الثورة أون لاين:
على الرغم من أن الألعاب الإلكترونية عادة ما تسبب مشاكل في التواصل الاجتماعي، لكن مجتمع Autcraft ضمن اللعبة الشهيرة Minecraft، يساعد الأطفال المصابين بالتوحّد على اكتساب المهارات الاجتماعية وتكوين صداقات.
الذي يروي تجربة نفذها مصمم المواقع الكندي ستيوارت دانكن، من واقع خبرته الشخصية مع مرض التوحد وكونه أيضاً والداً لطفل مصاب بالتوحد.
ولاحظ دانكن اهتمام ابنه البالغ باللعبة، وبدأ في مشاركة المميزات التي اكتسبها عبر اللعب على مدونته الشخصية، ليفاجأ بآباء آخرين يخبرونه حول تجربة أطفالهم المصابين بالتوحد مع اللعبة.
وواجه الآباء مشكلة واحدة، تعرّض أطفالهم للتنمّر من بعض اللاعبين الآخرين، فقرر دانكن إنشاء نسخة خاصة من لعبة Minecraft، حصرية للأطفال المصابين بالتوحد وعائلاتهم، ولدهشته فوجئ بمئات طلبات الانضمام في الأيام القليلة لإنشاء اللعبة.
وخلال سنوات قليلة، أصبحت نسخة Autcraft من اللعبة هي وظيفته بدوام كامل، وتضم أكثر من 7 آلاف عضو مع فريق من المسؤولين لتشغيل أنشطة اللعبة المتنوعة.
“لقد لاحظ الآباء الفائدة الكبرى للعبة على أطفالهم، منحت تلك اللعبة للأطفال المصابين بالتوحد إمكانية التعبير عن أنفسهم والتواصل مع الآخرين، من دون التعرّض للضغوط التي يفرضها الواقع عليهم عادة”، يقول دانكن.
وتقوم اللعبة على البناء والتصميم وإطلاق العنان للخيال عبر البحث عن المواد الأولية وجمعها، والمشاركة في البناء مع لاعبين آخرين، وإمكانية التواصل معهم افتراضياً.
وأوضح دانكن أن التواصل الاجتماعي في الواقع يشكل تحدياً حقيقياً لأطفال التوحد، لأنهم يواجهون صعوبة في فهم الأكواد الاجتماعية أو التواصل الجسدي مع الآخرين، وفهم حديثهم وما يشيرون إليه.
لكن اللعبة مكنتهم من تكوين أصدقاء افتراضيين، واكتساب تلك الأكواد الاجتماعية وفهمها دون التعرض للضغط الاجتماعي المعتاد، والتعبير عن أنفسهم وتطوير مهاراتهم بشكل أفضل.
وللانضمام إلى لعبة Autcraft يجب فقط ملء طلب، وبعد الموافقة عليه تتمكن من الدخول إلى مجتمع اللاعبين، وبناء عوالمك الخاصة بنفسك، أو مشاركة آخرين واللعب معهم وتكوين صداقات، بشرط الالتزام بالقواعد الداخلية، مثل عدم التعدي على لاعبين آخرين أو تدمير عوالمهم، ما قد يؤدي إلى الحظر.