لا مساومة على الثوابت

تبدو القوى التي حاربت وواجهت الدولة السورية خلال السنوات الماضية من دون ذاكرة سياسية أو معرفة بقاموس الدولة السورية السياسي الذي لا يساوم أو يهادن تحت كل الظروف الصعبة والضغوطات العسكرية والسياسية والاقتصادية على ثوابت وطنية متجذرة في وعي السوريين قبل أن تكون عناوين سياسية؛ وفي كل ظروف الأزمة مداً وجزراً كانت القيادة السورية وعلى رأسها سيادة الرئيس بشار الأسد تؤكد للجميع وعبر كل وسائل الإعلام أن الحرب على الإرهاب ستستمر حتى القضاء على آخر إرهابي وأن أي حل سياسي ستكون مرجعيته وعناصره وطنية نظيفة وهو الشعب العربي السوري في كل قضية سيادية واستعادة كامل الجغرافية السورية وبسط سلطة الدولة عليها وإزالة كل حالة غير شرعية تشكلت مستغلة ظروف الأزمة سعياً منها لتكريس أمر واقع.

لقد كان خطاب القسم للسيد الرئيس بشار الأسد شديد الوضوح كعادته فلا مساومة على الأرض ولا مجال للسكوت أو قبول أية حالة أو وضع غير شرعي تشكل على الجغرافية السورية بفعل ظروف الأزمة وتداعياتها وما على الأخرين سوى إدراك هذه الحقيقة والتصرف وفقها فقرار القيادة السورية وجيشها الوطني وإرادة السوريين عموماً هي استعادة كل شبر من الأراضي السورية، سواء عبر العمل العسكري أو السياسي أو المقاومة الشعبية وهذه مسألة محسومة غير قابلة للنقاش أو الجدل والمساومة، ولا يمكن لأي قوة في العالم مهما امتلكت من عناصر القوة الوقوف في وجه ذلك الهدف الوطني والنبيل.

إن الاستقواء على الأوطان بالأجنبي لا يشكل عنصر قوة أو حماية لمن يعتقد ذلك فهو في الحقيقة نقطة وعلامة ضعف بالقدر نفسه فالأجنبي هو المتحول والوطني هو الثابت وثمة أمثلة عديدة على ذلك من فيتنام إلى تشيلي إلى العراق المثال الأقرب للتدليل على هذه الحقيقة التي يجب أن يدركها المبتدئون في علم السياسة، فكيف بأولئك الذين تفترض تجربتهم السياسية إدراك الأبعد من ذلك بكثير فتحالفات تكتيكات الحرب وأولوياتها شيء والاستراتيجيات النهائية أمر أخر، ولعل ما جرى في الحرب العالمية الثانية هو أقرب مثال على ذلك فهزيمة العدو الخارجي لا يقابلها منح جوائز ترضية على حساب الوطن.

إن وجود القوات الأميركية في الشمال الشرقي من البلاد جنباً إلى جنب مع ميليشيا “قسد” الانفصالية لن يوفر حماية لكليهما فهو وجود غير شرعي لا بد من إزالته بكل الوسائل السياسية أو العسكرية والمقاومة الشعبية وهذا ما يجب إدراكه والتعامل معه بدرجة عالية من الجدية وإدراك حقيقة أن الجيش العربي السوري سيكمل مهامه الوطنية حتى تستعاد السيادة الكاملة على الجغرافية السورية وتعود السلطة الوطنية الشرعية بكل مظاهرها لتمارس مهامها وفق القانون وهذا ما يعيد الأمن والاستقرار للبلاد ويبعث الطمأنينة في نفوس المواطنين ويمكنهم من العودة إلى مدنهم وقراهم ومساكنهم لتستعاد دورة حياتهم الطبيعية في ظل قوانين الدولة وكنفها والتي تشكل المظلة الأمنة للجميع.

إضاءات -د . خلف المفتاح

 

 

آخر الأخبار
شراكة وطنية ودولية غير مسبوقة لكشف مصير المفقودين في سوريا لا أحد فوق القانون حين يتكلم الشرطي باسم الدولة    "المنطقة الصحية" في منبج تدعو لتنظيم العمل الصيدلاني وتوحيد التراخيص  "صحة درعا" تحدث ثلاث نقاط إسعاف على الأتوتستراد الدولي افتتاح مشاريع خدمية عدة في بلدة كحيل بدرعا قلوب صغيرة تنبض بالأمل في مستشفى دمر 11 ألف شركة في 9 أشهر.. هل تُنعش الاقتصاد أو تُغرق السوق بالاستيراد؟ سوريا في COP30.. لمواجهة التحديات البيئية بعد سنوات من الحرب "سمرقند" تجمع سوريا وقطر على رؤية مشتركة للنهوض بالتعليم الكهرباء تتحرك ميدانياً.. استبدال محولات وتركيب كابلات في مناطق بريف دمشق حق التعلم للجميع..مشروع رقمي يضع المناهج بمتناول كل طالب حلب تطلق النظام المروري الذكي.. خطوة نوعية لتسهيل حياة المواطنين دول تتحول الى مقابر للسيارات التقليدية  "آيباك" تقود التيارات الرافضة لإلغاء العقوبات الأميركية على سوريا أزمة صحية خانقة تواجه سكان قرى حماة.. وطريق العلاج طويل زراعة الفطر.. مشروع واعد يطمح للتوسع والتصدير هوية تنموية لسوريا الجديدة  اهتمام دولي بزيارة الشرع لواشنطن ودمشق تستثمر الانفتاح الكبير لإدارة ترامب هل تستعيد الولايات المتحدة العجلة من "إسرائيل" المدمرة مؤتمر"COP30 " فرصة للانتقال من التفاوض والوعود إلى التنفيذ