التاريخ يسجل لجيشنا العربي السوري الباسل، صفحات مشرقة من النضال والكفاح ومعارك البطولة والشرف التي خاضها دفاعاً عن الوطن وعزته وكرامته، وهذا الجيش البطل، يجسد في المعارك التي يخوضها ضد الإرهاب وداعميه اليوم، ذات المبادئ والقيم النبيلة التي حملها منذ تأسيسه في العام 1945، مستمداً قوته من ثقة الشعب به, والتفافه حوله, فحقق الانتصارات تلو الأخرى، وأثبتت إنجازاته الميدانية أنه الرقم الأصعب في المعادلات العربية والإقليمية والدولية, لاسيما وأن المعركة التي يخوضها ضد الإرهابيين تهابها أكبر الجيوش في العالم, وقد تهاوت مشاريع الغرب الاستعماري أمام عزيمة وعقيدة هذا الجيش, وتمسكه الراسخ في الحفاظ على كل شبر من تراب الوطن مهما كلفه ذلك من تضحيات.
غداً تحل الذكرى السادسة والسبعين لتأسيس جيشنا الباسل، وهو لم يزل يسطر مآثر العنفوان والفخار في الذود عن حياض الوطن، ويذهل العالم بمهاراته القتالية العالية، وبعزيمته الصلبة في خوض المعارك ضد الإرهاب بكل حرفية وإتقان، وعلى مختلف الجبهات، فحرر خلال السنوات الماضية معظم المناطق التي دنسها الإرهاب وداعموه، فعادت حلب ودير الزور، وريف حمص ومساحات واسعة من ريفي حماة وإدلب، وتدمر وغوطتي دمشق، مروراً بدحر الإرهاب في القنيطرة ودرعا والسويداء وباديتي حمص ودير الزور، وصولاً إلى انتشار وحدات الجيش في العديد من القرى والبلدات بأرياف الرقة والحسكة ومدينة منبج، وهذا دليل كاف على أن هذا الجيش العظيم هو القوة الحقيقية التي تحارب الإرهاب وتتصدى له، وأنه يمتلك جميع مقومات تحقيق الانتصار الناجز، وإسقاط أوهام ومشاريع داعمي هذا الإرهاب.
إن عظمة جيشنا ومهامه الجسام التي يحملها ويعمل على تنفيذها، تأتي من عقيدته الراسخة وإيمانه الكبير بضرورة الحفاظ على كل حبة من تراب الوطن, وتأتي أيضاً من صلابة رجاله لأنهم أبناء هذه الأرض, بتاريخها وعراقتها وحضارتها, وتربوا على حب الوطن, والتضحية في سبيل عزته وكرامته، فمنذ تأسيسه قبل سبعة عقود ونيف أخذ جيشنا الباسل على عاتقه مهمة الدفاع عن عزة وكرامة الأمة جمعاء, فخاض ولم يزل معارك العزة والشرف ضد الغزاة الطامعين, وكان له الدور الأكبر في تكريس النهج القومي الذي تتمسك به سورية, وتجلى ذلك في حرب تشرين التحريرية التي جاءت تأكيداً لإرادة الإنسان العربي وقدرته على تحقيق النصر, وقدم أيضاً قوافل الشهداء على أرض لبنان في سبيل الحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه, حيث دافعوا عن لبنان وأحبطوا فتنة الحرب الأهلية عام 1975 وتصدوا للاجتياح الإسرائيلي، وردوه على أعقابه في عام 1982 الأمر الذي مهد فيما بعد لإنجاز التحرير عام 2000 وإفشال عدوان الكيان الصهيوني عام 2006، وشارك قبل ذلك في صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وهو مستمر اليوم في معركته الوطنية والقومية من خلال تصديه للحرب الإرهابية المتواصلة التي تستهدف سورية وشعبها.
في عيد الجيش يقف الشعب السوري إجلالاً لمن كانوا الأنبل في النبل، والأكرم في العطاء، لأولئك الأبطال الميامين الذين ترجلوا مضحين بأرواحهم لتبقى رايات سورية عالية خفاقة، فأبطال جيشنا الأبي الذين نشؤوا على ثقافة المقاومة، وتعلموا أبجدية الشموخ والإباء، وتقاليد العزة والكبرياء ورثوا الثقافة الوطنية من آبائهم وأجدادهم الذين قاوموا الاحتلال العثماني والاستعمار الفرنسي، فصنعوا الاستقلال ولم يستجدوه، وفرضوا الكرامة الخالصة ولم يقبلوها منقوصة بعهود الذل والتبعية، وهم اليوم يواجهون حرباً إرهابية تحت قيادة وإمرة أميركا والكيان الصهيوني، وأتباعهما من حكومات أوروبية، ونظام أردوغان، وأنظمة مستعربة، ولكننا كلنا ثقة بأن جيشنا البطل سيبقى الدرع الحصين في مواجهة المتآمرين والتصدي لهم مهما غلت التضحيات, فكل التحية لجيشنا الباسل, والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ناصر منذر