“آنتي وور”: في الأشهر الستة الأولى.. بايدن أخفق في سياسته الخارجية

الثورة أون لاين – ترجمة – ختام أحمد:

كان سجل السياسة الخارجية لجو بايدن في الأشهر الستة الأولى له كرئيس سيئاً جداً، كما كان يخشى منتقدوه غير المتدخلين والمناهضين للحرب أن يكون، فمن أهم القرارات التي اتخذها بايدن ويتابع تنفيذها هو انسحاب آخر القوات الأميركية المتبقية من أفغانستان، ولكن هناك سبب يدعو للقلق من احتمال نقل القوات الأميركية إلى دول مجاورة أخرى، من ناحية أخرى لم يستطع بايدن التراجع عن بعض سياسات سلفه الفاشلة وأكثرها تدميراً، وقام في كثير من الحالات بترسيخها وتعزيزها، فقد أبقى بايدن كل العقوبات التي فرضها ترامب على عدة دول سارية المفعول.
حتى في تلك القضايا القليلة التي بدا فيها أن بايدن مستعد لإجراء تغييرات على سياسات ترامب، مثل إنهاء الدعم الأميركي للحرب على اليمن، فقد كان عرض بايدن مسرحياً متشدقاً شفوياً، وتحرك ببطء شديد بحيث يصعب رؤية أي تغيير على الإطلاق، ولم يتوقع أحد أن يشرف بايدن على إصلاح جذري للوضع الراهن للسياسة الخارجية الذي دافع عنه منذ عقود، ولكن حتى بشروطه الخاصة فشل في تحقيق ذلك.
ادعى بايدن أنه سيعامل السعودية على أنها “منبوذة”، لكنه لم يفعل شيئاً من هذا القبيل، إلا أن بايدن أعطى مؤيديه سبباً لتوقع حدوث تغييرات كبيرة في العلاقة. وأكدت الزيارة الأخيرة التي قام بها شقيق ولي العهد ونائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى واشنطن، حيث التقى تقريباً بكل مسؤول رفيع في الإدارة، أن هذا كان أملاً عبثاً حيث تواصل الولايات المتحدة دعم حرب التحالف السعودي على اليمن، ولم تكن الإدارة على استعداد لذلك على الإطلاق بشأن المساعدة العسكرية التي توقفت الولايات المتحدة عن تقديمها للسعوديين وحلفائهم.
كان الرئيس سعيداً بالحصول على الدعم لإعلانه إنهاء الدعم الأميركي لـ “العمليات الهجومية” في اليمن، لكن العملية الهجومية الأكثر أهمية التي ينفذها التحالف على مدار السنوات الست الماضية، وهي الحصار القاتل المفروض على البلاد لا يزال مستمراً، فبدعم من الولايات المتحدة لا يزال اليمن يمر بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، ولا يزال العملاء الأميركيون يجوّعون الشعب اليمني. لم يفعل بايدن أي شيء تقريباً لكبح جماح هؤلاء العملاء وطالما استمرت الولايات المتحدة في تسليح ومساعدة هذه الحكومات، فإننا نظل متواطئين في جرائمهم.
ولم تنته الحروب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة ضد فنزويلا وإيران وسورية وكوريا الشمالية، ولا آثارها الضارة على عشرات الملايين من الناس. سواء أكان ذلك بسبب اعتبارات انتخابية أم لهدف آخر، يظل بايدن ملتزماً بسياسة ترامب لتغيير النظام في فنزويلا، ويحب مسؤولو الإدارة أن يقولوا للصحافة إنه “ليس في عجلة من أمره” لرفع العقوبات المدمرة التي ساهمت في الكارثة الإنسانية هناك.
وبالمثل، كان رد بايدن على الاحتجاجات في كوبا هو الإبقاء على جميع قيود عهد ترامب، بما في ذلك القيود الضارة على التحويلات، وإضافة المزيد من العقوبات غير المجدية على كبار المسؤولين.
يظل فرض عقوبات اقتصادية جماعية على بلدان بأكملها أحد الأركان الأساسية لإجماع السياسة الخارجية الحالي بين الحزبين، تحرك بايدن ببطء شديد للانضمام إلى الاتفاق النووي مع إيران، وأكثر من منتصف الطريق حتى عام 2021، لا تزال الولايات المتحدة ليست طرفاً في الاتفاقية التي تراجع عنها ترامب، كان عكس سياسة ترامب تجاه إيران أحد الالتزامات البارزة والأكثر أهمية التي قدمها بايدن كمرشح، لكنه واصل هذه السياسة عملياً حتى الآن.
يبقى أن نرى ما إذا كانت المفاوضات ستنهار، لكن عدم استعداد بايدن لتقديم أي تخفيف للعقوبات مقدماً قد يكون محكوماً عليه بالفشل.. اتخذ بايدن ومسؤولوه اقتراحاً مباشراً نسبياً بالعودة إلى اتفاقية ناجحة لمنع انتشار الأسلحة النووية وعقدوها بلا داعٍ من خلال رفض اتخاذ الخطوات الأولى للانضمام مرة أخرى لاستئناف المفاوضات، إن السماح بانهيار الاتفاق النووي سيكون بمثابة ضربة خطيرة لقضية منع انتشار الأسلحة النووية، كما أنه سيشجع المتشددين في الولايات المتحدة على الضغط من أجل اتخاذ إجراءات أكثر عدوانية ضد إيران.
في استمرار آخر لسياسات ترامب، أمر بايدن برد انتقامي في كل من سورية والعراق، وقد أدى ذلك إلى مزيد من الهجمات على القوات الأميركية في تلك الدول، بدلاً من إخراج جميع القوات الأميركية من العراق، يختار بايدن ببساطة إعادة تصنيفهم كمستشارين حتى يتمكن من الحصول على الفضل في إنهاء وجود “القوات المقاتلة” في البلاد.
سيبقى معظم الوجود العسكري الأميركي لبعض الوقت غير محدد، وأثناء بقائهم هناك ستظل تلك القوات معرضة لخطر الهجوم عليها، تقوم حكومتنا بقصفهم باسم “الدفاع عن النفس”.

ستظل احتمالات التصعيد والصراع المحتمل مع إيران قائمة، تضمّن سجل بايدن على مدى الأشهر الستة الماضية العديد من الأخطاء الجسيمة الأخرى، بما في ذلك تمكين ومكافأة الهجمات الإسرائيلية العشوائية في غزة، ومواصلة المساعدة العسكرية لأذربيجان على الرغم من جرائم الحرب العديدة في كاراباخ، وقرار ترك اعتراف ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.

على الرغم من كل حديث أركان إدارة بايدن عن وضع حقوق الإنسان في قلب سياستهم الخارجية، فإن أفعالهم تروي قصة مختلفة تماماً ومألوفة عن دعم العملاء المسيئين بغض النظر عما يفعلونه، تتكون سياسة بايدن الخارجية إلى حد كبير حتى الآن من الإخفاقات في تحقيق أهدافه المعلنة والفشل في قلب أسوأ السياسات التي ورثها عن ترامب، في بعض الحالات، لم يبذل بايدن أي جهد لقلبها، تحب إدارة بايدن استخدام عبارة “عادت أميركا” كشعار لسياستها الخارجية.
انطلاقاً من الأشهر الستة الأولى لبايدن، فإن هذا يعني فقط أن أميركا عادت إلى نفس السياسات المدمرة واللا إنسانية التي كانت لدينا منذ عقود.
بقلم: دانيال لاريسون

المصدر: Antiwar

آخر الأخبار
مشاريع صناعية تركية قيد البحث في مدينة حسياء الصناعية تطوير القطاع السياحي عبر إحياء الخط الحديدي الحجازي محافظ درعا يلتقي أعضاء لجنة الانتخابات الفرعية تجهيز بئر "الصفا" في المسيفرة بدرعا وتشغيله بالطاقة الشمسية توسيع العملية العسكرية في غزة.. إرباكات داخلية أم تصدير أزمات؟. "الذكاء الاصطناعي" .. وجه آخر  من حروب الهيمنة بين الصين و أميركا الجمعية السورية لرعاية السكريين.. خدمات ورعاية.. وأطفال مرضى ينتظرون الكفلاء مدارس الكسوة والمنصورة والمقيليبة بلا مقاعد ومياه وجوه الثورة السورية بين الألم والعطاء يطالبون بتثبيت المفصولين.. معلمو ريف حلب الشمالي يحتجّون على تأخر الرواتب تقصير واضح من البلديات.. أهالٍ من دمشق وريفها: لا صدى لمطالبنا بترحيل منتظم للقمامة ماذا لو أعيد فرض العقوبات الأممية على إيران؟ "زاجل" متوقف إلى زمن آجل..مشكلة النقل يوم الجمعة تُقّيد حركة المواطنين في إدلب وريفها الدولة على شاشة المواطن..هل يمكن أن يرقمن "نيسان 2026" ثقة غائبة؟ تعزيز الشراكة السورية- السعودية في إدارة الكوارث بين الآمال والتحديات.."التربية" بين تثبيت المعلمين وتطوير المناهج "العودة إلى المدرسة".. مبادرة لتخفيف الأعباء ودعم ذوي الطلاب "بصمة فن" في جبلة.. صناعة وبيع الحرف اليدوية إسرائيل تبدأ هجوماً مكثفاً على غزة المشاريع السعودية في سوريا.. من الإغاثة الإنسانية إلى ترسيخ الحضور الإقليمي