه ،فقد تم العمل على تحقيق خطوات هامة في طريق الإصلاح حسب كل قطاع مع إصدار الكثير من القوانين التي تلامس طيفا واسعا من المجالات المالية والنقدية والإنتاجية والخدمية .والتي تسمح بتحقيق المزيد من الانفتاح،وتسهل الظروف أمام مبادرات الناس و أبناء المجتمع المنتجة والتي تشجع على الاستثمار.
كما لايخفى على أحد ما بدء العمل به بخطة إعادة هيكلة الرواتب والأجور ،وتعديل أنظمة العمل والتجارة ،وإصلاح النظام الإداري والمالي والقضائي وغيره.
إن تنفيذ الخطط والبرامج والنهوض بالمجتمع وبناء جسوره وإعادة وصل شرايينه يحتاج إلى قناعات مؤمنة، حريصة على العمل والتغيير الإيجابي ،من خلال الإرادة والعزيمة والتصميم والإتقان لكل مفاتيح بوابات عبور المستقبل..