ارتفاع جنوني وفوضى بأسعار الخضار والمواد الغذائية في صافيتا..ونفاد مواد أساسية من صالات السورية للتجارة
الثورة أون لاين – تحقيق – فادية مجد:
تشهد أسواق الخضار والفواكه والمواد الغذائية الأساسية في مدينة صافيتا ارتفاعاً جنونياً وفوضى أسعار وتجاوزات غير مقبولة، ولترى كل بائع يبيع على هواه دون حسيب أو رقيب، وليدفع الثمن في النهاية المواطن صاحب الدخل المحدود والذي يئن من أسعار محلقة لمواد هي وجبته الغذائية والتي لا يمكن الاستغناء عنها في حياته اليومية في ظل موجة غلاء عامة كوت القلوب قبل الجيوب.
*تفاوت بالأسعار ..
وفي جولة قامت بها الثورة أون لاين على عدد من المحال التجارية في مدينة صافيتا لاحظنا تفاوتاً في الأسعار بين محل وآخر ولنفس المادة والنوعية، وحجج البائعين جاهزة كما هي العادة.. (هذه أسعارنا ومن لا تعجبه فليشترِ من محل آخر… بضاعتنا ممتازة وتستحق سعرها؟!).
كما لاحظنا أيضاً أن بعض محال الخضار لا تضع لائحة التسعيرة أمام كل صنف من الخضار والفواكه، وأعذارهم الواهية هي (أنهم أضافوا خضاراً وفواكه جديدة ونسوا وضع التسعيرة؟!!).
*أمثلة من الواقع..
وعلى سبيل المثال وخلال جولتنا يوم الثلاثاء بلغ سعر كيلو البندورة الجردية ١٧٠٠ ليرة والبندورة الشامية ١٠٠٠ ليرة، وفي محل ملاصق بلغ سعر الجردية ١٣٠٠ ليرة والبندورة الشامية ٩٠٠ ليرة، وبسؤالنا عن سبب ارتفاع سعر البندورة الجردية قالوا: لأنها تسقى بمياه حلوة نظيفة، بعكس بقية أنواع البندورة غير معروف مصدر المياه التي سقيت منها…
كما تفاوت سعر الخيار بين ١٢٠٠ و١٣٠٠ و١٥٠٠ ليرة ولنفس النوعية، والبطاطا المالحة ٦٥٠ ليرة وبطاطا البراد كل محل يبيعها بسعر بين ٤٥٠ ليرة و٥٥٠ ليرة، والفاصولياء الجردية بلغ سعرها ٣٨٠٠ ليرة وفي محل آخر ٣٥٠٠ ليرة. والبقدونس سعر الربطة بين ١٥٠ و٢٠٠ ليرة، أما البامياء فسعرها ٣٠٠٠ ليرة.
وبالنسبة لبعض أنواع الفواكه وصل سعر التفاح نوعية ممتازة إلى ٢٥٠٠ ليرة وفي محل آخر نفس النوعية بلغ سعره ٢٠٠٠ ليرة، والعنب الأبيض بين ٣٢٠٠ و٣٥٠٠ ليرة.
وبمتابعة الجولة كان لابد لنا من المرور على صالات السورية للتجارة في مدينة صافيتا، هذه الصالات والمنافذ التي وجدت للتدخل الإيجابي في السوق ولمصلحة المواطن صاحب الدخل المحدود، حيث يوجد في مدينة صافيتا ثلاث صالات للسورية للتجارة تبيع المواد المدعومة السكر والأرز إضافة لكل ما تحتاجه الأسرة من مواد غذائية وزيوت ومنظفات ومحارم ومستلزمات الأسرة من أدوات منزلية، واختصت إحدى تلك الصالات إضافة لما ذكرنا ببيع الأدوات الكهربائية والقطنيات والحرامات.
*منفذ واحد لبيع الخضار والفواكه..
كما يوجد في مدينة صافيتا أيضاً منفذ واحد لبيع الخضار والفواكه ملاصق لإحدى صالات السورية للتجارة، وقد لاحظنا إقبالاً متوسطاً من قبل المواطنين لشراء ما يحتاجونه.
ولدى سؤالنا بعضهم عن النوعية والأسعار كيف يجدونها في منفذ الخضار أجمعوا على النوعية الجيدة والأسعار المخفضة عن باقي المحال التجارية وبنسبة تتراوح بين ٢٥ و٣٠ بالمئة.
وعزا البعض قلة الإقبال نوعاً ما برأيهم لأن منفذ البيع في أول مدينة صافيتا ولا يوجد غيره، والسكان القاطنون في نهاية المدينة أو منتصفها لا بد لهم من أن يستقلوا سرفيساً ذهاباً وإياباً، والذي يوفرونهم لدى شرائهم من ذلك المنفذ الوحيد يدفعونهم أجور سرافيس، وطالبوا بزيادة عدد منافذ بيع الخضار والفواكه في مدينة صافيتا.
وبالاطلاع على أسعار بعض أنواع الخضار والفواكه في منفذ بيع السورية للتجارة لمسنا فرقاً جيداً في الأسعار عن بقية المحال التجارية في السوق، والأنواع جيدة النوعية مع وجود تشكيلة متنوعة من الخضار والفواكه والتي طالب بعض المواطنين الذين التقينا بهم بزيادة كمياتها، وليأتينا الجواب من العم أبو حسام والذي يقوم باستجرار الخضار من مناطق جرد صافيتا وسوق الهال بأن الذي يمنعه من زيادة الكميات الخوف من أن تفسد الخضار والفواكه بسبب ارتفاع درجات الحرارة والانقطاع الطويل للتيار الكهربائي.
*نقص المواد الأساسية..
وبخصوص بعض أسعار الخضروات في منفذ السورية للتجارة وجدنا أنه وصل سعر كيلو البامياء إلى ٢٥٠٠ ليرة والخيار الجردي ١٠٠٠ ليرة والبندورة الجردية والشامية ٩٠٠ ليرة في حين بلغ سعر البطاطا الحمصية ٧٥٠ ليرة
وبالنسبة لبعض الفواكه بلغ سعر العنب الابيض ١٩٠٠ ليرة والتفاح الممتاز ( ملكي ) ١٦٠٠ ليرة ولتكون الأسعار بالمجمل أرخص من السوق بنسبة ٢٥ و٣٠ بالمئة.
وبالمقابل توافرت تشكيلة من المعلبات والمربيات والبهارات ومواد غذائية في صالات السورية مع ملاحظة نقص في تواجد مواد السمنة والمعكرونة والبرغل والتي تعد من الأساسيات في موائد السوريين.
وأرجع العاملون في تلك الصالات السبب في ذلك النقص للإقبال الشديد لشراء تلك المواد ورخص أسعارها مقارنة بأسعار المحال التجارية، فالسمنة ٢ كيلو يبلغ سعرها ١٢٠٠٠ ليرة وهي أخفض من سعر السوق بكثير حيث تباع ب ١٥٠٠٠ و١٦٠٠٠ ألف ليرة لنفس الوزن.
بعض المواطنين الذين التقينا بهم قالوا هناك توافر لمواد في تلك الصالات ونقص في توافر مواد أساسية بالنسبة لهم، وهذه المواد المفقودة هي الأرخص ثمناً وهناك فارق ملحوظ في أسعارها عما هي عليه في المحال التجارية.
وتابعوا كلامهم بالقول إن المنظفات والمحارم متوفرة في تلك الصالات ولكنهم تعودوا على ماركات معينة ومعروفة هي غير موجودة فيها، وهناك أسماء تجارية جديدة أسعارها مقبولة ولكن جودتها متوسطة.
*تخفيضات لبعض المواد فقط..
وأجمع من التقيناهم أيضاً بأن هناك تخفيضات بالأسعار لبعض المواد بنسبة ٢٠ بالمئة..، وهناك مواد أسعارها مثل أسعار المحال التجارية.
“أبو علي” قال: هناك مواد نوعيتها جيدة مثل المحارم والمنظفات ولكن دوماً هناك خوف من تجريب أنواع ليست معروفة، فزوجتي على سبيل المثال تعودت على أسماء منظفات ومحارم ولا تبدلها بأخرى وحجتها (لا تغامر وتشتري أنواعاً رديئة..) رغم أننا من ذوي الدخل المحدود.
وفيما يلي بعض أسعار المواد الغذائية في صالات السورية للتجارة بصافيتا… ليتر زيت النخيل ٦٦٥٠ ليرة ، وليتر زيت بروتينا ٧٠٠٠ ليرة، فيما وصل سعر سمنة عشتار وزن ٢ كيلو ١٢٠٠٠ ليرة، وطحينة ٣٠٠ غ بلغ سعرها ٣١٢٥ ليرة، وعلبة الطون ١٨٠٠ ليرة.
أما مساحيق الغسيل وزن ٢ كيلو فسعر إحدى الأسماء التجارية ٤٩٠٠ ليرة ومسحوق لاسم آخر ولنفس الوزن بلغ سعره ٧٥٠٠ ليرة.
فيما وصلت أسعار مساحيق الغسيل وزن ٤ كيلو ٩٧٥٠ ليرة وعشرة آلاف ليرة، وسائل جلي ٧٠٠ مل بلغ سعره ١٩٥٠ ليرة، محارم وزن ٤٠٠ غرام يتراوح سعرها بين ٢٤٥٥ و ٢٥٥٥ ليرة، فيما علبة المحارم وزن نصف كيلو بلغ سعرها ٢٦٢٥.
وفي المحال التجارية لاحظنا ارتفاع أسعار المواد فيها عن صالات السورية ولكن هناك خيارات متعددة وماركات معروفة لها سمعة تجارية جيدة رغم ارتفاع سعرها وهناك مواد سعرها نفس سعر الصالات.
وفي استعراص لأسعار بعض تلك المواد.. وصل سعر ليتر زيت قلي ٧٥٠٠ ليرة وكيلو برغل ب ٢١٠٠ ليرة، وبلغ سعر ربطة المعكرونة ١٦٠٠ ليرة وعلبة طحينة وزن ٣٠٠ غ وصل سعرها ٢٧٠٠ ليرة وعلبة السردين ١٥٠٠ ليرة، والطون ١٨٠٠ ليرة وعلب المحارم يتراوح سعرها بين ١٠٠٠ و ٢٥٠٠ ليرة، ومسحوق غسيل وزن ٢ كيلو سعره بين ٧٠٠٠ و٧٣٠٠ ليرة، وسائل جلي ٩٠٠ مل بلغ سعره ٢٤٠٠ ليرة و٤٠٠ مل منه ١٦٠٠ ليرة.
أما محارم التواليت ست قطع فبلغ سعرها ٢٨٠٠ ليرة.
*السورية للتجارة توضح..
جملة من التساؤلات حملناها لمدير فرع السورية للتجارة بطرطوس المهندس “محمود صقر” والذي أوضح بداية أنه بالنسبة لمدينة صافيتا يوجد ٢٣ مركزاً وصالة موزعة ريفاً وضمن المدينة تقوم بتخديم عدد كبير من المواطنين وتقديم كافة مستلزمات الأسرة من مختلف المواد (غذائية – منظفات – أدوات منزلية – خضار وفواكه) إضافة لمادة الخبز والمواد المقننة.
ورداً على سؤالنا أنه لا يوجد في مدينة صافيتا سوى منفذ واحد لبيع الخضار والفواكه أشار إلى أن منطقة صافيتا هي منطقة زراعية وهذه المواد (الخضار والفواكه) متواجدة في السهل والأرياف التابعة لها إدارياً، أي أن هناك شبه اكتفاء ذاتي.
وأضاف: هناك دراسة لإمكانية افتتاح مركز كبير ومتكامل لبيع الخضار والفواكه والأجبان والألبان.
*اللحوم تحتاج لتبريد..
وبخصوص مادة الفروج واللحوم وإمكانية توفرها في صالات السورية للتجارة في صافيتا وبقية مناطق المحافظة ذكر “صقر” أنه كانت لمحافظة طرطوس تجربة في بيعها، ولكن نتيجة برنامج التقنين الكهربائي لم نستطع الاستمرار بها، كون مادة الفروج واللحم تحتاج إلى تبريد بشكل دائم.
وعن عدد المرات التي يتم فيها تزويد صالات السورية باحتياجاتها وتوفير موادها لفت إلى أنه يتم تزويدها بكافة احتياجاتها بناء على طلب رئيس المركز أو الصالة، بحيث يكون هناك استمرارية بتأمين المواد، وكل هذا مرتبط بتوفر السيارات، حيث نعاني من قلة عدد السيارات العاملة نظراً للتوسع الأفقي في عدد المراكز والصالات. مشيراً إلى أنه بالنسبة لمادة المقنن (سكر ورز) كانت نسبة تغطية كافة البطاقات في المحافظة مئة بالمئة، حيث حصلت جميع العائلات على حصتها التموينية لكافة الدورات السابقة.
*إقبال شديد على بعض المواد..
وحول فقدان مواد أساسية كالبرغل والحمص والعدس والمعكرونة خلال ساعات من وصولها لصالات السورية للتجارة بيّن أن تلك المواد لها إقبال كبير من قبل الإخوة المواطنين ما إن تصل لصالاتنا حتى تنفد بسرعة كبيرة مؤكداً أن مسؤولية إخبارهم بنقص المواد تقع على عاتق رؤساء صالات السورية، ونحن نمدهم بكافة المواد الموجودة لدينا، مشيراً إلى أنه سيتم اعتباراً من الأسبوع المقبل تزويد كافة صالات السورية للتجارة في المحافظة بمادة المعكرونة.
*وعن تنظيم الضبوط..
رئيس شعبة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بصافيتا المهندس “ابراهيم محمد” أشار إلى أنه منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية الشهر السادس تم تنظيم الضبوط التموينية التالية: بالنسبة لعدم الإعلان عن الأسعار بلغ عدد الضبوط المنظمة ٩٢ ضبطاً عدلياً والبيع بسعر زائد ٤٧ ضبطاً و٤٨ ضبط لعدم وجود فواتير، و١٢ ضبط نقص في بطاقة البيان و١٥ ضبط حيازة مواد منتهية الصلاحية و ٣٢ ضبط عدم حيازة فواتير ذات منشأ وطني و١١ ضبطاً عدم الإعلان عن الأجور بدل الخدمات.
* حماية المستهلك فضلت عدم الرد..
وبسؤالنا عن إجراءاتهم لضبط الأسعار (خضار وفواكه ومواد غذائية وتموينية) ومنع أي تجاوز ومخالفات وعمل دورياتهم التموينية أحالنا لمدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بطرطوس والذي تواصلنا معه هاتفياً عدة مرات ووعدنا بإرسال الإجابة وأنهم مضغوطون بسبب توطين الخبز … ولم نحصل على إجابة على سؤالنا رغم تكرار اتصالاتنا
* كلمة لنا..
وبعد تلك الجولة الميدانية في أسواق مدينة صافيتا التجارية وصالات السورية للتجارة فيها وتواصلنا مع الجهات المعنية نقول: ضبوط تنظم والمخالفات التموينية ما زالت في ازدياد؟!.
فهل تلك الضبوط التموينية رادعة؟! وهل هي كما قال لنا أغلب المواطنين (حبر على ورق، وأن أغلب الدوريات التموينية تقبض حصتها من أصحاب تلك المحال التجارية) حسب ما عبّر عنه أغلب من التقينا بهم.
والجهات المعنية ما زالت تضع اللوم على مواطننا بسبب عدم لجوئه للشكوى وبالتالي المساهمة في استمرار تلك المخالفات وازديادها ؟!
وهنا نقول: كيف للمواطن أن يؤمن بثقافة الشكوى والتي هي واجبه لمكافحة كل تجاوز ومخالفة تموينية طالما تلك التجاوزات ما زالت مستمرة والرقابة التموينية مغمضة العينين بقصد كيلا ترى تلك المخالفات؟!
وكيف له أن يؤمن بثقافة الشكوى وجدواها والأسعار ما زالت في تحليق مستمر لخضار وفواكه ومواد تموينية والحال من سيئ لأسوأ والمواطن وحده الذي يدفع الثمن؟!!.