الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
يوماً بعد يوم، تفوح رائحة الغرب الإرهابية وتنكشف “إنسانيته” النتنة بأدواره في الحرب الإرهابية القذرة على سورية، وما استخدمه من وسائل وأساليب قذرة من أجل التدخل فيها وزعزعة أمنها وتدمير استقرارها.
فالأدلة على تورط الغرب لم تنته ولن تنته حتى في المستقبل القريب، بل إن حيثيات ودهاليز هذا التورط مستمرة بالانكشاف نظراً للدور الإجرامي الذي تلعبه الحكومات الغربية حتى هذه اللحظات.
موقع “غرايزون” الإخباري، وعلى غرار العديد من وسائل الإعلام الغربية وثق جزءاً من هذا الدور، بعد أن فضح دور وكالة الاستخبارات البريطانية في تلفيق مسرحيات الكيماوي عبر شبكة من العملاء والخبراء المزيفين المرتبطين بها، والتي يظهر من خلالها الموقع أن الاستخبارات البريطانية أعدتهم بشكل جيد ووزعت عليهم الأدوار بشكل قد لا يخطر على بال من أجل إيهام العالم بأنها حقائق للنيل من سورية.
ليس هذا فحسب، ففضائح ودور التورط في هذه الجريمة الكبرى ضد السوريين، كانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فيها شريكاً، وشاهد الزور الأكثر تورطاً فيها من خلال اعتمادها على ما قدمه أولئك العملاء والخبراء المزيفون في إعداد تقاريرها المسيسة، في معادلة كاذبة مختلة التوازنات السياسية والإنسانية، لأنها تخالف الواقع الذي أبرزته الحكومة السورية وقدمت أدلتها الواضحة وبراهين مؤكدة تفند المزاعم الغربية.
الموقع الإخباري أشار في سياق كشفه لحقيقة تورط أجهزة الاستخبارات البريطانية بفبركة مسرحيات “الكيميائي” إلى أن “هاميش دي بريتون غوردون” الجاسوس البريطاني الذي عمل سابقاً كقائد للفوج الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي والنووي في الجيش البريطاني نصب نفسه فيما بعد خبيراً في الأسلحة الكيميائية وقدم أدلة مزعومة استخدمتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كمصدر رئيسي لتقاريرها المسيسة التي حرفت الحقائق وقلبت الوقائع حول الهجمات الكيميائية المزعومة في سورية.
إذاً، حجم فضائح منظمة الأسلحة الكيميائية يجعلها شريكة الغرب في الحرب على سورية، كما تؤكد هذه الفضائح أنها شريكة للغرب في ممارساتها وقراراتها لعدم حيادها بل لانحيازها للأميركي والبريطاني، من خلال كمية المواد والتقارير المزيفة والأدلة المفبركة التي حاولت تصديرها أو إيهام العالم بها على أنها حقائق ووقائع قائمة، والتي أصبحت لاحقاً حقائق دامغة لإدانة المنظمة ذاتها كونها أضحت شريكة في سوق الأكاذيب واعتماد شهود الزور ومن ثم تسميتهم نشطاء، وفي ظل رفضها الإنصات لقرائن سورية، التي قدمت وثائق تدين الغرب وتكشف تورطه وحجم نفاقه.
فكم من العار على منظمة دولية مؤتمنة على الإقرار بالحقائق وكشف الأكاذيب وتبيان الحقائق، أن تكون أداة مسيسة من قبل بريطانيا وأميركا بشكل خاص من أجل تدمير بلد وشعب كسورية؟؟ أليس من يتورط بهكذا جرائم أن يمارس ذات السياسة والأسلوب مع دول أخرى ترفض الانصياع للغرب؟؟.
لقد كان الهدف من فبركات ومسرحيات الكيماوي وعمليات التسييس المفتعلة، حشد الدعم الغربي للتدخل في سورية وزعزعة استقرارها، وهو ما أكده الموقع، كما أكدته سورية مراراً أنها محاولات شيطانية للنيل منها وللاستمرار في دعم الإرهاب والفوضى.
باختصار لقد كان هدف الغرب بتحشيده الإرهابي هذا هو من أجل تدخل أميركي لطالما سعى له على مدار الوقت، مستنداً بذلك على الدعم الإعلامي الكبير والضخم والتجنيد المسيس لكبريات وسائل الإعلام كي يمرر أجندات حربه الإرهابية على سورية.
السابق