الملحق الثقافي:حبيب الإبراهيم :
قد يكون من الصعب، بل من المؤكّد، صعوبة الإحاطة عبر مقالةٍ صحفيّة، بكلّ ما تضمّنه خطاب القسم، للسيّد الرئيس بشار الأسد، حيث جاء شاملاً، جامعاً، تمّ فيه تسليط الضوء على القضايا الوطنيّة الكبرى. القضايا التي تشكّل مع غيرها من العناوين، منهج عملٍ للأفراد والمؤسّسات، خلال المرحلة القادمة، التي كان عنوانها: الأمل بالعمل.
ضمن هذا المنظور، نقدّم بعض العناوين الرئيسة، عبر النقاط التالية:
– دورٌ رياديٌ للمعلم:
شكّلت شريحة المعلمين، وعبر مختلفِ مراحلِ النضال الوطنيّ، الطليعة في مقاومةِ المحتل، ونشر المعرفة، وتحصين المجتمع، إلى جانبِ الدور التنويريّ الذي قاموا به، تجاه الأجيال المتعاقبة، لذلك يستحق المعلم كلّ التقدير والاحترام.
في ذلك، يؤكّد السيد الرئيس:
«أخصُّ بالذكر معلمات ومعلمين، قدّموا أقصى الجهد والعطاء، لأجيالٍ من الطلاب.. كنت واحداً من تلاميذهم، أقف اليوم أمامهم، بكل إجلالٍ واحترام».
– الدستور أولوية:
منذ اللحظة الأولى لتنفيذ المؤامرة، ضد الوطن والشعب، حاول أعداء الوطن طرح الكثير من الإجراءات، وفرض بعض الرؤى والحلول التي تتنافى مع السيادة الوطنيّة، بغرضِ إحداث الفوضى، وزعزعة الاستقرار الداخليّ، مثل تعليق الدستور وتعديله، وفرض أجنداتٍ خارجية، لتحقيق أهداف استعمارية، فكان الرد الشعبيّ واضحاً جليّاً، وهو التمسّك بالدستور والمؤسّسات الشرعيّة، التي اختارها الشعب السوري، الذي هو مصدر كلّ سلطة.
هذا ما عبّر عنه قول السيد الرئيس:
«أثبتّم مرة أخرى، وحدة معركة الدستور والوطن، فثبّتم الدستور أولوية غير خاضعة للنقاش أو للمساومات، لأنه عنوان الوطن، ولأنه قرار الشعب، وبالرغم من قسوة الظروف، إلا أن الإصرار على التفاعل الشعبي الكبير مع تلك المناسبة، على امتداد الأسابيع التي سبقت التصويت، كان سيّد الموقف»..
– مشاريع تآمريّة فاشلة:
لقد حاول أعداء الوطن عبر أدواتهم الرخيصة، من مأجورين ومرتزقة وخونة وعملاء، أن يفرضوا سياساتهم القائمة على تقسيم سورية، على أسسٍ طائفيّة ومذهبيّة، وتكريس التطرّف والتعصّب، عبر الإرهاب القادم من كلّ الأصقاع، وتدمير البنية التحتيّة للدولة، تمهيداً لإسقاطها، إلا أن الوعي الوطنيّ، الوعي الشعبيّ، أفشل المشروع الصهيو – أميركي، لأن قرار الشعب هو الأقوى والأبقى، وهو الحامي للدولة وشرعيّتها، عبر التلاحم الأسطوريّ، بين الجيش والشعب والقائد.
لقد حصد الأعداء الفشل، وتحوّلت مشاريعهم التآمريّة إلى وهمٍ، ومحاولاتهم إلى سراب، وهو ما أشار إليه قول القائد:
«كل تلك المحاولات قد تبخّرت، بفعلِ رسالةٍ شعبية واحدة مضمونها: إذا تمكّنتم من تجاوزِ كلّ العقبات السياسيّة، للوصول إلى غاياتكم، فلن تتمكّنوا من تجاوز قرار الشعب، لأنه الأقوى، ولا من القفز فوق إرادته، لأنها الأعلى».
– لا إجماع بلا بديهيات:
تمكّنت سورية، ومن خلال منظومةِ القيم والمبادئ والمسلّمات، مواجهة قوى العدوان، وكانت أكثر ثقة بأن قدراتها وإمكاناتها الذاتية، والمتمثلة بالوعي الوطني الشعبي، والجيش العقائدي، وحكمة القائد، هم مصدر الصمود والثبات، وخوض هذه الحرب بكل همّة واقتدار، وإفشال هذه المؤامرة الكبرى، وتحقيق النصر المؤزّر .
«هذه القدرات أيها السادة، لا تأتي من فراغٍ أو من عدم، إنها تنطلق من ثوابتٍ، وتستند إلى مسلّمات، والمسلّمات هي بداءه متّفق عليها بين أفراد الشعب، والبداءه هي البديهيات باللغة المتداولة الشائعة.. هذه المسلمات هي المرجعيات التي ننطلق منها في الحكم على الأمور»…
– قيمٌ وطنيّة وإنسانيّة حضاريّة:
من أهم أهداف الحرب العدوانية التي فُرضت على سورية، ضرب استقرار المجتمع ووحدته الوطنيّة، وقيمه الاجتماعية والإنسانية، من خلال نشر ثقافة الحقد والكراهية والتعصّب، وتكريس الطائفية والمذهبية، وتحويل المجتمع إلى غابةٍ، يأكل القوي فيها الضعيف، ويحلّ الخراب والفوضى، في كلّ مفاصل الحياة.. لكن، كان المجتمع السوري، غنيٌّ بقيمه ومثله ومبادئه، التي تتّسم بالمحبّة والتعاون والتسامح واحترام الآخر .
«استقرار المجتمع هو أولى المسلّمات.. وكلّ ما يمسّ أمنه، وأمان أفراده ومصالحه، مرفوضٌ بشكلٍ مطلق، بغضِّ النظر عن أيّ سببٍ أو أيّ تبرير.. قيمه، قيم المجتمع، برُّ الوالدين، احترام الكبار، الكبار قدراً، الكبار عمراً، الكبار معرفة، احترام الرموز الاجتماعية، احترام الرموز الوطنية، احترام العلم والعلماء، احترام المعلم، احترام المواطن المنتج، تكريس قيم التسامح والمحبة والخير، وغيرها الكثير من القيم الراقية والحضاريّة»..
– أزمة أخلاق:
منذ اللحظة الأولى للأزمة، قام السيّد الرئيس، بتشخيصها، واصفاً إياها بأنها أزمة أخلاق، وأن أحد أهم أسبابها، إلى جانب أسباب أخرى، غياب وتراجع وتآكل القيم، قيم الخير والمحبة والتسامح…
«إن أكبر سببٍ من أسباب الأزمة التي عشناها، هو غياب القيم وغياب الأخلاق.. هو ليس سبباً حقيقياً، بل السبب الأهم، والسبب الأعمق».
بعد كلّ ما أوردناه، وتناوله السيد الرئيس بشار الأسد، في خطاب القسم، ننتهي بتأكيده: «كلّ الرهانات سقطت، وبقي الوطن»..
هو قولٌ، يدلّ على دعوته الصادقة، التي وجّهها لكلّ من غُرّر به، وبأن يعود إلى حضن الوطن، ويساهم في مسيرة إعادة الإعمار .
التاريخ: الثلاثاء27-7-2021
رقم العدد :1056