الملحق الثقافي:بديع صقور:
الحرائقُ تسوقنا
إلى مطالعِ الرّماد
والمدارات بوحٌ آخر..
النَّزيف المنكسر
يقتربُ منـّا جميعاً
كأسٌ ويباسٌ على الشـّفاه ..
خلفَ قفارِ الأزل ..
سقفٌ لانعطافكَ إلى ممالكِ التـّيه
الرّايةُ انكسرت..
أو نكّست عند التـّخوم، وأنتَ
تعدّ كرنفالَ نزفكَ الحميم..
من يبقيكَ هناك
ولستَ بقادرٍ على البقاء؟!..
من قبركَ
إلى كرمةٍ تفيضُ بالتّرحال، واليباس..
العمرُ مهمازكَ إلى الحضور
وفيكَ تبتدئُ القصيدة..
الصّحراءُ والبحر
قصيدتانِ ممهورتانِ
بصهيلِ التمرّد..
لست رماداً ..
وليسوا حضوراً
ناركَ لا تنطفئ ..
ومداراتكَ مشتعلة
بصخبِ الغانيات
وحدهم يسرحون في اليباس
بينما تحمل وجع البراري
وتبدأ الـترحال
إلى مهوى قرطٍ أضعتهُ في
زاوية البحر ..
خمرة أيلول ناضجة
حيث يطيبُ الشّراب
وحيث البشارة
تصطفيكّ سيّد الدّنان
تترجّلُ عن كتفِ الدّنّ..
وتراقصُ وعولَ الشـّعر
فتنفلتُ الطـّيور .. تؤوبُ..
مثل «سنونوةٍ للضّياءِ الأخير»
ثمّةَ من تعانقك بقهقهاتِ الحبّ
وثمّةَ من تبعدُ عنكَ وحشةَ التـّرجّل
عن صهوة الصّحراء..
خمرةٌ ناضجة
و»طرفة بن العبد»
ينتظركَ على باب خمرة معتّقة..
تستأنسُ بالبرقِ
وما بين الضّياء
وشرفة العالم ترتشفان خمرتكما..
لا ثالثَ لكما إلا النّجوم ..
بقايا غانياتٍ يرفلنَ
بالعطرِ وبالقبلات
من عنيزة «امرئ القيس»
توزّعها على المضارب
والصّعاليك.. خطا كُتبتْ علينا
ولا رجوع إلى الاشتهاء..
عبثيّة الغياب
تبعثر فيكَ رفض المضيّ
إلى مستقرّ الأسى..
إلى عشيقاتٍ كنّ بالأمسِ سرباً
من الانعتاق..
عشيّات عنيزة
رعاة ساهونَ عن ثغاءِ العشبِ
«علي الجندي»!
أراكَ بحّاراً عتيقاً
توغلُ في الأعماق
والمرافئُ موحشةٌ
ولا مناديلَ تلوّح
* عنوان مجموعة شعرية للشاعر الراحل
التاريخ: الثلاثاء20-7-2021
رقم العدد :1055