الثورة أون لاين – نيفين عيسى:
عُرفت المرأة السورية بأنها تغرس معاني المحبة والمودة في نفوس أبنائها، وهو ما انعكس على قيم المجتمع في مختلف المجالات والظروف.
والمدرسة تقوم بدورٍ تكميلي لمهمة الأسرة في مجال ترسيخ المحبة والتسامح في نفوس الأجيال المتعاقبة، إذ إن أفراد المجتمع الذين يستلهمون المبادىء الاجتماعية النبيلة يستطيعون التعاطي مع المتغيّرات ومحاولات نشر الأفكار السلبية في مجتمعاتنا، ليحتفظ المجتمع بقيمه الأصيلة بعيداً عن تشويه هذه المرتكزات في حياتنا، ولعلّ ذلك يظهر بين وقت وآخر من خلال النشاطات التطوعية والتي يكون التكافل أبرز أهدافها.
ويُمثِّل الصفح والعفو جزءاً أساسياً من ثقافة مجتمعنا عبر التاريخ، ولايمكن لشعب أن يستمر ببناء وطنه بمعزلٍ عن معاني التكافل والتعاطف والشعور بالآخرين، لأن المجتمع يعمل كمجموعة متجانسة، ولا يجوز أن يسمح الأشخاص للتباين بالآراء أن يكون سبباً بالتأثير على تلاحم المجتمع.
ويحرص الآباء على تنمية روح التعاون بين الأولاد فيما بينهم من جهة ومع الجيران والأصدقاء من جهة أخرى، فالأزمات تتطلب مزيداً من الإحساس بالآخرين وتغليب المصلحة الجماعية على النزعة الفردية، والالتفات دائماً لأهمية العمل الخيري ومظاهر التكافل الاجتماعي.
معظم أفراد المجتمع يتكاتفون في أوقات الشدة بطريقتهم وحسب موقعهم، حيث يستفيد الناس من التجارب الصعبة ليتأكدوا مع مرور الوقت أنهم بحاجة دائماً للتسامح، وتفهّم ظروف بعضهم كي تسود المحبة بينهم، فالسوريون يتميزون بروح التعاضد والاهتمام بما يعانيه أي واحدٍ فيهم.
هي إذاً تقاليد سورية راسخة عنوانها التسامح والتكافل بين أبناء المجتمع، وهي قيم متوارثة وباقية في نفوس الأجيال على مر الزمن