الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
بعد تحديد إدارة بايدن أن جمهورية الصين الشعبية هي التهديد الرئيسي لأمن الولايات المتحدة، وإصدار الكونغرس مجموعة من القوانين التي تفرض التعبئة على مستوى المجتمع لضمان الهيمنة الأميركية الدائمة على منطقة آسيا والمحيط الهادئ، هل نصل إلى الحرب بين الولايات المتحدة والصين في عام 2026؟.
على الرغم من عدم اندلاع نزاع مسلح كبير بين الولايات المتحدة والصين بعد، فقد اندلعت أزمات عديدة في غرب المحيط الهادئ، ويستعد البلدان باستمرار للحرب. لقد انهارت الدبلوماسية الدولية إلى حد كبير، حيث توقفت المحادثات حول تغير المناخ، والإغاثة من الأوبئة، ومنع انتشار الأسلحة النووية.
بالنسبة لمعظم المحللين الأمنيين لا يتعلق الأمر بما إذا كانت الحرب بين الولايات المتحدة والصين ستندلع، ولكن متى؟، هل هذا يبدو خيالي؟، ليس إذا قرأت البيانات الصادرة عن وزارة الدفاع والمراتب العليا في الكونغرس هذه الأيام.
تؤكد نظرة عامة على ميزانية الدفاع لعام 2022 للبنتاغون أن “الصين تشكل أكبر تحد طويل الأمد للولايات المتحدة، وسيتطلب تعزيز الردع ضد الصين أن تعمل وزارة الدفاع بالتنسيق مع القوات الوطنية الأخرى”. “إن القوة المشتركة ذات المصداقية القتالية ستدعم نهج الأمة بأكملها للمنافسة وتضمن قيادة الأمة من موقع القوة”.
على هذا الأساس طلب البنتاغون 715 مليار دولار من النفقات العسكرية لعام 2022، مع جزء كبير من هذه الأموال التي سيتم إنفاقها على شراء السفن والطائرات والصواريخ المتقدمة المعدة لحرب شاملة محتملة “عالية الكثافة” مع الصين تم السعي للحصول على 38 مليار دولار إضافية لتصميم وإنتاج أسلحة نووية، وهو جانب رئيسي آخر للتغلب على الصين.
الديمقراطيون والجمهوريون في الكونغرس، الذين يجادلون بأنه حتى هذه المبالغ غير كافية لضمان استمرار تفوق الولايات المتحدة في مواجهة ذلك البلد، يضغطون من أجل مزيد من الزيادات في ميزانية البنتاغون لعام 2022.
أيد الكثيرون أيضًا قانون EAGLE، وهو اختصار لضمان القيادة والمشاركة العالمية الأميركية – وهو إجراء يهدف إلى توفير مئات المليارات من الدولارات لزيادة المساعدة العسكرية لحلفاء أميركا الآسيويين وللبحث حول التقنيات المتقدمة التي تعتبر ضرورية لأي أسلحة مستقبلية عالية التقنية.
السباق مع الصين..
تخيل إذاً أن مثل هذه الاتجاهات تكتسب زخمًا فقط خلال السنوات الخمس المقبلة. كيف سيكون شكل هذا البلد في عام 2026؟، ما الذي يمكن أن نتوقعه من حرب باردة جديدة متصاعدة مع الصين والتي بحلول ذلك الوقت، يمكن أن تكون على وشك أن تصبح ساخنة؟.
نشأت التوترات حول جزيرة تايوان إلى حد كبير بسبب الجهود المتزايدة من قبل القادة التايوانيين، ومعظمهم من مسؤولي الحزب الديمقراطي التقدمي (DPP)، لنقل بلادهم من حالة الحكم الذاتي كجزء من الصين إلى الاستقلال الكامل، ومثل هذه الخطوة لا بد أن تثير رداً قاسياً، وربما عسكرياً من بكين، التي تعتبر الجزيرة مقاطعة منشقة.
إن الموقع الجغرافي للجزيرة جعلها نقطة ساخنة بين الولايات المتحدة والصين لعقود، لقد سعى المسؤولون في إدارة ترامب إلى تعزيز العلاقات مع الحكومة التايوانية في سلسلة من الإيماءات التي وجدتها بكين مهددة والتي تم توسيعها فقط في الأشهر الأولى من إدارة بايدن. في ذلك الوقت دفع العداء المتزايد للصين الكثيرين في واشنطن إلى الدعوة إلى إنهاء “الغموض الاستراتيجي” واعتماد تعهد لا لبس فيه بالدفاع عن تايوان إذا تعرضت لهجوم من البر الرئيسي.
كانت إدارة بايدن مترددة في البداية في تبني مثل هذا الموقف الملتهب، لأنه يعني أن أي صراع بين الصين وتايوان سيصبح تلقائيًا حربًا أميركية صينية ذات تداعيات نووية، ومع ذلك، في نيسان 2022، وتحت ضغط شديد من الكونغرس، تخلت إدارة بايدن رسميًا عن “الغموض الاستراتيجي” وتعهدت بأن الغزو الصيني لتايوان سيؤدي إلى رد عسكري أميركي فوري.
أعلن الرئيس بايدن في ذلك الوقت: “لن نسمح أبدًا بإخضاع تايوان بالقوة العسكرية”، وهو تغيير مذهل في موقف أميركي استراتيجي طويل الأمد.. ستعلن وزارة الدفاع قريبًا عن نشر سرب بحري دائم في المياه المحيطة بتايوان بما في ذلك حاملة طائرات وأسطول داعم من الطرادات والمدمرات والغواصات.
في عام 2026، مع سرب البحرية الأميركية الذي يبحر باستمرار في المياه بالقرب من تايوان والسفن والطائرات الصينية التي تهدد باستمرار الدفاعات الخارجية للجزيرة، لا يبدو أن الصدام العسكري الصيني الأميركي بعيد المنال. في حالة حدوث ذلك، من المستحيل التنبؤ بما سيحدث، لكن معظم المحللين يفترضون الآن أن كلا الجانبين سيطلقان صواريخهما المتقدمة على الفور – ( وكثير منها تفوق سرعة الصوت أي تتجاوز سرعة الصوت بخمس مرات) – في القواعد الرئيسية والمرافق العامة في كلا البلدين.
وهذا بدوره سيؤدي إلى جولات أخرى من الضربات الجوية والصاروخية، ربما تنطوي على هجمات على مدن صينية وتايوانية وكذلك قواعد أميركية في اليابان وأوكيناوا وكوريا الجنوبية وغوام.. ويبقى عليك عزيزي القارئ تخمين ما يمكن أن يحصل إذا لم يتم احتواء مثل هذا الصراع ووصل إلى المستوى النووي.
بقلم: مايكل كلير
المصدر: Antiwar