الثورة أون لاين – لميس عودة:
يمعن نظام الإرهاب التركي بانتهاكاته الصارخة ويزيد منسوب عربدته الإجرامية ضد أهلنا في منطقة الجزيرة ضارباً عرض الحائط بكل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية في مشهد يوثق إرهابه المنظم ويكشف بوضوح مقدار الإجرام المسكون به هذا النظام الوصولي المنفلت من حبال المساءلة الأممية حين يستخدم التعطيش سلاحاً قذراً لترهيب واستنزاف قدرات أهلنا على الصمود والتصدي لمشروعاته، متوهماً أنه برفع حدة التعطيش وقطع المياه عن مليون مواطن بالحسكة لأكثر من شهر سيتمكن من تهجيرهم عنوة وبالتالي تمرير أجنداته التوسعية الاحتلالية على الجغرافيا السورية.
أن يزيد اللص أردوغان من منسوب انتهاكاته ويرفع حدة تعدياته ضد أهلنا في الحسكة، فهذا أمر متوقع من صاحب اليد الطولى في الحرب الإرهابية على الشعب السوري، خاصة أنه يدرك أنه يناور في آخر الفصول الإرهابية على الأرض السورية، لكن أن نجد الأمم المتحدة بكل مؤسساتها ومنظماتها المعنية بحقوق الإنسان تتفرج، فلا يهتز لها جفن، ولا يتحرك لها ضمير، ولا تثار لها حمية لحقوق تنتهك وإنسانية تستباح على مرأى العالم، وتتخاذل بتواطؤ عن نصرة مليون مواطن سوري يستهدفهم نظام الإرهاب التركي بسلاح التعطيش وتبتلع لسان الإدانة ولا تتخذ إجراءات فعلية وملموسة لمساءلة ومحاسبته وكبح جماح تعدياته، فهذه محاباة معلنة وتواطؤ مسبق، إذ كيف للمؤسسات الأممية التي لطالما ثارت “حميتها” لنصرة وإنقاذ إرهابيين مدرجين على قوائم إرهابها أن تدعي أي مصداقية لها وهي شريكة بصمتها وعدم تطبيق قراراتها بكل الممارسات العدوانية المرتكبة ضد أهلنا في الحسكة.
فالصمت الأممي المعيب والتخاذل المهين عن نصرة مليون مدني يتم تعطيشهم بكل فجور من قبل نظام تركي مجرم، في ظل طقس شديد الحرارة يؤكد أن كل ممارسات أذناب أميركا في المنطقة، لا تجرؤ المؤسسات الأممية على التصدي لها أو حتى إدانتها، وهي التي تفترض آلية عملها وطبيعة مهامها ليس فقط الاستنكار لجرائم يمارس طقوسها العدوانية نظام أردوغان جهاراً في الشمال والجزيرة السوريين، وإنما بتر الذراع العدوانية المتطاولة على وحدة الدول وأمن وسلامة واستقرار شعوبها.
ما يجري في الحسكة من إرهاب منظم يضاف إلى سجل أردوغان الإجرامي، فجرائم أردوغان بحق الإنسانية أكثر من أن تعد، وفظائعه المرتكبة بحق المدنيين أكثر من أن تحصى وحلقات إرهابه ممتدة على كامل الجغرافية السورية، بداية من دعم التنظيمات الإرهابية التي أمعنت في استهداف السوريين إجراماً وقتلاً وتهجيراً إلى سرقة مقدرات السوريين ونهب ممتلكاتهم وليس آخرها جريمة تعطيش أهلنا في الحسكة.
رهانات الاستنزاف التي يعول عليها أردوغان خاسرة، وورقة التعطيش التي يحاول استغلالها للضغط على أهلنا محروقة، وكل الوسائل العدوانية التي ينتهجها لفرض واقع احتلالي في المنطقة الشرقية من الخريطة السورية، لن توصله إلا إلى طرق مسدودة، فما يرتكبه من انتهاكات وفظائع وحشية بحق أهلنا في الحسكة لن يوهن مقاومتهم لاحتلاله وتصديهم لمخططاته التوسعية الاستعمارية، وكما كانت رهاناته السابقة خاسرة ستخسر كل رهاناته اللاحقة، وأوهامه ومشاريعه الاستعمارية على الجغرافيا السورية مهما اشتد الاستهداف العدواني، فلن يستنزف ثبات وصمود السوريين ولو أشهر المجرم أردوغان كل أسلحة إرهابه وفي مقدمتها التعطيش، فرهانه على استنزاف صمود أهلنا خاسر.