الثورة أون لاين – عبير محمد:
الطبيعة دائمة العطاء.. هي مصدر الإلهام، تدعمنا روحياً، تشفينا، هي مصدر الغذاء، مصدر الطاقة، لها تأثيرها المباشر على حياتنا ووجودنا، علينا إدراك أهمية الطبيعة النظيفة وأهمية إدراك أطفالنا لمفهوم البيئة من ماء وهواء وتربة وماهية علاقتنا بها وتأثرنا وتأثيرنا بها. فالأطفال الذين يقضون معظم وقتهم في الطبيعة يمتلكون صحة بدنية عالية ونفسية جيدة وربما هم أقل عرضة للمشاكل الصحية.
وبالتالي فإن مهمتنا تنشئة جيلٍ واعٍ للمشكلات البيئية، متفهم للطبيعة، قادر على حماية البيئة وتنميتها, وهذا ما أكدته نظريات التحليل النفسي بأن ما يلحظوه في سلوك البالغين يرتبط بدرجة كبيرة بالخبرات التي مروا بها في سنوات طفولتهم ,فالتربية في مرحلة الروضة – مرحلة النمو- هي أمر يستحق الانتباه والتركيز لأن الطفل يستقبل ويكتسب المهارات والخبرات اللازمة في إعداده لفرد قادر يعي ما يفعله كون الإنسان هو الوحيد المسوؤل عن الثلوث البيئي.
مراحل التعليم..
للمدرسة دور كبير بالتأكيد في تعليم وخلق السلوكيات الإيجابية وإعداد الطفل للتفاعل في مجتمعه وإمداده بالمعلومات والمفاهيم البيئية. ولتربية جيل واعٍ بأهمية البيئة ومشكلاتها وأسبابها والتعرف على الحلول لحماية البيئة لا بد لنا أن نبدأ بمرحلة الطفولة بغرس قيم وتنمية إحساسهم بالمسؤولية والتي تبدأ من احترام الملكيات العامة والخاصة وإدخال الطفل بنشاطات، مشاركة فعلية كسقي الأزهار والأشجار الموجودة أمام المنزل وفي الشارع والحرص على أشجار الحديقة وعدم تقطيعها وفرط أوراقها وعدم رمي القمامة إلاٌ بمكانها وفي وقتها وفصل النفايات وتصنيفها، وإعطاء التلاميذ الوظائف بما يحفزهم على طرق وأساليب الحفاظ على البيئة،
كأن يكتبوا قصصاً عن الأرض بما تجود وتعطي من خيرات، وكذلك أهمية الماء ومصادره وطرق المحافظة عليه, إضافة لتزويدهم بالمعلومات وتوجيههم للعناية بالبيئة وتنمية مهارتهم بالمشاركة والنقاش.
هذه الأنشطة لها دور في توعية الأطفال ولفت انتباههم للطبيعة وجمالها, فالأطفال يتعلمون بسرعة عندما يتفاعلون بأشياء يحبونها وبشكل متقن، والإضاءة على السلبيات والتحذير من السلوكيات الخاطئة التي أدت لتلوث التربة وتلوث المياه, ما يحفز الطفل على نبذ العادات والسلوكيات الفوضوية تجاه كل ما يحيط به من هدر للكهرباء والماء وبعثرة الورق وتمزيق الكتب والدفاتر في نهاية كل عام دراسي.
فعندما يعي الطفل ويفهم آلية صنع الورق وبأنه يصنع من ألياف السيللوز الموجودة في جدران الخلايا النباتية، وأن الخشب يعد المصدر الرئيسي لصناعة الورق وبالتالي تستنزف غاباتنا ناهيك عن الحرائق التي تحصل لها, نعلم جميعاً جمال الغابات وفوائدها.
وهنا نجد بأن إعادة تدوير النفايات هي إعادة استخدام المورد الطبيعي مرة أخرى بعد إعادة تصنيعه، ما يقلل من تلوث مياه البحار والمحيطات وبالتالي التقليل من تلوث المياه الجوفية من عصارة النفايات الناتجة عن عملية طمرها, والمحافظة على نقاء الهواء الجوي من آثار حرق النفايات الذي ينتج الغازات السامة وتقليل الأمراض وتكاثر الميكروبات نتيجة لفصل النفايات العضوية واستخدامها كسماد وعدم استعمال الأسمدة الكيماوية.
لذلك نجد أن الحاجة ملحة للتقليل من عمليات قطع الأشجار واستنزاف الغابات عن طريق إعادة تصنيع الأخشاب واستخدامها مرة أخرى وأيضاً توفير الطاقة التي تستهلك في استخراج المواد الخام وتصنيعها وأيضاً إعادة تدوير الزجاج والبلاستيك والنايلون من أجل حماية الثروات الطبيعية والحفاظ على الموارد المائية وعدم هدرها.
وفي الختام لا بد من غرس الشعور بالمسؤولية تجاه البيئة لأن الإنسان هو الوحيد المسؤول عن التلوث البيئي الحاصل, وأن تتكاتف الجهود المدرسية مع الأهل لنقطف ثمار غرسنا ولنبني جيلاً واعياً مسؤولاً له الدور الفعال والأساسي في حماية البيئة والمحافظة عليها كي يعيش أبناؤنا في بيئة خضراء نظيفة خالية من التلوث.