خطاب القسم.. من يربح الإنسان يربح المعركة

الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:

عندما ركز السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم على أن هدف الحروب الحديثة، الإنسان قبل الأرض، وأن من يهزم الإنسان يربح الأرض، فهو استمد ذلك من الوقائع والتجارب التاريخية والحالية والخبرة الممتدة على مدى سنوات وعقود من الاستهدافات الفكرية التي عصفت بدول سابقة، أو ما تشهده سورية من حرب إرهابية شرسة.
لذلك فإن تأكيد الرئيس الأسد على هذه النقطة الجوهرية بكلمته، هو أن سورية تخوض معركة وجود قبل كل شيء والباقي تحصيل حاصل، لأن من لا وجود له لا مكان له، ولا معنى له، وانطلاقاً من هذا تحاول الحروب الحديثة تحقيق هذا الهدف التدميري بأقل التكاليف، عبر التركيز بعمليات تدميرها على الذات البشرية والقدرات العقلية والهوية والانتماء، فمن يتخلى عن إنسانيته ويقدمها لقمة سائغة سهلة للغير، فهو يتخلى عن وجوده وبالتالي فهو لا مفر واقع في حكم سيطرة العدو عليه.
فالأهمية تكمن في الوجود الإنساني وما يقدمه من معطيات ومقاومة تؤكد تشبثه وتجذره بأرضه ووطنه، وعندما يغفل أو يتغافل عن هذه المعادلة القائمة بينه وبين وطنه وانتمائه فهو سيفقد بالتأكيد كينونته التي جبل عليها وعلى الدفاع عنها وضرورة المحافظة عليها.
هناك أدلة كثيرة يجسدها الواقع، والكيان الصهيوني مثال على ذلك، فـ”إسرائيل” تعمل بشتى أشكال الإجرام والعدوانية لتدميرنا نفسياً والسيطرة على هويتنا الفكرية وعقيدتنا في الانتماء، وترصد لتحقيق هدف إزالتنا من الوجود مليارات الدولارات، وتجند جيوشاً كانت تقليدية وأصبحت افتراضية، وهنا يزداد الخطر لمن لا يعي ولا يقرأ لغة الأثير ضمن المسار الصحيح، وما يمرره من دسائس ومؤامرات من خلال مواد وبرامج وفيديوهات وعمليات ترويج ودعاية وإعلان مفبركة يتم تقديمها والترويج لها على أنها حلول سحرية للمشكلات والعوائق والصعوبات، وبالتالي من تسهل السيطرة عليه عبر هذه المغريات وشبيهاتها فإن كل شيء يملكه يعتبر بحكم المسيطر عليه.
إذاً جوهر الوجود هو الإنسان وأي خلل أو اختلال في هذه المعادلة المتوازنة لا بد من حدوث تداعيات كارثية عليها بفعل الاستهدافات التي تترصدنا بها مخططات العدوان والمحتل والاستعمار عبر ما تنتجه من تكنولوجيا السيطرة على العقول، ولذلك نحن نعيش اليوم حرب العقول أي حرب السيطرة على الإنسان بمعانيها العميقة وهو حقيقة ما نعيشه اليوم.
لذلك فإن معركتنا ضد الحرب الإرهابية بتفاصيلها الظاهرة والعميقة، القريبة والبعيدة، الواضحة والمخفية، ومكافحتنا لها تندرج في هذا الإطار، فاستراتيجية البقاء تتطلب فهم طبيعة الوقائع والأمور التي تحدث وما يبنى عليها وما يمرر بين سطورها.
من هنا تكمن أهمية تجسيد الوعي في حياتنا، كي نحسن مواجهة كمية الاستهدافات الغربية المبرمجة التي تمارس مزيداً من ضغوطها على حياتنا، وهو ما نلمسه كسوريين عبر ممارسة الغرب أسوأ أنواع سياساته الوحشية بقلب كل المفاهيم والمصطلحات وإيهام البعض بأنها الحقيقة، وهذا ما رأيناه كسوريين حقيقة وواقعاً بشكل أكثر قبحاً منذ بدء الحرب الإرهابية عام 2011، مع عمليات القتل الممنهجة التي سوق لها الغرب ضد أبناء الوطن الواحد.
استهداف الإنسان هو هدف الغرب الأول والأخير، باعتباره الأساس والمفصل والمحرك والركيزة الحية لأي مقاومة أو تحد أو إرادة، وهذا ما يتوجب على الجميع إدراك جوهره الاستراتيجي وحقيقته الوجودية جيداً، كي نحيا بعزة وشرف وكرامة وننتصر في معركة وجودنا وبقائنا.

آخر الأخبار
حرائق اللاذقية الأكبر على مستوى سوريا... والرياح تزيد من صعوبة المواجهة تحذير من خطر الحيوانات البرية الهاربة من النيران في ريف اللاذقية مدير المنطقة الشمالية باللاذقية: الحرائق أتت على أكثر من 10 آلاف هكتار عودة جهاز الطبقي المحوري إلى الخدمة بمستشفى حمص الوطني الشيباني يبحث مع وفد أوروبي تداعيات الحرائق في سوريا وقضايا أخرى تعزيز دور  الإشراف الهندسي في المدينة الصناعية بحسياء وحدة الأوفياء.. مشهد تلاحم السوريين في وجه النار والضرر وزير الصحة يتفقد المشفى  الوطني بطرطوس : بوصلتنا  صحة المواطن  الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش بريف دمشق  تعقد أولى اجتماعاتها  لأول مرة باخرة حاويات كبيرة تؤم مرفأ طرطوس  فروغ المحال التجارية والبحث عن العدالة.. متى ظهرت مشكلة الإيجار القديم أو الفروغ في سوريا؟ وزارة الإعلام تنفي أي لقاءات بين الشرع ومسؤولين إسرائيليين معرض الأشغال اليدوية يفرد فنونه التراثية في صالة الرواق بالسلميّة تأهيل شبكات التوتر المتوسط في ريف القنيطرة الشمالي مُهَدّدة بالإغلاق.. أكثر من 3000 ورشة ومئات معامل صناعة الأحذية في حلب 1000 سلة غذائية من مركز الملك سلمان للإغاثة لمتضرري الحرائق بمشاركة 143 شركة و14 دولة.. معرض عالم الجمال غداً على أرض مدينة المعارض مناهج دراسية جديدة للعام الدراسي القادم منظمة "بلا حدود" تبحث احتياجات صحة درعا "18 آذار" بدرعا تدعم فرق الدفاع المدني الذين يكافحون الحرائق