الثورة أون لاين:
حظيت جولة مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في منطقة الشرق الأوسط ما بين الـ 17 و 20 من الشهر الجاري باهتمام كبير ضمن الأوساط الدبلوماسية والسياسية والإعلامية ضمن سياق استئناف الدبلوماسية الصينية تجاه المنطقة وتحليل دلالاتها وأهدافها ومبادئها خلال جولة هي الثانية العام الجاري تضمنت زيارة سورية ومصر والجزائر.
وتناول مقال نشر على موقع الخارجية الصينية الكلمات التي ألقاها وزير الخارجية وانغ يي خلال جولته ودلالاتها حول مبادئ وأهداف الدبلوماسية الصينية تجاه الشرق الأوسط حيث أكد المقال أن الدبلوماسية الصينية تجاه الشرق الأوسط تقوم على مبادئ راسخة من الدعم الثابت لمساعي دول المنطقة لصيانة سيادتها واستقلالها وكرامتها الوطنية ورفض التدخل الخارجي.
المقال أشار إلى أن سورية كانت المحطة الأولى في جولة وزير الخارجية الصيني الذي أثنى على صلابة الشعب السوري وقوة إرادته وكانت كلماته “مليئة بالتقدير والدعم للشعب السوري الذي صمد في وجه ما يسمى الربيع العربي” المدفوع من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية غير أن سورية ورغم الحرب صمدت ودافعت بحزم عن سيادتها واستقلالها ووحدتها.
وأضاف المقال إن الصين ظلت تدعم بثبات مساعي سورية لصيانة سيادة البلاد واستقلالها وكرامتها الوطنية واستخدمت حق النقض 10 مرات ضد القرارات المتعلقة بسورية داخل مجلس الأمن الدولي لرفض تدخل القوى الخارجية وفرض العقوبات عليها مشيراً إلى أن الوزير وانغ يي طرح خلال زيارته دمشق مبادرته ذات النقاط الأربع لإيجاد حل شامل للأزمة في سورية التي تؤكد على عدم انتهاك مبدأ سيادة واستقلال ووحدة أراضي سورية وعدم التقصير في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية وعدم التراخي في مكافحة الإرهاب وعدم الانحراف عن مسار التسامح والمصالحة مشيراُ إلى أن ذلك لاقى تفهماً ودعماً من سورية والدول الأخرى في المنطقة.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية لفت المقال إلى أن الدبلوماسية الصينية ترى أن السلام الدائم في الشرق الأوسط لن يتحقق من دون أساس من العدالة مبيناً أن “الدعم الثابت للقضية العادلة للشعب الفلسطيني ودفع تحقيق السلام بين فلسطين و (إسرائيل) على أساس حل الدولتين يعتبر التزاماً لا يتزعزع للدبلوماسية الصينية في الشرق الأوسط” مشيراً إلى أن “أحد الأسباب الرئيسية لتأخر إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية هو مخالفة دولة كبيرة بعينها قرارات الأمم المتحدة وتخليها عن التوافق الدولي والعدالة والضمير”.
وأشار المقال إلى أن الجانب الصيني يدعم الدول العربية في اتباع طريق يؤدي إلى تقوية نفسها عبر التضامن وصيانة سيادتها مؤكداً أن تعزيز السلام والتنمية في الشرق الأوسط مهمة تثابر عليها الدبلوماسية الصينية في المنطقة وتحقيق ذلك يتطلب وقوف الصين بثبات إلى جانب الدول النامية بما فيها دول الشرق الأوسط ودفع النظام الدولي والحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدالة.
ولفت المقال إلى أن تعزيز التضامن والتعاون بين الدول النامية بات في الوقت الراهن أكثر إلحاحاً في ظل قيام البعض في الساحة الدولية بتكوين “دائرة صغيرة وممارسة التعددية المزيفة والهيمنة الحقيقية”.
وأضاف المقال إنه في مسيرة السعي وراء بناء النظام الدولي الأكثر عدالة وعقلانية فإن الصين لن تخيب آمال الدول النامية بل ستعمل معها على “عدم الرضوخ لسياسة القوة ورفض الظلم وبذل جهود حثيثة في تكريس القيم المشتركة للبشرية وتطبيق التعددية الحقيقية والعمل سوياً على إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية بما يصون المصلحة المشتركة للدول النامية”.
وأشار المقال إلى أن “السياسة الصينية المسؤولة تجاه الشرق الأوسط حظيت بالشعبية وكسبت الدعم” لافتاً إلى أن الدول الثلاث التي شملتها هذه الجولة أصدقاء قدامى وإخوة أعزاء للصين ولم تكن غائبة في دعم المصالح الجوهرية الصينية مبيناً أن سورية والجزائر ومصر أكدت خلال جولة وزير الخارجية الصيني دعمها لقضايا الصين ولتطوير العلاقات معها في شتى المجالات.
واختتم المقال بالتأكيد على أن الصين لا تنوي التنافس مع أحد في الشرق الأوسط ولا أن تحل محل أحد ناهيك عن ملء ما يسمى “الفراغ” بل هي تضع المستقبل ومصير البشرية نصب أعينها وستبقى تعمل على صيانة سلام العالم وتسهم في التنمية العالمية وتدافع عن النظام الدولي وستواصل المضي قدماً يداً بيد مع دول المنطقة وشعوبها كالمعتاد للدفع بإحلال السلم والأمن والتنمية في الشرق الأوسط قريباً بما يمكن المزيد من الناس من أن يعيشوا حياة سعيدة ومن ثم تقديم مساهمات أكبر في تعزيز السلام والتنمية في العالم وإقامة مستقبل مشترك للبشرية.